الرئيسية / صحة وعلوم / بيولوجيا التخاطر/بقلم: سريني بيلي/ترجمة: محمد عبد الكريم يوسف/ مراجعة: سوسن علي عبود

بيولوجيا التخاطر/بقلم: سريني بيلي/ترجمة: محمد عبد الكريم يوسف/ مراجعة: سوسن علي عبود

بيولوجيا التخاطر/بقلم: سريني بيلي

ترجمة: محمد عبد الكريم يوسف/ مراجعة: سوسن علي عبود

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بحث جديد يقترح فكرة أن تواصل الدماغ مع الدماغ ممكنة التحقيق.

يشير مفهوم التصور العقلي خارج الحواس (ESP) إلى المعلومات التي ينظر إليها على أننا ندركها خارج نطاق الحواس الخمس. وهذا يشمل ظواهر مثل التخاطر والاستبصار ومعرفة الأحداث المستقبلية.

وبما أن هذه الظاهرة لا يمكن رؤيتها أو قياسها بشكل واضح، فإنها غالبا ما تعتبر غير قابلة للتصديق أو مسألة ذهنية. ومع ذلك، فقد بدأت الأبحاث الحديثة بالكشف عن الآليات البيولوجية المحتملة وراء هذه الظواهر.

الخلايا العصبية العاكسة: يشير مفهوم التخاطر إلى التواصل خارج نطاق الحواس المعروفة. وقد أثبتت العديد من الدراسات أننا نستطيع “قراءة” عقول الآخرين لأننا نمتلك عصبونات تعمل كمرايا تلقائية عاكسة. في الواقع، يمكننا فهم نوايا ومشاعر الآخرين تلقائيا. في عام 2007، وجد أستاذ علم النفس غريغوردومز وزملاؤه أن القدرة على تفسير الإشارات الاجتماعية الدقيقة يمكن تعزيزها بواسطة الأوكسيتوسين، وهو هرمون يزيد الثقة بالنفس وسلوك النهج الاجتماعي. وليس من الممكن أن نتخيل أننا نستطيع أن نلتقط مشاعر ونوايا الآخرين من حولنا، لكن السؤال هو: هل يمكن القيام بذلك عند وجود مسافات طويلة تفصل الناس عن بعضهم؟

اتصالات بعيدة المدى: وجدت دراسة أخرى عام 2014 أجراها الطبيب النفساني كارليسغراو وزملاؤه أن الاتصال الدماغي من دماغ إلى دماغ عبر الإنترنت ممكن. في كتابي ” محاولة لفك أقفال الدماغ المركز “أصف تجربة أثبت فيها أن الشخص الذي يفكر في كلمات مثل “hola” أو “ciao” في الهند يمكنه توصيل ما يريد إلى أناس في إسبانيا دون نطقها بصوت عالٍ أو مشاهدتها أو كتابتها. ويمكن في الواقع أن تنتقل المعلومات عبر المسافات الكبيرة والبعيدة عندما يكون الإنترنت هو الطريق السريع الذي يربط بين شخصين.

التواصل غير المرئي: في عام 2005، قام عالم الأحياء روبرت شيلدراكي وزميله الباحث بامي سمارت بتجنيد 50 مشاركًا تجريبيًا من خلال موقع للتوظيف. كما تضمن العمل وجود أربعة مراسلين محتملين للبريد الإلكتروني خلال دقيقة واحدة قبل الوقت المحدد، وكان على المشاركين تخمين من سيرسله. من بين 552 تجربة، كان هناك 43 في المئة من التخمينات صحيح. وكان هذا أعلى بكثير من النسبة التي كان يتوقعها 25 في المائة إذا كانت هذه النتيجة مجرد فرصة. وهذا يثبت أن الناس ليسوا متساوين في التخاطر على حد سواء، ولكن من المحتمل أن يكون بعض الناس أكثر تخاطرا من أناس آخرين.

