الرئيسية / خواطر ونصوص شعرية / هل أعودُ يوما ما أنا/ بقلم: صالح أحمد (كناعنه)

هل أعودُ يوما ما أنا/ بقلم: صالح أحمد (كناعنه)

 

 

 

 

 

هل أعودُ يوما ما أنا!

خواطر بقلم : صالح أحمد (كناعنه)

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

عبثًا أفتِّشُ عن الوقت المحايد؛ لأجدني لاهثا بيني وبين ما تأرجح من فضاء لم يضبطه ضياعي… والأفق الذي لا يحمل شيئا من ملامحي؛ لا يأتيني سوى بلونٍ لطالما مارستُ سَكبَهُ في داخلي؛ لأدرك أنني أقف في مساحة لا امتداد لها إلى ما كان… ولا إلى ما عشت أرجو أن يكون… فأشعر أكثر بحاجتي إلى رصيف فيه متّسعٌ من الزّمن يكفي لتستقرّ قدمي..

سأعود يوما ما أنا! هكذا همست صورتي التي لم يتبيّن ملامحها أفق امتَصَّ اندفاعتي نحو بقعة لونٍ مسجى خارج الحلم؛ تحول دون التِصاقي بالزّمن… ذاك البياض يمتصّني، ويصبح الوقت عصيًا على حلمي..

لا إيقاع لخطوتي… أنام في حضن الريح… والشّمسُ موغِلةٌ.. لا زمن في المرايا… وليس للأماني من جرأة لتعلن يُبوسَةَ الثّرثرة فوق أفق لا يسكنه الوقت، لا تتوسّده الرّائحة الباحثة عنّي.. أنا الباحث عن موطِئٍ لكياني في زمن محايد!

لا زمن في المرآة.. قالت أمنية تسخر من ذهولي… رأسٌ.. إلى جانبه جسدٌ.. أمام المرآة فقط أتقِنُ تتبُّع تموّجات الوعي في مهب الانشغالات والأخيلة…

لكم استرعاني حديث ابنتي المنفلت من برمجات الزّمن إلى دميتها ؟! ولكم جعلني أدرك مقدار ثغراتي الإنسانيّة؛ وأنا أتمطى باحثا عن حيّزٍ خارج الوقت تأتلف فيه تناقضاتي… صاعدةً إلى ماهيّتي التي كم أملتُ أن تلتئمَ في غمرة الوقت المحايد…

في المرآة؛ رأيتُني أهيم خلف الوقت، والوقت يُنكرني…

في المرآة؛ رأيت خلاياي المنفلتة مني، تصرخ من ضباب المرايا: حين نبحث عن الوقت ولا نجده فينا، يصير الوقت إنسانا، ونصير لديه ضياعا…

كم عشت حبيس غفلتي؛ والوقت لا يسجّلُ لمحات حضوري، يعبُرُني موجة من صدى لا يستسيغه أفق الأمنية.. يتركني أتسمَّرُ في حيِّزٍ يستبدّ به شبق الريح وجنون الأخيلة… والوقت يتمطّى دوني.. يعلن سقوط الليل.. صورة من فتنة الوقت المحايد..

أهرب؟ المرآة تطوي المسافات، فيشربني لون الأفق بقامته الماردة.. أرتعش، أخربش صوتي فوق قامة اللّون الممتد خارج خارطة الأماني… فأنا أعلم أنّ الوقت لا تبتلعه اليابسة… وأن عمري مضى يستحم في جنون الرّيح؛ معانقا كلّ خليّة من خلاياها؛ علّها تُنهي اختناق الوقت، وتوقف غرق الوعد في خلايا انتظاري المتشبِّث بانحناءات البقايا..

كم كنت بحاجة للمطر يغسل هذا اللّون الذي يصيرني كل حين!

كم كنت بحاجة لي! وأنا أرقص رقصة المذبوح.. تنكرني المرايا.. ألوبُ كعاصفة غادرَتها الألوان، فانسحب عشقا لتولد في ضلوعي غرسة تظل مثلي: تستظل قصيدة صاغت صدى الوقت المحايد!

 :::::::::::: صالح أحمد (كناعنه) ::::::::::::

 

 

 

 

 

عن Xalid Derik

x

‎قد يُعجبك أيضاً

القيم الاجتماعية في عشيق الليدي تشاترلي للكاتب دي اتش لورنس/ محمد عبد الكريم يوسف

في رواية دي إتش لورانس المثيرة للجدل، عشيق الليدي تشاترلي، يلعب موضوع ...

آهٍ إن قلت آها / بقلم: عصمت دوسكي

آه إن قلت آها لا أدري كيف أرى مداها ؟ غابت في ...

الكتابُ … / بقلم: أحمد بريري

  الكتابُ خيْرُ صحْبي فيهِ تلقَى المعْلوماتِ منْ علومٍ وقرِيضٍ وتاريخِ الموجوداتِ ...

أحلم بعيون ذكية / بقلم: سامح أدور سعدالله

أحلم بعيون ذكية أتغمض عيناي الغبية  ذكائي؟ تلك هي المعادلة التي تحتاج ...

قصيدة”سكارى بالكرة” للشاعر مصطفى معروفي/ بقلم: عبد الرحمن منصور

1ـ القصيدة: سكارى بالكرة شعر:مصطفى معروفي نظـلُّ بهـا علـى وهْــمٍ سـكـارى***و قد ...

الفصام / بقلم: عــبــدالناصر  عــلــيوي الــعــبيدي

  ———- الــصدقُ فــي الإنــسانِ خيرُ فضيلةٍ فــــعــلامَ تــكــذبُ أيــهــا الــكــذابُ – ...

أشياؤها الخمس / بقلم: فراس حج محمد

  [محاولة رثاءِ امرأةٍ ضاعت في جنون الحرب]   أشياؤها الخمسُ التي ...

الأخلاق في رواية عشيق السيدة تشاترلي للكاتب دي إتش لورانس / بقلم:محمد عبد الكريم يوسف

  أثارت رواية دي إتش لورانس “عشيق السيدة تشاتيرلي” الجدل والنقاش منذ ...

واحة الفكر Mêrga raman