الرئيسية / حوارات / صابر حجازي يحاور اِلأَدِيبَةِ اللِّيبِيَّةِ غَادَة البِشَارِي

صابر حجازي يحاور اِلأَدِيبَةِ اللِّيبِيَّةِ غَادَة البِشَارِي

 

 

 

 

 

 

صابر حجازي يحاور اِلأَدِيبَةِ اللِّيبِيَّةِ غَادَة البِشَارِي

………………………………….

في إطار سلسلة اللقاءات التي أقوم بها بقصد إتاحة الفرصة أمام المهتمين بالشأن الثقافي والإبداعي والكتابة الأدبية بشكل عام والذين قد يعانون من ضآلة المعلومات الشخصية عن أصحاب الإبداعات الثقافية عبر أنحاء الوطن العربي الكبير، لذلك فإن اللقاءات بهم والحوار معهم من أجل إتاحة الفرص أمامهم للتعبير عن ذواتهم ومشوارهم الشخصي في مجال الإبداع والكتابة ويتيح للجميع التعرف عليهم من قرب والتواصل معهم مستقبلا 

ويأتي هذا اللقاء رقم (69) ضمن نفس المسار

وفيما يلي نص الحوار

 

  س \ كيف تقدمين نفسك للقراء؟

أنا شاعرة ليبية وتحديداً من بنغازي، تخرجت من كلية الآداب قسم اللغة الإنجليزية وأقوم الآن بالتحضير للماجستير، أعمل مديرة مدرسة دانة الفرنسية في بنغازي.

أما من الناحية الأدبية والوجدانية فغادة هي إنسانة تتنفس من دويّ محبرتها، ترى الحياة منظومة عشقٍ ساحرة تضوّع عطرها في كل مقطوعة وجدانية، علاقتي بكل ما حولي هي علاقة شاعرية جداً، ترصعها مفردات الضوء الروحي …اقترافي للكتابة هو فعل هستيريّ جامح يهشم يباس الْواقع بإباحية غضة ويجعله حلماً طيعاً تثب له النفس ويتسامق عنده الوجدان، هذا أنا باختصار.

 

 س \ إنتاجك الادبي: نبذة عنة؟

لديّ ثلاثة دواوين شعرية الأول بعنوان (حينما نستظل بالجمر) عن دار الفكر العربي بالرباط عام 2009 والثاني (وجهي الذي سقط سهواً) 2016 عن دار شعلة الإبداع والطبعة الثانية عام 2017 عن دار أطلس بمصر، وينقسم ما بين نثر إبداعي ومقالات روائية، وحديثاً صدر ديواني الجديد (كعصفور الجنة يبعث حياً) عن دار أطلس في القاهرة عام 2017

لي الكثير من القراءات والدراسات الأدبية والتي نُشرت في كتب مختلفة آخرها كتاب ” ثورة النبض العربي ” للكاتب المصري سليم سعيد سليم رئيس اتحاد الثقافة والفن، كما نشرت لي صحف عربية وليبية إلكترونية وورقية منها صحيفة المنعطف المغربية وصحيفة العربي المصرية، ويتم الآن إدراج قراءة نقدية مستفيضة عن كتاباتي ضمن قراءات لرواد النثرية الإبداعية

 

 س \ كيف تصوري لنا المشهد الأدبي بشكل عام والشعري بشكل خاص في ليبيا الآن؟

لو نظرنا للمشهد الأدبي في ليبيا الآن سنراه في مرحلة مخاض كبير، يحاول إثبات هويته في ظروف قاهرة وعاصفة بكل ما يحيط به، فالشاعر في ليبيا الآن يحاول أن يقتحم هذه الأزمنة المريرة بحضور لافت وسموق ثابت، ويشاكس فوضوية الحاضر من موقع مضاد يعوّل على تجربة بناء معمار أدبي قويم لا يقبل الهزيمة أو الانكسار.

 

س: هل لنا من نموذج من كتاباتك؟

لا تطفئيني بغتة 

*************

“1”

عاشقةٌ مهزومةٌ أنا

قيلولتي حفنة أشواق

وقهوتي منهوكةٌ بملح الفِراق

فمُذ تجنَّى عليّ غيابك

ظمأ في غائلتي سلسبيل الدنيا …!!

