الرئيسية / آراء قكرية ونقدية / في بيت النبي الحلقة الأولى/ بقلم: نبيلة متوج ومحمد فتحي عبد العال

في بيت النبي الحلقة الأولى/ بقلم: نبيلة متوج ومحمد فتحي عبد العال

 

 

 

 

 

في بيت النبي الحلقة الأولى

تقديم لابد منه:

كانت طريقة تعامل النبي مع أزواجه غاية في اللطف وحسن المعاشرة وكانت كل تصرفاته معهن هي الطريقة المثالية لأي زوج جنتلمان بالمعني العصري وسنحاول أن نبرز في إيجاز أهم الجوانب التي ميزت النبي صلي الله عليه وسلم في تعامله مع أزواجه:

١-فالزوجه كيان رقيق يحتاج إلى الرعاية والحماية والرفق وحديث النبي:( رفقا بالقوارير) قد ورد بعدة ألفاظ متقاربة، منها: «ارفُقْ – يا أَنْجَشَةُ وَيْحك – بالقوارير»، «رويداً يا أنجشة، لا تكسِرْ القوارير»، «أيْ أنجشة، رويدَك سَوْقَك بالقوارير», ونحوها من الألفاظ المتقاربة. وكانت مناسبة الحديث أن أنجشة صحابي حبشي أسود حَسَن الصوت –كان حاديا “للإبل التي تركبها نساء النبي وصوته حسن بالحداء كي تسرع الإبل في سيرها فلما رأى ذلك النبي صلي الله عليه وسلم أمره بالترفق بالنساء والقوارير تعني الزجاج وهو ما يعني أن أقل شيء يؤثر في المرأة وهو ما يرسخ الأمر باللين مع هذا المخلوق الرقيق.

٢-احترام أزواجه فكان صلي الله عليه وسلم يذكر السيدة خديجة الكبرى زوجته الأولى بكل خير ولم يسأم من الثناء عليها والاستغفار لها حتى ثارت غيرة السيدة عائشة.. فقالت لقد عوضك عن كبيرة السن هذه. فغضب صلي الله عليه وسلم غضبا شديدا.

حتى قلت في نفسي اللهم أن أذهبت غضب نبيك عني لا اذكرها بسوء أبدا

فلما رأى رسول الله ذلك مني .  قال والله لقد آمنت بي إذ كذبني الناس، وآوتني إذ رفضني الناس، ورُزِقْتُ منها الولد وحُرِمْتُمُوه منِّي قالت: فغدا وراح عليَّ بها شهرا.

٣-حينما غضب من زوجاته كان الهجر في أدب النبوة أسلوبا مفضلاً للعلاج، فقد هجر الرسول زوجاته يوم أن ضيقن عليه في طلب النفقة.. وهو نفس تصرفه مع زوجته السيدة عائشة في حادثة الأفك ولم يضرب أحدا من أزواجه أبدا فكان مثلا أعلى وقدوة يحتذي بها في بيته النبوي الشريف.

٤-حسن معاشرته لزوجاته ولطفه الشديد في التعامل معهن وَكَانَ مِنْ أَخْلَاقه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ جَمِيل الْعِشْرَة دَائِم الْبِشْر، يُدَاعِب أَهْله، وَيَتَلَطَّف معهم وَيُضَاحِك نِسَاءَهُ حَتَّى إِنَّهُ كَانَ يُسَابِق السيدة عَائِشَة َ رَضِيَ اللَّه عَنْهَا

وهل في تصرفه عليه الصلاة والسلام مع السيدة صفيه حينما وضع لها فخذه لتركب فأجلت رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تضع رجلها على فخذه فوضعت ركبتها على فخذه وركبت ما يختلف عن تصرف الرجل العصري الذي يجعل المرأة في المقدمة (كما يقول الغربيون السيدات أولا).

٤- نبله في الزواج فيتزوج سيدة في الثمانين بعد وفاة زوجها وقد صارت لا عائل لها وهي السيدة سودة بنت زمعة ـ رضي الله عنها ـ أول أرملة في الإسلام وكانت مسنة غير ذات جمال، ثقيلة الجسم، و كانت تشعر أن حظها من قلب الرسول هو الرحمة والشفقة وليس الحب، فأراد النبي أن يسرحها سراحًا جميلاً كي يجنبها وضع شعر أنه يدمي قلبها، فأذهلها عزم النبي علي طلاقها ومدت يدها مستنجدة فأمسكها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقالت: والله ما بي على الأزواج من حرص، ولكني أحب أن يبعثني يوم القيامة زوجة لك وقالت له: ابقني يا رسول الله، وأهب ليلتي لعائشة فيتأثر صلى الله عليه وسلم لموقف زوجته العظيم؛ فيحنو عليها ويبقيها زوجة له معطيا للبشرية درساً رائعا في الرفق بالمرأة.

أن هذا التقديم القصير وما سيليه من تفصيل على حلقات يستحق أن يكون دستورا لكل بيت عصري يبحث عن السعادة.

 

د. محمد فتحي عبد العال كاتب وباحث

أستاذه نبيلة متوج شاعرة سورية

 

 

عن Xalid Derik

x

‎قد يُعجبك أيضاً

أمة العرب والأمم المتحدة / بقلم: خالد السلامي

يعتبر العرب وخصوصا العراق ومصر وسوريا والسعودية ولبنان من اوائل المشاركين في ...

من عمق المجتمع، جداريات بجمالية داهشة للقاصة زلفى أشهبون/ بقلم: بوسلهام عميمر

                        ...

تخفي الهشاشة في زمن مغلق/ بقلم: مصطفى معروفي

شاعر من المغرب ـــــــــ صدِّقوا الطير إن هي مدت مراوحها في دم ...

رحل بيتر هيجز: الرجل الخجول الذي غير فهمنا للكون/بقلم جورجينا رانارد/ترجمة: محمد عبد الكريم يوسف

  اشتهر البروفيسور بيتر هيجز بهذا الشيء الغامض الملقب بـ “جسيم الإله” ...

القيم الاجتماعية في عشيق الليدي تشاترلي للكاتب دي اتش لورنس/ محمد عبد الكريم يوسف

في رواية دي إتش لورانس المثيرة للجدل، عشيق الليدي تشاترلي، يلعب موضوع ...

آهٍ إن قلت آها / بقلم: عصمت دوسكي

آه إن قلت آها لا أدري كيف أرى مداها ؟ غابت في ...

الكتابُ … / بقلم: أحمد بريري

  الكتابُ خيْرُ صحْبي فيهِ تلقَى المعْلوماتِ منْ علومٍ وقرِيضٍ وتاريخِ الموجوداتِ ...

أحلم بعيون ذكية / بقلم: سامح أدور سعدالله

أحلم بعيون ذكية أتغمض عيناي الغبية  ذكائي؟ تلك هي المعادلة التي تحتاج ...

واحة الفكر Mêrga raman