الرئيسية / حوارات / حوار مع الأديبة خديجة بن عادل/ جمال بوزيان

حوار مع الأديبة خديجة بن عادل/ جمال بوزيان

 

 

 

 

 

 

حوار مع الأديبة خديجة بن عادل

حاورها جمال بوزيان

………………

مرحبًا بِكِ.

ج-أهلاً وسهلاً أستاذ جمال بوزيان

 

س1= مَن خديجة بن عادل؟

 

ج-أنا قصيدة يتيمة لم يكتبها شاعر، وقصة ألم لم يخطها ناثر، روح شفافة، تحركها النسيمات، وتسحرها الكلمات، تطير مع الفراشات، وتدميها الدمعات، تمرح بالنهار، وتساهر النجوم بالليل. روح قلقة تتسلق الأبجدية للوصول إلى الجلجلة، روح تبحث عن المعاني الشرود وعن الفرائد التي تتدلى كالقلائد على صفحات الأدب. وهي بنت فصل الرّبيع لا تعرف الكلل والملل، تتطلع إلى الغد بألوان قوس قزح كفراشة حالمة.

خديجة بن عادل شاعرة وقاصة جزائرية، من مواليد 1974 دائرة الديس المعرفة بأولاد سيدي إبراهيم ـ ولاية المسيلة، وهي الولاية 28 في تعداد المدن الجزائرية، ترعرعت في كنف عائلة ومجتمع محافظ على العادات والتقاليد ويقدسها وتعد من ضمن مبادئه وأولوياته، كانت دراستي بالطورين الأساسي والمتوسط بدائرة الديس، فيما بعد أكملت بكالوريا علوم بالمدينة المجاورة (بوسعادة) عملت كمنشطة بدار الشباب في دائرة الديس لمدة سبعة سنوات وعضوة بجمعيات ثقافية وتعليمية ومع مرور الوقت تزوجت وأنجبت صبي وبعدها سافرت للاستقرار بفرنسا سنة 2003 ولغاية يومنا تسكن قرية صغيرة المسماة ( ترار ) ضواحي مدينة ليون. تكتب الشاعرة والكاتبة مختلف الأجناس الأدبية بدءًا بصيد الخاطرة، قصيدة النثر -القصة القصيرة -القصة القصيرة جداً -الومضة -الأمثال والحكم -شّعر العامية.

وحالياً تقتحم عالم الرواية كتجربة أولى وهي تحت طور الدراسة والتنقيح.

أكتب حالياً وتنشر أعمالي في الكثير من المواقع والمجلات والجرائد الإلكترونية والورقية العربية والدولية منها؛ صحيفة الفيصل / جريدة الشعب/

جريدة الجمهورية / سيروان العراقية / الوجدان التونسية / أقلام عربية / صباح بابل العراقية /

سحر الشرق اللبنانية / الدستور العراقي الجديد/

الكلمة الحرّة/ الموحدون الدروزالفلسطينية /

العراق الإخبارية/ شارع الصحافة /مجلة أمارجي الأدبية / مجلة الهيكل / مجلة أدب وفنون / مجلة قبس/ فن الفنون / صحيفة الديوان / المغرب الأوسط/ صدى المستقبل …إلخ

.. متحصلة على شهادات شرفية وتقديرية وأوسمة استحقاق منها:

  • الدرع البومديني للسلام
  • شهادة سفير الطفولة
  • اللورد الذهبي للسلام
  • الوسام الفخري المميز
  • وسام الاستحقاق
  • وسام السلام المميز
  • درع الشِّعر الحر
  • شهادة شكر وتقدير:

جريدة الوجدان التونسية

جريدة سحر الشرق اللبنانية

مجلة العراق الثقافي

جامعة شعراء الأبجديَّة الدولية

  • درع الإبداع والتميز لعامين متتاليين من العراق في مسابقات أدبية في قصيدة النثر.
  • مراسلة في كل من مجلة أمارجي السومرية
  • وجريدة سيروان العراقية

عضو التجمع العربي للأدب والإبداع

عضو أكاديمية الفينيق

عضو ملتقى الأدباء والمبدعين العرب

عضو واتا الحضارية الجمعية الدولية للمترجمين واللغويين العرب

عضو بموقع قصة قصيرة

عضو جامعة الأبجدية الدولية

عضو جامعة النقد المعاصر

عضو أكاديمية السلام بألمانيا

عضو رابطة القصة في المغرب

ومنخرطة في العديد من الجمعيات والمواقع الإلكترونية العربية الأدبية والخيرية لنشر ثقافة التسامح والتعايش والسلام في العالم.