 

*********

“2”

وعلى حين شهقةٍ غراء

تبللني رعشتها بنكوصٍ مهيب

يتضاءل جسد حلمي

أستفيق

هناك عند تخوم المنتهى

تجثو دهشة نبيّ

ثمة بداياتٍ تلج الضوءَ لسراح أثيم

ثمة أحزان لا تليق إلا بي

 

*********

“3”

 

ومضيت للتو

أتوارى في حُرقة الزهر

ممتلئةً برعشة الحقولِ الباردة

وفزعِ الرحيلِ عنك

هكذا أنا … مع كل مساء

أستحيل عروساً

ترتدي احتراقات البنفسج

وتُزفّ إلى ليلٍ سفوحٍ وثنيّ

 

**********

 

“4”

تترصدني .. وظلي

حكاية أفق ابتلع عبء التراب

فتلعثم إيابُه عند شفاه الضوء

وسال نحيباً سخيّاً كسكيب دماء الشفق

 

لا تطفئيني بغتة

دعيني أرتق عتمتي على مهل ..!!

__________

 

 س \ أنت عضو في العديد من المنتديات الثقافية والادبية ولك موقع خاص باسمك -فهل استطاعت الشبكة العنكبوتية تقديم الانتشار والتواصل المستهدف بين الأديب والمتلقي؟

بكل تأكيد هذا الانفتاح الإلكتروني شق مسارات بينة وجليّة في فضاءات كانت مطوية تحت جُنح المسافات، وأطلق سراح المُنجز الأدبي دون حواجز أو عوائق تحد من تحليقه في سماءات مختلفة، ولكن يؤخذ عليه فقط السماح لكل من سوّل له قلمه الجلوس على موائد الكتابة دون مرجعية ثقافية أو أدبية، وهنا نحتاج لعملية ترشيح كبيرة ومستمرة لفرز ما سما منها وما زل

وهذا رابط صفحتي للتواصل

https://www.facebook.com/ghada.albishari

 

*س \ هل ترى في السنوات القادمة بوادر نهضة شعرية ونقدية عربية حقيقية؟

لابد أن نجزم أولاً أن الشعر والنقد لا فصام بينهما أبداً، يتوحدا ليرسما وجه المشهد الأدبي في أي مجتمع، فالشعر بدون النقد منجز هش لا داعم له ولا واقي، أما عن القادم فأرى أن الفوضى الكتابية السائدة الآن ماهي إلا جذور متشابكة وملتوية تتشبث بتربة خصبة للبوح قد تكوّن مع الوقت نبتةً سامية تُثمر أعمالاً ناهزة تثري المكتبة العربية، أو تظهر كبؤرة مُشرقة للشعر السامق والسرد العالي.

 

 س \ هل الإعلام يعطي المبدع حقه بتسليط الأضواء علية والأخذ بيده حتى يظهر للجمهور؟

نعم الإعلام يقع عليه عبء كبير في الأخذ بيد المُبدع وإيصال دبيب محبرته للعامة، حتى مع تواجد الصفحات الإلكترونية والتي أحدثت ثورة عظيمة في وصل المُبدع بالمتلقي أيضاً لا نتجاهل دور النشر وأهمية مساندتها للمبدع، وخلق مناخات رطبة ومستقرة بينها وبينه، كذلك عدم النظر للمادة على حساب مضمون المنتج وأحقيته في النشر.

 

س: هل لنا من نموذج من كتاباتك؟

 

