الرئيسية / خواطر ونصوص شعرية / داءٌ عضالٌ … يهشِّمُ أباريقكَ يا وطني/ بقلم: مرام عطية

داءٌ عضالٌ … يهشِّمُ أباريقكَ يا وطني/ بقلم: مرام عطية

 

 

 

 

 

داءٌ عضالٌ … يهشِّمُ أباريقكَ يا وطني/ بقلم: مرام عطية

_______________________

ياللألمِ !! ما يقتحمُ أحداقي ؟! داءٌ عضالٌ يأكلُ جسدكَ الأخضرَ يا وطني، يلتهمُ سنابلكَ الناضجةَ، مرٌّ كالحنظلِ، مقيتٌ كالموتِ، ورمٌ خبيثٌ استوطنَ أحشاءكَ منذُ أمدٍ، سرقَ نضارةَ وجهكَ، وقدَّ ثمينَ كنوزكَ، هشَّم أباريقَ الجمالِ ومرايا الأمجادِ المتبقيةِ من الحروبِ الطاعنة في التاريخِ، وتمدَّدَ على ثراك الطاهر، سرى كالدمِ في أوصالكَ. مذ تسلَّلَ إلى محرابكِ المقدَّسِ لصوصٌ جناةٌ، ظننتهم أبناءكَ وهم حجارةٌ صماءُ، وصناديقُ محكمةٌ مملوءةٌ بالجثثِ النتنةِ وأمصالِ القيحِ الكريهةِ.

 

قدركَ الأحمقُ كقدرِ الأمهاتِ اللواتي ابتلينَ بأزواجٍ  قلوبهم من فولاذٍ ، عيونهم من خشبٍ وآذانهم من صلدمٍ ، رجالٌ بعيدون عن مدائن الرجولةِ الأثيلةِ ، الأنثى في شريعةِ خريفهم الشتويِّ جاريةٌ لخدمةِ أهوائهم ونزواتهم أو للمتعةِ بألوانها القزحيةِ ، علتْ طحالبُ الركودِ أكبادهم ، يجلسونَ على أرائكَ تعبتْ من جبالِ أثقالهم  ، لا يتحركون إلا عندما تتعطَّلُ عربة الأسرةِ المثلومةِ عن السيرِ في دربِ الحياةِ المريرِ، كالدولابِ الخامسِ ، ويبدأ الصراعُ الأليم بغيابِ الدفءِ وبصقيعِ المشاعرِ ، فترحلِ النوارسُ إلى أماكن أكثرَ دفئاً، ينحتُ فيها الأبناءُ في الصخرِ وتستمرُ رحلةُ الحنينِ إلى حضنِ الوطن . فكيفَ لا يشتعل الشَّوقُ في صدورِ الأمهاتِ ويبكي العمرُ ؟!  ليتكَ ضممتهم إلى حضنكَ يا وطني حين كانوا بعمر الورد، وأغلقتَ مساراتِ الألمِ والغربةِ.

 

________

مرام عطية

عن Xalid Derik

x

‎قد يُعجبك أيضاً

أمة العرب والأمم المتحدة / بقلم: خالد السلامي

يعتبر العرب وخصوصا العراق ومصر وسوريا والسعودية ولبنان من اوائل المشاركين في ...

من عمق المجتمع، جداريات بجمالية داهشة للقاصة زلفى أشهبون/ بقلم: بوسلهام عميمر

                        ...

تخفي الهشاشة في زمن مغلق/ بقلم: مصطفى معروفي

شاعر من المغرب ـــــــــ صدِّقوا الطير إن هي مدت مراوحها في دم ...

رحل بيتر هيجز: الرجل الخجول الذي غير فهمنا للكون/بقلم جورجينا رانارد/ترجمة: محمد عبد الكريم يوسف

  اشتهر البروفيسور بيتر هيجز بهذا الشيء الغامض الملقب بـ “جسيم الإله” ...

القيم الاجتماعية في عشيق الليدي تشاترلي للكاتب دي اتش لورنس/ محمد عبد الكريم يوسف

في رواية دي إتش لورانس المثيرة للجدل، عشيق الليدي تشاترلي، يلعب موضوع ...

آهٍ إن قلت آها / بقلم: عصمت دوسكي

آه إن قلت آها لا أدري كيف أرى مداها ؟ غابت في ...

الكتابُ … / بقلم: أحمد بريري

  الكتابُ خيْرُ صحْبي فيهِ تلقَى المعْلوماتِ منْ علومٍ وقرِيضٍ وتاريخِ الموجوداتِ ...

أحلم بعيون ذكية / بقلم: سامح أدور سعدالله

أحلم بعيون ذكية أتغمض عيناي الغبية  ذكائي؟ تلك هي المعادلة التي تحتاج ...

واحة الفكر Mêrga raman