الرئيسية / خواطر ونصوص شعرية / وحملت آخر فوضى/ بقلم: نوار محمد خنسه

وحملت آخر فوضى/ بقلم: نوار محمد خنسه

وحملت آخر فوضى/ بقلم: نوار محمد خنسه

……..

اشتريتُ صحراء
بنيتُ فيها منزلاً كاملاً ،
مجهزاً لأشخاصٍ لن تأتي
وربما تأتي لاحقاً …
معداً للحروب
للصفعاتِ ، للحب
حتى للعناق،
مُعداً للوحدة،
زرعتُ أشجاراً تتدلى على نوافذه،
حاولتُ بعثرةَ الحياة فيه،
وإيجاد الربيع
ولأنني من عمرٍ ضائع
جمعتُ حبات الرمل على جسدي وراقبتها
كيف يمضي الوقتُ
على فتاةٍ واحدة أكثر من مرةِ ودون أن يقطعَها ؟

يقولون :
أحتاجُ طبيباً نفسياً ..
على بابٍ يخاف ممن يطرقُه
وقفتُ ..
لم أفكرْ بالطبيب ولا بأسئلته،
لم أفكر ببعض ابتساماتٍ خائنة
ولا حتى بمن هم خارجاً
سألتُ نفسي ،
هل سأخبرهم أنني كنت هنا؟
وعندما وجدتُ أنني لن أكترثَ لرداتِ الفعل
رتبتُ ظهري عن الكرسي
وحملتُ آخر فوضى عنه وخرجتُ
دون علمٍ إن كان هناك مواعيدَ لاحقة أم لا .

تقول إحداهنّ :
أملك ورقةً بيضاءَ وهذا يكفي ..
يكفي لرسمِ دائرةٍ
يكفي لكتابةِ سطرٍ
ويكفي لرسمِ خطوطاً هنا وهناك
كي يرى العالم من يدها ..
كيف تجيدُ النساءُ رسمَ الكحلِ جيداً
وإفراغ الفرحِ من حزنه .

تقصُّ الجدةُ لأحفادها قصةً قبل النوم،
يفكرون بالبطل الشجاعِ
وبالأميرةِ النائمة
وبالأقزام الذين بلغَ عددهم الكثيرَ والقليل
وعندما يكبرون،
يكتشفون أن تلك الحكايا هي مجردُ كرةٍ طائرةٍ
هذا لا يعني أنهم نسَوا لهفتَهم لها
أو التفافَهم حول جدتِهم لسماعها
كل مافي الأمر أنهم رأوا أن القصص قد كبُرت وكبر معها عنوانَها حتى كل شيء كان في المكان
وهم مازالوا بأقدامِهم ثابتين ينتظرون النهاية .

لن أقتربَ
سأحاول تجديدَ الثقةِ بالأشياءِ البعيدةِ
كالمقعد على يسارك
كالبحر ،
والفنجانِ الذي نسيتُ طعمه
والطريق إلى يدين كبيرتين
والمسافة بين دمشق وروما
ورائحتك
آخر ما فكرتُ به
وأبعدُ الأشياءِ عني.

28/5/2020

عن Joody atasii

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

x

‎قد يُعجبك أيضاً

(حينَ عشِقْتُ روحَكَ… / بقلم: سلوى الغانم

كان لي مع عينيك رحلةً طويلة حكاية خيال.. ومُزُنِ حُبٍّ.. لا أرتوي ...

عاشقتي… /بقلم: سلمان إبراهيم الخليل

مدي ذراعيك وعانقي احلامي يشدني الحنين في غربتي يغوص في شغف أيامي ...

يثقلني الهدوء…/ بقلم: فوزية اوزدمير

تقتحمني حمى الليل برعونتها السردية غير المتأججة ، بعينين لامعتين حانقتين ، ...

عيناكَ… / بقلم: راميار سلمان

عَيْنَاكَ أمطار صَيْفِيَّة تراتيل عشق صوفية وَ دهشة قبلة هَارِبةٌ مِن لهفة ...

قبيل انسدال الستار/ بقلم: أنور يسر

لأحكي من السرد كل الرواية قبيل انسدال الستار ضعوا في جيوب (الأنا) ...

سأمقت كل اجزائي/ بقلم:سهام الباري

  سأمقتُ كلّ أجزائي وأدفنُ ذلك الجوهر وأنقشُ ريشتي السودا لتطمس عيده ...

يا حبيبتي../ بقلم : محمود صالح

أثِقُ بالقصيدةِ عندما تُلقي برأسِها المُجْهَدِ على صدرِك لدَيها من الوفاءِ .. ...

أجنحة اليقين / بقلم: رشا فاروق

على ثوب الليل حفرت آهتي كانت الريح تحمل وحدتي قصيدة تتلوها العواصف ...

واحة الفكر Mêrga raman