التواطؤ اللذيذ

~~~~~

 

تصادر عيناك مطبات جنوني

تعتقل تقلباتيَ الجوية

كيف يشعوذني صيفك بكل هذا الإغواء

كيف تلدني شفتاك

في مدينة تعتقل الماء والعشب

تقشر القلوب في مواسم الإضراب

وتقذفها حية بين ركام العربات الميتة

 

– كيف لهذا السواد في مقلتيك

أن يمنحني بياض العالم …كيف ..؟!-

 

تُساءلني الأرصفة هناك

” لم هذه العصافير تفرّ للآخرة ..؟!”

أسكب جوقتي المحروقة

في قلب ورقة غرام مهلهلة .. وأعدو

قد يلامس قدمي شيء يشبه الصراخ

أو رجفةٌ تنزف العرق الهارب من جسر” ميرابو”

لا أدري ..كم مرة سقط سهوي هناك

كم مرة سرجتني تلك الرواية

دموعَ عشق مقصية

هذه الرواية لم تعد تستيقظ لي

هذه الشوارع باتت هوامشي المثيرة

كيف لها كل هذا التواطؤ معك ..كيف .،؟!

 

 س \ هل هناك إسقاطات للتحولات الاجتماعية والسياسية في أعمالك الأدبية الحالية. بمعنى آخر هل ترى كتاباتك تعبر عن الواقع؟

أحياناً أجد نفسي في مواجهة حتمية مع الواقع، ويتراءى لي قلمي يغصّ في مناوراته مع ما حوله، فيما يرفض أحياناً الاعتراف بواقعه ويبدأ في التملص من التأثر به، على نحو قد يُصيبني بحالة انفصال حاد، وأراني أكتب خارج سرب الأحداث، وقد أعزِي ذلك للإيقاع السريع للطمات الواقع، مما يحث الذات الشاعرية لديّ على الانفلات والهروب.

 

  س \ لكل مبدع محطات تأثر وأب روحي قد يترك بصماته واضحة خلال مراحل الإبداع، فما هي أبرز محطات التأثر لديك، وهل هناك أب روحي؟

المحطة التي غيرت مسار كتاباتي وجعلت من أحرفي جِماراً ترشق شبقها في أطراسي، كانت عندما خذلني وطني وتحول إلى فيلم مرعب سقطت به كل الأقنعة، واضطررت عندها لمغادرته، وسكنني المنفى اللعين، وصرت مجرد رقم في أبنية تصطف على وجعي، عندها فقط أصبح دمي حبراً على ورق، وبتّ أشفق على أحرفي مني.

أما عن الأب الروحي فأنا لا أعتقد أن لكتاباتي أباً روحياً، كوني شاعرة يستهويها التمرد على كل ما هو جامد أو معلب، أكره المسير على خطا شخصية بعينها وأعتبره استنساخا بليدا ولا يثري المكتبة الأدبية على الإطلاق، ولكن هذا لا ينفي تعلقي الشديد بالشعر العربي الأثيل، وكذلك تولعي بلغة المقامات والخطابة القديمة والأدب الاندلسي.

 

 س \ هل هناك حركة نقدية في ليبيا؟

يوجد حركة نقدية في ليبيا ولكن تظل غير ناضجة أو بمعنى آخر قاصرة على اللحاق بركب الأدب والشعر الحالي، وأنا أرجئ السبب للهوة العميقة بين الشاعر والناقد، التي هي من ركائز المعمار الإبداعي في أي أمة.

 

س: هل لنا من نموذج من كتاباتك؟

 

هذا الغريبُ من دلَّه عليّ؟!

من أخبره

أنِّي أبيعُ الصمتَ كعادةٍ كئيبة

وأستلُ ليلي من سبائبِ عجوزٍ

عالقةٍ في فمِ الضّجرِ

من أخبره

أنِّي أقلمُ أزهارَ الحقيقةِ كلَّ صباحٍ

قبل أن

أعقلَ روحِي في خابيةِ الوهمِ .. وأمضِي

 

 س \ ما الرسالة التي يجب على الأدباء تقديمها للمجتمع في الوقت الراهن؟

ربما تكون رسالة ضمنية من خلال تعاضد الأدباء والمثقفين وتواصلهم بين الفينة والأخرى في مهرجانات تضم شعراء ومثقفين ومفكرين من كافة المجتمعات العربية، فنحن إذ فرقتنا الحدود والحواجز فيجب أن تجمعنا الكلمة

 

 س \ ما هي مكانة المرأة في المجتمع الليبي حاليا؟ وكيف ترى الإبداع النسوي؟

المرأة في ليبيا شأنها شأن كل امرأة عربية، تحاول لا بل تصارع المفاهيم المجتمعية المنغلقة على جهلها، وهناك من استطاعت حقاً أن تُوتد وجودها في جسد الحاضر، وتمعن في إثبات هويتها، ومنهن من ظلت مكممة الخُطا، عاجزة عن إدراك الوثبات الآنية، وهذا تماما ينطبق على الأديبة والشاعرة الليبية التي تحاول استنطاق وجدانها بكل ما أوتيت من إبداع، واعتلاء منابر الكلمة بكل ثبات وقوة، مع تحفظي الدائم على كلمة ” إبداع نسويّ ” فأنا لا أؤمن تماماً بتذكير الإبداع وتأنيثه

 

 س \ ماهي القصيدة التي كتبتيها وتركت أثر كبير لدى القراء -مع ذكر جزء منها؟