في عام 2008، أجرى الطبيب النفسي جانيسا نفينكاتا سوبرامانيان وزملاؤه دراسة تصوير للدماغ حيث قاموا بإعداد صور لعالم نفسي (شخص يحترف التخاطر) مع شخص آخر لا يعمل بالتخاطر. تمكن الطبيب النفسي من إنتاج صورة مشابهة جدا لتلك التي أعدت له، في حين أن الشخص الآخر الذي لا يعمل بالتخاطر لم يكن قادرا على ذلك. وقد أثبت هؤلاء الباحثون أنه عندما يكون التخاطر ناجحًا، يتم تنشيط التلافيف اليمنى من الدماغ(PHG)، بينما لم يتم تنشيط تلك التلافيف لدى الشخص الذي لا يعمل بالتخاطر. وبدلا من ذلك، تم تنشيط التلافيف الجبهية السفلية اليسرى. كانت هذه النتيجة مشابهة تماما لدراسة سابقة أيضًا.

التخاطر الحيواني: لا يُعتقد أن الاستعداد البيولوجي لنقل الأفكار يقتصر على البشر. فعندما تتحول قطعان الطيور في مسار ما على ما يبدو أوتوماتيكياً أو تدور معاً، يُعتقد أن هذا الاستنتاج السريع من جميع الطيور في نفس الوقت يشبه التخاطر. في عام 2017، أثبت الفيزيائي التجريبي جوري ديمسار وعالم الكمبيوتر ايزتوكليبارباجيك أن هذا السلوك الجماعي قد يفسر جزئياً من خلال الأنظمة الحاسوبية القائمة على قواعد غامضة. وهذا يشير إلى أنه قد يكون هناك منطق مدمج وراء سلوك المجموعة. بمعنى أنها لا تتخطى بالضرورة قوانين الطبيعة.

الحذر في التفسير: في الوقت الذي تشير فيه هذه الدراسات إلى آليات يمكن أن تربط الناس خارج الحواس تكون أحجام العينات صغيرة جدًا، والنتائج لم يتم استنساخها جيدًا. إن القدرة على تكرار النتائج واستنساخها هي قضية أكثر تعقيدًا بكثير مما يمكن أن نتعامل معه في هذه المدونة، ولكن يكفي أن نقول إن العديد من العلماء لا يؤمنون بأن تكرار أي اكتشاف أو خوارزمية ما أو عدم تكرارها أمر ممكن ومحتمل من الناحية الإحصائية.

وإن كانت هذه النتائج لا أساس لها من الصحة، فقد أثبت مجموعة من الباحثين أن الأشخاص الذين لديهم مثل هذه المعتقدات يختلفون عن أولئك الذين لا يعزى إلى الاختلافات الجينية في انتقال الدوبامين. وقد تم العثور على زيادة الدوبامين في هؤلاء الناس الذين لديهم ميل أكبر للمعتقدات التي “لا أساس لها”. هذا بالتأكيد يوضح أن هناك كيمياء مختلفة تكمن وراء أنظمة معتقدات مختلفة، لكنها لا تعني بالضرورة وجود الأمراض. السؤال أيضا هو: ماذا لو كانت هذه النتائج هي أدلة على كيفية التواصل بين البشر؟

الفرضيات: استنادًا إلى هذا البحث التمهيدي، ستكون الفرضيات التالية عادلة: (1) إن أدمغتنا سلكية تستطيع التقاط إشارات اجتماعية خفية. (2) يتم توصيل أدمغتنا لتعكس النوايا والعواطف تلقائيًا أثناء وجود الآخرين. (3) حتى تتصل أدمغتنا على مسافات بعيدة، يجب أن نستدعيها في تردد مماثل لما يسمح به اتصال الإنترنت. (4) الناس ليسوا على حد سواء في التخاطر. بعض الناس أكثر قدرة على فهم التصور العقلي خارج الحواس ESP من الآخرين. (5) تشارك مناطق الدماغ في التواصل والتخاطر لأنها تشارك في دمج الذكريات والجوانب الدقيقة من التواصل اللغوي (على سبيل المثال: السخرية). (6) يعتمدمن يفهم التصور العقلي خارج الحواس ESP على الاستدلال السريع الذي يتطلب المزيد من الانفتاح على الآخر، كما تدل على ذلك دراسة الأوكسيتوسين.

