ولكنها صدفة/ بقلم: مها عفاني
ـــــــــــــــــــ
هي أنثى بكل اللغات، هي الفكر والروح،
جمعت كل المسميات،
رجل مرة، وامرأة مرات، أنوثة تذوب أمامه،
تصاغرت عظمتها من أجله، تغابت وهي الأذكى
تناست وهي لا تنسى، تشعر بالغيرة حتى تعتصر كل عضلات وجهها وتخفيها،
تشاكس، وتعيش ملامحها دون ترتيب، كلها فوضى، ابتداء من شعرها المبعثر الذي يكاد يبتلع عينيها، حتى سريرها الذي تستمتع برؤيته يعج بملابسها وفردة حذائها وحقيبتها،
هنا قطعة شوكولاتة، وهناك فرشاة شعرها،
وعلى الوسادة خلخالها وقطتها المدللة تهمُّ بالانقضاض عليه وتقطعه كالعادة،
وما زال فنجان قهوتها على حافة النافذة، تملؤه بالماء للعصافير، بعد أن تنتهي من شربه وطيفه الغريب،
وفي كل مرة تغلق نافذتها عند الظهر،
تكسر الفنجان، وتجدده مع بداية يوم جديد،
تعشق جنونها، لا تؤمن بتخطيط الأحداث، ولا تقييد الإحساس بأفكار وهواجس موروثة من جدتها،
هي صدفه، لن تتقن أداء الأدوار المفروضة عليها،
تتنازل إلى الحد الذي يُبقي ملامحها بين ناظريه قبل نومه، وعندما يفيق،
تضحي ببعضٍ من كرامتها، تتجاهل طالما هي تتربع العرش، وليبقى هو السلطة العليا،
لن تُرضي غروره ليكتفي بامتلاكها، ويضمن حقوقه المحفوظة في قلبها،
فيبحث عن أخرى يمارس عليها حضوره الأنيق وطقوسه الرومانسية، وفكره المتألق،
هي في لحظات، تفجر طاقتها الشيطانية، وتصبح لعنته على مدار الساعات،
ولأنها أكبر من هذا المسلسل، الذي استنزفته الشاشات،
تنسحب وترفض دور البطولة.
هي لا تتقن التمثيل
هي صدفة لن تتكرر في حياته مرتين.
مها عفاني