على العكس من قصائد ديواني الأول التي أعتبرها مجرد حبو بتجاه الكتابة الحقيقية، فإن معظم نثريات الديوان الثاني والثالث لاقت استحسان وأعجاب الكثيرين، ولكن دعني أخبرك عن قصيدة ملأت روحي نغماً وعند إلقائها ضجت الذوائق باستعذابها، هي قصيدة طويلة بعنوان ” وظَلمْتنِي ” ويقول مطلعها:

وظلمْتَنِي

وظننتَ لو تجبرتَ بالهوى ملكْتنِي

استعذْ بقلبِكَ إنّه

أعلم بوهْمٍ أضْنَى الفؤادَ

وهدّنِي

 

 س \ مشروعك المستقبلي -كيف تحلمين به -وما هو الحلم الأدبي الذي تصبو الى تحقيقه؟

أحلامي هي عناقيد الضوء التي أعلق عليها كل مؤامراتي المستقبلية، وأسميها مؤامرات لأنها تعاكس وتشاكس كثافة الموت وحيازة السقوط الدائرة من حولي، ربما يتشكل حلمي على هيئة إنشاء مركز ثقافيّ يهدف لصقل المواهب ووضعها على النهج الصحيح، وقد أحلم أحياناً أن أدوّن مخطوطاً عظيماً يجمع بين دفتيه كافة مذاهب ومسارب النقد أصالةً وحداثةً، أو ربما أتطلع أن أختتم روايتي التي بدأتها منذ شهر تقريباً وأحلم أن تترجم لعدة لغات على غرار ما هو سائد في الروايات العالمية . ربما وربما وربما … ولا ضير أن أحلم حتى وإن صار الحلم في عداد المفقودين

 

  س \ وأخيرا ما الكلمة التي تحب أن تقوليها في ختام هذه المقابلة؟

نحن في هذا الزمن الموشوم بالدماء و الملطخ بأنفاس البارود، زمن بلغت فيه القلوب الحناجر ..في أمس الحاجة الى مزيد من  التفاعلات الأدبية والثقافية بين المجتمعات العربية ، نحتاج لمزيد من  التعاضد وإقامة المهرجانات والأمسيات المشتركة باعتبارها جسوراً ثقافية تبث الدفء والألفة والجمال بين الشعوب بعضها البعض ، و هي خطوات داعمة و هامة  لتعميق الروابط و لإثراء الحركة الأدبية بين الشعوب، في الختام لا يسعني إلا أن أشكرك الأستاذ الاديب المصري صابر حجازي على هذا الحوار الذي أسعدني جداً وأزهر رياض روحي، وأرجو أن نلتقي دائماً في كنف أوطان تنعم بالسلام والحب

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الكاتب والشاعر والقاص المصري صابر حجازي

http://ar-ar.facebook.com/SaberHegazi

– ينشر إنتاجه منذ عام 1983 في العديد من الجرائد والمجلاّت والمواقع العربيّة

– أذيعت قصائده ولقاءاته في شبكة الاذاعة المصرية

– نشرت اعماله في معظم الدوريات الادبية في العالم العربي

– ترجمت بعض قصائده الي الانجليزية والفرنسية

– حصل على العديد من الجوائز والأوسمة في الشعر والكتابة الادبية

–عمل العديد من اللقاءات والأحاديث الصحفية ونشرت في الصحف والمواقع والمنتديات المتخصصة

 

 

عن Xalid Derik

78 تعليقات

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

x

‎قد يُعجبك أيضاً

الكتابُ … / بقلم: أحمد بريري

  الكتابُ خيْرُ صحْبي فيهِ تلقَى المعْلوماتِ منْ علومٍ وقرِيضٍ وتاريخِ الموجوداتِ ...

أحلم بعيون ذكية / بقلم: سامح أدور سعدالله

أحلم بعيون ذكية أتغمض عيناي الغبية  ذكائي؟ تلك هي المعادلة التي تحتاج ...

قصيدة”سكارى بالكرة” للشاعر مصطفى معروفي/ بقلم: عبد الرحمن منصور

1ـ القصيدة: سكارى بالكرة شعر:مصطفى معروفي نظـلُّ بهـا علـى وهْــمٍ سـكـارى***و قد ...

الفصام / بقلم: عــبــدالناصر  عــلــيوي الــعــبيدي

  ———- الــصدقُ فــي الإنــسانِ خيرُ فضيلةٍ فــــعــلامَ تــكــذبُ أيــهــا الــكــذابُ – ...

أشياؤها الخمس / بقلم: فراس حج محمد

  [محاولة رثاءِ امرأةٍ ضاعت في جنون الحرب]   أشياؤها الخمسُ التي ...

الأخلاق في رواية عشيق السيدة تشاترلي للكاتب دي إتش لورانس / بقلم:محمد عبد الكريم يوسف

  أثارت رواية دي إتش لورانس “عشيق السيدة تشاتيرلي” الجدل والنقاش منذ ...

السياسة في أنتوني وكليوباترا / بقلم: محمد عبد الكريم يوسف

    في مسرحية ويليام شكسبير “أنتوني وكليوباترا”، تلعب السياسة دورا مركزيا ...

نزل المطر/ بقلم: آمنة بريري

نزل المطر   فاصطبغ الكون بالصفاء والسموّ   وسرت نسمات شذيّة تلامس ...

واحة الفكر Mêrga raman