الرئيسية / آراء قكرية ونقدية / وقفة مع قصيدة زينة فاهوم: ” الألم بلغته “/ بقلم: شاكر فريد حسن

وقفة مع قصيدة زينة فاهوم: ” الألم بلغته “/ بقلم: شاكر فريد حسن

وقفة مع قصيدة زينة فاهوم: ” الألم بلغته “

بقلم: شاكر فريد حسن

ــــــــــــــــــــــــ

شدني النص بمضمونه وأسلوبه ورقة حروفه وصوره الأنيقة. ففيه ألم ووجع وحزن وشجن ووجد ومقاومة، ونجدها تقاوم الألم بالذكريات، بالرؤى، بالمناجاة، بالخيالات، وبقصيدة عشق لم يعهدها الزمان. ولنقرأ ما كتبته أناملها وجادت به روحها وإحساسها الداخلي بكل صدق وعفوية وتلقائية وشفافية جمالية محببة:

 

قاوم الألم بالذكريات

 

 

 

بالرؤى بالمناجاة والخيالات

 

 

 

بقصيدة عشق لم يعهدها الزمان

 

 

 

اطهّر جروحي بظلال الشمس القرمزية،

 

 

 

وأعلل نفسي بآمال وأوهام سرمدية

 

 

 

امتطي الريح.. اطوي المسافات

 

 

 

اخترق جدار الأحزان واذهب إلى صومعتي..

 

 

 

إلى المكان.. حيث  انصهار الروح و.. انعتاق الوجد كان

 

اسأل الفراشات هل من قادم زار المكان؟

 

وهل الدحنون وشى للحوَر أسرار اللقاء؟

 

وهل الطير شدا لحن الفراق؟

 

لصدى صوته المخمليّ ترددٌ وانعكاسات.

 

وهمس خطواته تزلزلني وتفقدني الاتزان..

 

ومرادفات العشق حيرى مبعثرة على كل جدار

 

جديلتي على كتفي وجهي الحريري

 

يتوقان لراحتيه لانعكاس الضوء في عينيه

 

لطيفه المسافر.. لابتسامة وجنتيه،

 

اصحو.. أجرجر جسدي المتهالك

 

ليتعتق الحزن ويصبح نبيذ وحدتي..

 

توارى القمر بضوئه الشاحب خلف الضباب..

 

اعتليت حصاني عدت مكاني أدون ما تبقى من ذكريات.

 

واعتمدت زينة في نصها أسلوبًا بسيطًا سلسًا بليغًا ومتميزًا، والمعجم الذي وظفته من كلمات ومفردات من السهل الممتنع وصاغته بقالب فني بديع.

والشعر ليس في تعقيداته، بل أجمل وأفضل الألوان الشعرية تلك التي كتبت وتكتب بلغة الروح، وبشعرية واضحة يفهمها الجميع. والقصيدة الناضجة الناجحة تمتلك مفاتيحها المحكمة التي لا تستغلق على ذوي الذوق والحدس الذكي، إنها الصورة الجميلة والموسيقى المتناسقة مع اللغة والحدث، ومع الشكل والمضمون.

والإلهام عند زينة فاهوم ليس ضربًا من ضروب الخيال، بل هو معاناة داخلية عميقة وتجربة مع الكتابة والحياة، وتعبير عن الهم والوجع الإنساني العام. وهي ترصع نصها بصور شعرية قائمة على الجمال والبساطة، وتعتمد اللفظ الموحي والتوزيع الوتري والعزف الإيقاعي، والمناخ الموسيقي للقصيدة يعمق قدرة اللغة على تحريك الخيال والإقناع النفسي والإمتاع الروحي والحسي.

ويمكننا القول إن كتابة زينة فاهوم جميلة ومعبرة وموحية فيها عبق الروح ونبض الصدر ورهافة الإحساس، فلها منا أطيب الأمنيات بالنجاح والتطور والتألق أكثر، ومتابعة المشوار مع الكلمة العطرة الهادفة الصادقة الواضحة، البعيدة عن الكليشيهات والتعقيدات والرموز المبهمة.

عن Xalid Derik

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

x

‎قد يُعجبك أيضاً

القيم الاجتماعية في عشيق الليدي تشاترلي للكاتب دي اتش لورنس/ محمد عبد الكريم يوسف

في رواية دي إتش لورانس المثيرة للجدل، عشيق الليدي تشاترلي، يلعب موضوع ...

آهٍ إن قلت آها / بقلم: عصمت دوسكي

آه إن قلت آها لا أدري كيف أرى مداها ؟ غابت في ...

الكتابُ … / بقلم: أحمد بريري

  الكتابُ خيْرُ صحْبي فيهِ تلقَى المعْلوماتِ منْ علومٍ وقرِيضٍ وتاريخِ الموجوداتِ ...

أحلم بعيون ذكية / بقلم: سامح أدور سعدالله

أحلم بعيون ذكية أتغمض عيناي الغبية  ذكائي؟ تلك هي المعادلة التي تحتاج ...

قصيدة”سكارى بالكرة” للشاعر مصطفى معروفي/ بقلم: عبد الرحمن منصور

1ـ القصيدة: سكارى بالكرة شعر:مصطفى معروفي نظـلُّ بهـا علـى وهْــمٍ سـكـارى***و قد ...

الفصام / بقلم: عــبــدالناصر  عــلــيوي الــعــبيدي

  ———- الــصدقُ فــي الإنــسانِ خيرُ فضيلةٍ فــــعــلامَ تــكــذبُ أيــهــا الــكــذابُ – ...

أشياؤها الخمس / بقلم: فراس حج محمد

  [محاولة رثاءِ امرأةٍ ضاعت في جنون الحرب]   أشياؤها الخمسُ التي ...

الأخلاق في رواية عشيق السيدة تشاترلي للكاتب دي إتش لورانس / بقلم:محمد عبد الكريم يوسف

  أثارت رواية دي إتش لورانس “عشيق السيدة تشاتيرلي” الجدل والنقاش منذ ...

واحة الفكر Mêrga raman