مساء باريسي/ بقلم: عبد الجليل رحال
ـــــــــــــــــــــــــ
في هذا المساء الباريسي ،
لم يخذلني قلمي كالعادة ،
أنار دربي واخترق ظلام هذا الليل
ليروي ، كل ما تجود به أفكاري ،
وعلى نغمات الراديو تتراقص أناملي
وتعزف على أوتار هذا القلم سيمفونية الوجود
وترسم وردة بنفسجية
تعصر رحيقها عسلا أحمر تحلي به مرارة هذه الليالي الهادئة
ليالي الشتاء الباردة
على جنبات نهر السين القديم تتراقص أمواج يسرح في خريرها الخيال وكلما اقتربنا… اقترب النذير قائلا: ابتعدوا إنها العاصفة
قلت لها هامسا : في تلك الليلة الظلماء
والتي سطع بالنور محياها بدرا ينير دنياي
أنها سر من أسرار الحياة
أهديتها قصيدة قَيْسِيّة تتخللها عَبارات ليلى
وهي تبكي من فرط عذاباتها
رسمت على جبينها قبلة سطرت حروفها مجد حبنا
أنارت بابتسامتها المكان وتلألأت عيناها نجمتان في السماء
نعم أهديتها بذورا من بستان عمري حمراء تضخ إكسير الخلود في عروقها
فقلت آنذاك أنها العمر والحياة
لكن رسالتي لها كانت آخر ما نطقتُ بِه
حينما مزجتُ حروفي لتكون لها سوارا في جيدها
أقول فيها أني شفيتُ من جنونها ولم أعد تائها في دروب هواها
فاتركيني
إذا اكتب تمائمي شِعراً يكون لسحرك شفاءً ودواءً
………..
عبد الجليل رحال
باريس