في الوقت الذيتبدو فيه هذه الفرضيات لا تزال غير مثبتة، هناك بالتأكيد أدلة كافية لمتابعتها باهتمام لمعرفة ما إذا كانت تتقيد بالطريقة العلمية. وإذا ثبت أنها صحيحة، بدلاً من بناء المزيد من الآلات فقط، فقد نكون قادرين على تغيير قدراتنا الخاصة للتواصل على مسافات طويلة أيضًا. وفي هذه الأثناء، ماذا يمكنك أن تفعل؟

الإجراءات: 1. اختبر مع أصدقائك المقربين ما تعتبر أنهم يشعرون فعلا هو ما يشعرون. ثم اسألهم عما إذا كانوا يشعرون بما تشعر به. 2. لتحسين ما تستشعره، افعل أشياء قد تزيد من الأوكسيتوسين الخاص بك. على سبيل المثال، قد يؤدي العناق إلى زيادة كمية الأوكسيتوسين لديهم، وقد يؤدي العناق إلى زيادة مستوى الأوكسيتوسين. 3. العب لعبة البريد الإلكتروني. كل أربع ساعات، خمن من قد يرسل إليك بريدًا إلكترونيًا. أدرج هذا التوقع في الأسفل لترى كم أنت على صواب. 4. بما أن زيادة نشاط الدوبامينمرتبط بمعتقدات لا أساس لها من الصحة، جرّب التجارب السابقة بعد كل نشاط يزيد من الدوبامين. على سبيل المثال، بعد التمرن، تحقق من أن قدراتك على التوقع أفضل. 5. جرّب تجارب المسافات الطويلة، وتحقق مع الآخرين من معرفة ما إذا كان يمكنك أن تشعر ما يشعرون به.

لن تكون قادراً على تعميم الحقيقة من خلال هذه التجارب، لكنك ستستمتع على الأرجح بنتائج فضولك للحصول على المعرفة. بالإضافة إلى ذلك، أثبتت العديد من الدراسات في الآونة الأخيرة أن الشعور بالفضول قد يساعدك في الحياة لفترة أطول.

محمد عبد الكريم يوسف

محمد عبد الكريم يوسف

 

العنوان الأصلي للمقال:

The Biology of Telepathy | Psychology Today https://www.psychologytoday.com/us/blog/debunking-myths…/the-biology-telepathy

 

عن Xalid Derik

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

x

‎قد يُعجبك أيضاً

نزل المطر/ بقلم: آمنة بريري

نزل المطر   فاصطبغ الكون بالصفاء والسموّ   وسرت نسمات شذيّة تلامس ...

على نكْءِ الجراحِ أرشُّ مِلحاً / بقلم: عبدالناصر عليوي العبيدي

ولــي قــلبٌ تعاندُهُ الصّروفُ ونــهرُ الــحادثاتِ بــه يحوفُ – إذا تــركَ الــرَّبيعُ ...

غزة غزوات / بقلم: عصمت شاهين دوسكي

منى النفس غزواتها وحدها على كبد شروخها راع الصدود عادة حملت الوهن ...

غزة الأمة وأمة غزة/ بقلم: خالد السلامي

منذ نكبة فلسطين في ١٩٤٨ تلك السنة العجفاء بل وقبلها حين بدأ ...

الظل والقرين/ بقلم: فاطمة معروفي

قصيدة من ديوان “نفس الماء” ضوضاء الصمت…… من حولي تكبل نقطي تمسح ...

أسمال الفزاعة البالية للشاعر بادماسيري جاياثيلاكا / ترجمة : بنيامين يوخنا دانيال

هايكو ( 1 ) أسمال الفزاعة البالية يسحب الحباك خيوطها * من ...

في الجهة الأخرى من الخديعة / بقلم: سالم الياس مدالو

  في الجهة الاخرى من الخديعة تفرك الغربان باجنحتها الشوك العوسج والحنظل ...

حلبجة الجريحة / بقلم: عصمت شاهين الدوسكي

  هلموا اسمعوا هذا الخبر نبأ اليوم قد تجلى حضر من قريب ...

واحة الفكر Mêrga raman