هشاشة

 

1-

رميت قلبي خلف ظهري

هكذا أرتاح أكثر،

كان يتعرض للسياط

كالسجين عند كل هفوة.

 

رميته خلف ظهري

كيلا أسمع له أنيناً بعد.

فكل كلام أفهمه اليوم أكثر

لا تأويلات فيه.

 

رميته خلف ظهري

تجرّدتُ من ذاك الطفل

الذي كان يبكي كل ليلة.

 

رميته خلف ظهري

وماتت أشياء كثيرة بداخلي

فتتسع مساحة الموت

لا مكان للقلب إذاً.

 

رميته خلف ظهري

لأحمل ابتسامة شوهاء

وأعيش حالة السبات

لأتمم آلية الأعمال

لإثبات الحياة.

 

لذلك رميته خلف ظهري

لم أعد مدمنة أحلام يقظة

لم أعد أستمتع بها

لأرسم تفاصيل صغيرة

أثبّتُ عليها

أرجل الأمل،

لقد رميته خلف ظهري.

 

 

2-

 

أتظاهر بالقوة

أشحذ صدأ المفاصل

لا اهتزاز أو خلل

صوتي يرجّ الصدى

وقامتي تسابق الفراغ

 

يُسلِّم النهار ودائعه

أرتمي حطباً هشّاً

يسكنني الصمت

تحاربني عظام رقبتي

والأوراق التي أخفي بها قلبي

يرمقني الصحن الجائع لمفرداتي

يستفزّ برودي

وهو على يقين

أنّ أسطولي

ليس إلا حفنة مسامير

 

3-

أقاصص الليل كلَّ مرة

الجدران مصابة بالخرس،

أطفئ شموع القلب

لتؤنسني الغفوة.

 

هذا الموت

النائم في ضلوعي

سأنبش قبره

وأكسر نوافذ العتمة،

فأتسلل منه

بكامل الهشاشة

لأعيش كرنفال البهجة

لحين إقلاع.

 

 

 

بقلم: فاطمة حرسان