ترجمت بعض من قصائدي وقصصي للفرنسية والإنجليزية والعبرية

لي مدونة على بلوجر

وصفحة على الفيسبوك

 

س2-لِمن قرأتِ؟

 

ج- جبران خليل جبران – بدر شاكر السياب – نازك الملائكة – فيكتور ايڤو – مولود فرعون – الطاهر وطار – أدونيس – محمود درويش – أحمد مطر – مارغريت دوراس – ماركيز – كاتب ياسين – فرانز كافكا – نزار القباني – أبو القاسم الشابي – أحلام مستغانمي والقائمة طويلة طويلة جداً والحقيقة أنني في لحظات الصفاء الذهني أحب أن أقرأ كل جديد لأدباء زملاء من الوطن العربي أذكر من بينهم : ناظم العربي / جوتيار / عمر الهباش / عمر أمين / محمد خالد النبالي / زياد السعودي / ركاد خليل / ضميان غدير / الطيب محمد صالح / سمير النشمي / رشا أحمد السيد / د. نجلاء نصير / سليمى السرايري /ربيع عبد الرحمان / مريم بغيبغ /جمال الدين خنفري/ رشا أحمد السيد/ زيزي ضاهر والكثير الكثير القراءة كما لا أنسى ابن مديني أبو القاسم الحفناوي .

 

 

س3-مَن شجَّعكِ على الكِتابة؟ وهلْ تَذكرين أوَّل بيت شِعريٍّ كتبتِه؟ وعلى مَن قرأتِه؟ وما رأيه؟

 

القلق، المعاناة والظلم كان لهم الفضل الكبير الذي واجهني وكان لي كالظل أينما ولّت بوصلة الحياة نعم أذكر جيداً أول بداياتي مع عالم الأدب

كنت مغرمة جداً بكتابات السياب وأحمد مطر وأول ما بدأت كانت مدونة يومياتي ومن اطلع عليها أديب مصري رئيس تحرير جريدة بالمملكة العربية السعودية رحمه الله وغفر له كان لي نعم السند والأب الروحي والمعلم كانت لغته العربية جيدة جداً وكان دائمًا يحفز فيَّ ملكة الكتابة ويدعمني بملاحظاته وقرأ لي الكثير من قصص الطفولة ومشاغباتي وكان يقول يا خديجة أن طرائفك لا تنتهي وعندما أقرأ لك أنسى ديار الغربة تحيي أوصالي وتعيد فيَّ بناء ذاتي … ومع مرور الزمن تعلمت على أيدي أدباء ونقاد من الوطن العربي من خلال الملتقيات والمنتديات والأكاديميات على شبكة الأنترنت أذكر على سبيل المثال :

زياد السعودي -ربيع عبد الرحمان -الدكتور مسلك ميمون -أبو تميم النبهان -بلقاسم علواش

وأول بيت شّعري كان في سجال ارتجالي من سلسلة أوراق مسافرة مع الشاعر محمد خالد النبالي شاعر الحب والوطن

أقول: مِن أدنى الصّدى

وبين أبوابِ المُشتهى

مسافرة أنا

بعدما فاض بي الوجدُ حنينًا

وأينع صوت الكمان في فؤادي

يتعالى ويتصاعد نبضُه

حتى تدفقت الأشواق

وانسكبت جريئةً

وحشيةٌ تنادم الريحَ

…..

وألقيت على الأثير في يومها بصوت الشاعرة التونسية سليمى السرايري وفي الحقيقة كنت سعيدة حد الصدمة لأنها نالت رضا المستمعين والنقاد من الوطن العربي.

 

س4-كيْف يأتيكِ إلـهام كتابة الشِّعر؟ وما أوقات كتابتكِ؟ وهلْ شردتْ مِنكِ أشعارٌ وتَمنَّيتِ لو قيَّدتِ صورًا فنِّيَّة جَميلة؟ اذكري مِثالاً؟

 

ج-النبض الأنثوي معقد عصي الفهم فالمرأة كيان لا يحده حد من العواطف، مشاعر توقد بكلمة لتضيء ما حولها، وميض يشع بتلاوات فجرٍ جميل الإشراق؛ وأنا أنثى يكتبني الشّعر عندما يربك روحي القلق، أركب نزفي صهوة البوح وأوسده الورق مصاحباً هدأة الليل حتى الغلس وعلى جانبي فنجان أرابيكا يعطي لليل نكهة سمر وسحرا.

