الرئيسية / آراء قكرية ونقدية / إضاءة في نص للشاعرة السورية شفق نيصافي/ بقلم: شاكر فريد حسن

إضاءة في نص للشاعرة السورية شفق نيصافي/ بقلم: شاكر فريد حسن

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

إضاءة في نص للشاعرة السورية شفق نيصافي

بقلم: شاكر فريد حسن

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

تطالعنا الشاعرة السورية ابنة اللاذقية، الصديقة د. شفق نيصافي بقصائد وجدانية ورومانسية وعاطفية وحزينة، تنتمي لقصيدة النثر بفضائها الرحب، واشتعالاتها الوجدانية، واستعاراتها المكثفة، ذات القدرة على البوح والتعبير في بنى لغوية مرهفة وشفافة.

وقد استوقفني هذا النص المنشور على صفحتها الشخصية على شبكة التواصل الاجتماعي فيسبوك .. تقول فيه:

أنْ تغرّدَ لي على غُصنٍ

خيرٌ منْ أنْ تَصْمتَ

في قفصِ قلبي

فأنا أنثى الهواء الطَّلق

لا أحبُّ القضبان

أدركُ

أنَّ النوارسَ تُصبحُ أبهى

حينَ تُغازلُ الشطآن

وأنَّ الوردَ يَفوحُ عِطراً

حين يبقى على الأفنان

حَطِّمْ قيودَك

حلِّقْ كيفما شئت

سَتجدني

أنَّى يمَّمْتَ وجهَك

ضفائري خيوطُ شمس

عيناي عِقدا جُمان

يداي أُرجوحتا لَهفة

ما بين جبال ووديان

قلبي فضاءُ حبّ

يسعُ كلَّ الأكوان

هذا النص باعث للوجد، وكاشف عن البوح الشفيف، ويعكس ذاتًا أنثوية مرئية في عالم الكلمات، وخيالًا يجتاحها بفيض من وجدانها الخصب، وتتكون فيه الصورة الأنثوية بجمال اللغة، وأناقة الحرف، ورقة الإحساس، والتعابير المدهشة.

وهو نص مكتظ بإيحاءات تصويرية تشد المخيلة بصورها وتستفزها بتعبيراتها المنسابة بإيجاز وتكثيف واختزال، وعمق دلالي يكشف عن مكنون ذاتها المترجمة لمشاعرها المضطربة على المستوى العاطفي والنفسي، ويجسد انفعالاتها الداخلية.

ويحتوي النص على كم هائل من الحس، يحمل ما يجيش في صدرها، ورغم بساطة الألفاظ وابتعادها عن التعقيد إلا انها رصفت بيد نسّاجٍ ماهر، وحبكت خيوطها شفق بمتانة، ونسجت صورها بشكل معبّر مبهر ولافت.

شفق نيصافي تكتب نصوصها بتأنٍ وتؤدة، مترقبة متوجسة، تلتقط أنفاسها وتتطلع لمظاهر الحياة والطبيعة وتمزجها بمزاجها الحسي والمعنوي عبر مختبر الخيال والانفعال فيه بغية إدراك حالة الخلق الشعري المثير.

وهي تحلق في عوالم اللغة الحسية الوجدانية، وتسمو إلى مستوى الإدراك الحلمي والروحي الموغل في نشوة الروح.

وفي مجمل نصوصها تبحث عن مقامات الوجد، ووجيب القلب، وأحوال العشق، والحزن الموغل في الأعماق، بفنية تعبيرية وتوصيفية خلّابة.

شفق نيصافي شاعرة مسكونة بالحلم، تغوص في بحر المعنى، لا تعرف من الألوان سوى الأبيض والرمادي، الأول ينام في قلبها، والآخر يصحو في عيونها.

فلها التحية وأطيب الأمنيات ومزيدًا من العطاء والتجلي والتألق الدائم.


عن Xalid Derik

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

x

‎قد يُعجبك أيضاً

الطائفية كما ظهرت في الأدب الإنكليزي/ بقلم: محمد عبد الكريم يوسف

تشير الطائفية في الأدب الإنجليزي إلى تمثيل واستكشاف الانقسامات الدينية أو السياسية ...

مــــاضــرَّ  قــافــلــةً كــــلابٌ تَــنــبَحُ/ بقلم: عــبــدالــناصر عــلــيــوي الــعــبيدي

  ———- بــالــمَدْحِ يَــرتَــفعُ الأمــيــرُ فــيــفرحُ فــتــراهُ يُــجْــزِلُ بــالــعطاءِ ويَــمْــنَحُ – لــكــنْ ...

أمة العرب والأمم المتحدة / بقلم: خالد السلامي

يعتبر العرب وخصوصا العراق ومصر وسوريا والسعودية ولبنان من اوائل المشاركين في ...

من عمق المجتمع، جداريات بجمالية داهشة للقاصة زلفى أشهبون/ بقلم: بوسلهام عميمر

                        ...

تخفي الهشاشة في زمن مغلق/ بقلم: مصطفى معروفي

شاعر من المغرب ـــــــــ صدِّقوا الطير إن هي مدت مراوحها في دم ...

رحل بيتر هيجز: الرجل الخجول الذي غير فهمنا للكون/بقلم جورجينا رانارد/ترجمة: محمد عبد الكريم يوسف

  اشتهر البروفيسور بيتر هيجز بهذا الشيء الغامض الملقب بـ “جسيم الإله” ...

القيم الاجتماعية في عشيق الليدي تشاترلي للكاتب دي اتش لورنس/ محمد عبد الكريم يوسف

في رواية دي إتش لورانس المثيرة للجدل، عشيق الليدي تشاترلي، يلعب موضوع ...

آهٍ إن قلت آها / بقلم: عصمت دوسكي

آه إن قلت آها لا أدري كيف أرى مداها ؟ غابت في ...

واحة الفكر Mêrga raman