4 مايو، 2025

واحة الفكر Mêrga raman

أدبية ثقافية عامة

مي زيادة رحلت بصمت/ بقلم: زيد الطهراوي

 

 

 

 

 

 

مي زيادة رحلت بصمت/ بقلم: زيد الطهراوي

ـــــــــــــــــــــــــــ

تميزت الكاتبة اللبنانية مي زيادة بأسلوبها المشرق في الكتابة، بدون إغراق في المحسنات اللفظية والبديعية، إلا ما جاء بلا تكلف

وكانت الكاتبة مي تشارك في الحياة الثقافية والأدبية، في بيئة عربية محافظة، تنظر للمرأة نظرة انتقاص، تمنعها من حقها في طلب العلم والانضمام إلى أخيها الرجل في ركب الإبداع.

وفي نفس الوقت كانت ترفض أن تهمل المرأة بيتها وأطفالها، فكتبت تنصح المرأة أن تعود من اجتماعاتها مع النساء للحديث في أمور تافهة، وتهتم بطفلها الرضيع الباكي قائلة لها:(إن بكاء الأطفال أشد إيلاما من بكاء الرجال).

وفي صالونها الأدبي التقت مي بأدباء وشعراء كعباس محمود العقاد، ومصلحين كأحمد لطفي السيد الذي نصحها بقراءة القرآن الكريم لتحسين أسلوبها؛ ففعلت واستفادت من إعجاز القرآن في بلاغته وكنوزه المعرفية.

كتبت مي عن حرية المرأة التي لا تتنافى مع خلقها الحسن، وتكلمت عن الرجل الذي لا بد أن يحترم شعور المرأة وكرامتها، وكتبت في الحب وعن الحب، فأزهرت الكلمات في بستانها، وأثمرت إعجابا كبيرا من القراء المتعطشين للمزيد من الإبداع والنقاء،

لقد كانت مي كأديبة ناجحة فيما تقدمه وتتفاعل معه، ولكنها في حياتها الشخصية لم تجد من يقف معها إلا القليل من رفاق الكلمة؛

وهي تعاني في مصحة الأمراض العقلية في لبنان، التي أجبرت على دخولها حين تخلى عنها ابن عمها، وهو الرجل الذي أحبته وكادت العلاقة أن تنتهي بالزواج، فتنكر لها وأعان على دخولها للمصحة والحجر عليها.

وغادرت مي العصفورية بإلحاح من الأدباء الذين تألموا لما تعرضت له من إيذاء وازدراء،

ورجعت مي إلى مصر لتموت وحيدة؛ وقد أعطت أمتها الكثير من الوعي والأدب، ولم يمش في جنازة الأدبية المشهورة إلا ثلاثة من المثقفين هم: خليل مطران وأحمد لطفي السيد وأنطوان الجميل

 

زيد الطهراوي

 

Copyright © All rights reserved. | Newsphere by AF themes.