كتابة الشّعر تعتمد ” الواقع واللاواقع ”

أي مزيج من المصطلحات التي تؤثر على نفسية الإنسان وقد تتعدى إلى عالم من خيال نبحث فيه عن ألفاظ جديدة تستطيع رسم احساس .. مكبوتات وغصات بالأخير لوحة وجدان إنسان.

الكتابة والشّعر وصف ونحت مشاعر الكاتب حسب الحالة المزاجية والنفسية وما تجود القريحة حينها

عند الألم والحزن يكتبنا الصدق والواقع دون تكليف ومع الحب نكتب الخيال وهنا نستدعي التصنع والتصورات وفي الحالتين إبداع.

الكاتب جملة مشاعر متحركة يكتبه القلق أكثر من غيره وحين يتوسط ذاك القلق الورق يرتاح وتنزاح عن صدره الغصة بخروج الآه.

نعم أحياناً كثيرة تأتينا صور وومضات شّعرية نكون بحاجة لتدوينها بلحظتها وإلا ذهبت أدراج الرياح

لذا تجد الشاعر دائماً بحوزة محفظته قلم ودفتر

وأنا شخصياً حاولت مرارًا وتكرارًا إعادة تدوين ما لاح في فكري لكن عبثًا أفعل أحده من سابع محال أعيد تذكرها وكتابتها بنفس العمق كمن استيقظ من حلم جميل يتذكر نصف ونصفه الثاني لا.

 

س5-لِمن تَكتبينَ أشعاركِ؛ لنفسكِ أَمْ للإنسانيَّة؟

الشاعر هو كاتب يمارس هوايته الأدبية الإبداعية بتدوين كل ما يجول في خاطره من أفكار، ويحاول من خلال الكتابة إيصال رسائل هادفة من اجل ارتقاء وإيجاد حلول جذرية لمشاكلنا منها السياسية والاجتماعية وحتى النفسية والعاطفية ما يعانيه المرء من أمراض مستعصية، لذا تعد الكتابة المتنفس المباشر الذي يحاكي العقول، والكاتب بطبعه يحب التجديد والتنويع وخوض المغامرة من أجل التنمية، لأنه ابن بيئته يحس ويتألم لحزن أهله ووطنه ويفرح لدى سعادتهم واستقرارهم فالشاعر يكتب للمتلقي للإنسانية لنشر الوعي وثقافة التعايش السلمي والتسامح للمحبة أولاً وأخيرًا.

 

س6- حَدِّثينا عن مؤلَّفاتكِ ومَخطوطاتكِ؟

ج-

١- غياهب الدجى ديوان شعر صدر سنة 2017 عن المملكة الهاشمية الأردنية يتكون من 79 قصيدة نثرية استهل الديوان بخاصرة المساء قصيدة وطنية أتغنى بحبي وفخري وانتمائي لوطني الجزائر الحبيبة ساد التنوع بين الرومنس والحب والاغتراب والألم يعبر عن ذات الشاعرة وما يجول بالوجدان هو بوح ونبض غير مجاني من الوجع ومدى الصراع والتشابك بين الذات والمحيط يعبر عن مكنونات المخبوءة هو فيض من العواطف لتجديد الأمل، يبرز قيمة الحب وقدرته على إبراز إنسانية الإنسان.

.٢-” حيوات ” أضمومة قصصية تحتفي بأسماء لامعة في جنس القصة القصيرة جدا صدر شهر أفريل 2019 تحت رعاية وإشراف رابطة القصة في المغرب

٣- ” ميلاد فجر ” كتاب جمع (68 ) قاصًا من النخبة في الوطن العربي بعد نجاح باهر لمسابقة من تنظيم واتا الحضارية تعاوناً مع ملتقى المبدعين العرب تحت رعاية وإشراف الدكتور مسلك ميمون وتقديم الدكتور شريف عابدين في جنس القصة القصيرة جداً سنة 2012 صدر في القاهرة ووزع في احتفال رسمي بالمغرب الشقيق وشاركت بقصة ( سلوى ).

٤- “مشاعل جزائرية” ديوان مشترك لشاعرات وأديبات وكاتبات جزائريات صدر العام الماضي2018 ببادرة من الأستاذ مشعل العبادي كما تم نشره وطباعته من دار أفق

٥- ” ضفاف الرافدين “: ديوان قصصي مشترك صدر عن مجلة أمارجي الأدبية العراق هذه السنة

٦- ” الجنائن المعلقة ” ديوان شّعر عن دار أمارجي السومرية صدر هذه السنة الجارية .

تحت الدراسة والطباعة: مجموعة قصصية –  رواية

 

س7- ما الـمُلتقيات الَّتي حضرتِها؟ ومتى؟ وأين؟ وهلْ شاركتِ في مُسابَقات؟

 

شاركت في ملتقى الأدباء والمبدعين العرب في جمهورية مصر العربية سنة 2010 وملتقى المثقف في تونس 2012 وتبقى هواجس الأديب والمثقف

في ديار الغربة هي عدم حضوره و مشاركته الفعلية واحتكاكه المباشر بأهل الثقافة والنخبة في الملتقيات والندوات الفكرية واللقاءات الأدبية بالوطن العربي باختلاف المناسبات .

كما أنني شاركت في العديد من المسابقات الأدبية في كل من الخاطرة والقصيدة النثرية والأمثال والحكم والقصة القصيرة جداً والقصة القصيرة ونلت شرف الفوز بالمراتب الأولى

“رسالة للسماء” مرتبة أولى في الخاطرة عن ملتقى المبدعين العرب

” مساران ” المرتبة الثانية بعد عملاق هذا الجنس القاص المجيد المغربي حسن برطال في أكاديمية الفينيق سنة2017 في المسابقة الأدبية الإبداعية الشاملة تحت إشراف ورعاية السيد زياد السعودي بالأردن

“خارج الرؤيا” و ” قافلة حنين ” مسابقة أدبية نظمتها دار أمارجي الأدبية بالعراق سنة 2017 /2018 على التوالي وتوجت بالمراتب الثالثة والخامسة على التوالي

” خاصرة المساء ” قصيدة نثرية وطنية نالت المرتبة الأولى في مسابقة واحة ( النقد والشعراء ) تحت رعاية مؤسسة الوجدان التونسية من ضمن 30 قصيدة سنة 2018

” سلوى” و ” عدالة ” و ” ربيع ” قصص قصيرة جداً نالت المرتبة الأولى في كل مرة تحت رعاية القاص الفريد ربيع عبد الرحمن بملتقى المبدعين العرب .

” إلياذة دهشة ” قصيدة نثرية نالت المرتبة الثانية في مسابقة الشّعر الحر من تنظيم جامعة النقد المعاصر العام الماضي

” انتحار شمعة ” تعرضت للنقد من بين ٣٥ قصيدة

في موقع عزف الشعراء الثقافية ( واحة النقد الأدبي )وكانت متوجة من بين الأربعة نصوص المختارة من طرف لجان التحكيم و الأديب الناقد سامي ناصف ..

كما تعرضت أغلب قصصي ( ققج ) للنقد من أساتذة نخبة لهم الخبرة في هذا الجنس السهل الممتنع المبتدع الذي يشق دربه كباقي الأجناس الأخرى رغم وجود مرحب يصفق ورافض يصفر

وهذا الصراع لن يزول يجب أن نعترف أن هِذا ِالأدب خلق متكاملاً لأنه امتداد بداية من الرواية فالقصة. فالقصة القصيرة جداً هي جنْس أدبي مستحدث مازال وليد يشق طريقه نحو الأفق البعيد ليصنف ضمن الفنون الأدبية الأخرى ، وجد نفسه غريبًا له من النقاد والنخبة الكثير في الوطن العربي لكن بعناد وثقة سيصل. فيه من عانقه وسايره واحترفه تماشياً وإيمانًا منهم على عصر الحداثة والتطور مجاراة له، وفيه من المستهجنون من يراه مجرد زبد سيزول ويضمحل مع الأيام لأنه يفتقر مقومات البقاء وبين هذا وذاك صراع لن يزول مثله مثل الصراع على القصة القصيرة في ٍالنصف الثاني من القرن التاسع عشر، التسارع الزمني وعدم وجود وقت كاف للبقاء على العهد السابق والعولمة وعصر التكنولوجيا مما جعل القارئ يميل إلى الومضة والهايكو والمجزوءة وغير ذلك وكل جديد مرغوب فالإبداع لا حد له وهو في الأصل تنامي لما كان واستمرارية.

 

س8- يَرَى كثيرون أنَّ كتابات “الـجنس اللَّطيف” تَنال حصَّة كبيرة مِنَ النَّقد؛ سواء أكانت روايات أو أشعارًا أو قصصًا… ما رأيكِ؟ اذكري أسماء وألقاب الَّذين تَناولوا أشعاركِ وقصصكِ بالنَّقد؟

 

المسابقات الأدبية أغلبها علنية توضع النصوص تحت مجهر لجان تحكيم أسبوعياً في برامج ثقافية وأمسيات مباشرة، يضع الأدباء كتاباتهم بين أيدي أهل الاختصاص من النقاد والنخبة وأحياناً كثيرة تفوق ٥٠ مشاركة يتم أولاً الفلترة اختيار الأجود من جانب اللغة وبعدها تتم الدراسة

التحليلية النقدية من كل الجوانب ( وحدة الفكرة /الأخطاء الإملائية / الهندسة الفراغية / التكثيف / الرمز والاستعارة / الصور البيانية / وجود أدوات الإشارة وووو… إلخ )

فمن يتسع صدره للنقد زاد إبداعاً و تألقاً ومن كان قلبه ضعيف لا يتقبل النصح والملاحظات المقدمة يقول ( الجنس اللطيف ) أرى من يقول ذلك عليه مراجعة أفكاره لأن النقد مدرسة لها أحكام ومعايير وكل حسب اختصاصه، وهو فن يهذب ويشذب ويرشد لخروج وبزوغ الكاتب لبر الأمان ، الا أن تعدد و فوضى المجموعات والمواقع على الفيسبوك من أشخاص ليست لهم الخبرة الكافية بمجال القصة القصيرة جداً نرى مثلاً قصص مجرد كتابات مبهمة بلغة مكثفة لا هدف منها ولا رجاء، مجرد طلاسم تحتاج تفسيرات وتخمينًات، يصفق لها طويلاً وتعمل لها دراسات، وهناك قصًص بسرد تقريري لا ضرورة أصلاً لكتابتها وهذه هي المعضلة عند الهواة وقلة قليلة جدا من يتقنها لأنها تحتاج قاص بارع في البلاغة، متقن للغة المجاز، يعتمد دقة الألفاظ الدالة في دورها الوظيفي وحسن التعبير، لكن الغزو النقدي الذي نراه بأيامنا يفتقر لمقومات القراءات الصحيحة واعتمادهم على المجاملات زاد الوضع سوءًا واختلطت المفاهيم .

لكن الكاتب الفذ يعرف كيف يختار المواقع الأنسب له من خلال ممارسة النقد على أعماله .

وأعمالي تعرضت للنقد كثيراً من خلال أمسيات ومسابقات أدبية وكلما سمحت لي الفرصة أقدم عملاً لأرى مستواي والحمد لله نالت رضا واستحسان النقاد في كل من شّعر العامية – قصيدة النثر – الخاطرة – الأمثال والحكم – الومضة – القصة القصيرة جداً من بين الأسماء اللامعة :

الدكتور مسلك ميمون / المغرب

الأديب والناقد سامي ناصف / مصر

القاص والأديب الناقد فرحان بوعزة / المغرب

الشاعر وعميد الفينيق زياد السعودي / الأردن

الشاعر والناقد جاسم خلف جاسم / العراق

الشاعر والناقد عباس باني المالكي / العراق

الدكتور الناقد أحمد فرحات/ مصر

القاص والأديب ربيع عبد الرحمن / مصر

الأديب والشاعر الناقد جوتيار تمر / العراق

القاص والناقد منير الكلداني / العراق

الناقد الذرائعي عبد الرحمان صوفي / المغرب

الأديبة والناقدة عقيلة مراجي / الجزائر

الأستاذ والشاعر بلقاسم علواش / الجزائر

الناقد سعيد فرحاوي / المغرب

 

 

س9- اختاري مقطوعة شِعريَّة وقصَّة قصيرة للقرَّاء.

ج- أختار ” من النثر

 

يا وَطني

يا فَصْليَ الْـخَامِسِ.. مَوْتي لحْنٌ بِلا وَتَرٍ

هَلْ أرْتَديْكَ الْلَيْلَةَ ابْتِسامَةً خبَّأتُـها مُنْذُ زَمَنٍ ؟

تَـرَكْتُ ولوجَ الْلَحْظِ في راحَتَيْكَ تَـرَفًا

وَمَزَجْتُ ماءَ الكِبْرياءِ بِشَهْدِ الانْتِظارْ

فأنْتَ ارتواء ما بَعْدَهُ أوَارْ

حاصَرَتْنيْ عُيونُكَ بحنوٍّ أثير

بكِ أوْقَدْتَ قَناديلَ الْـهَوى يا كُلّ مُنايْ

بَلِّلْ تَفاصيْلَ روْحيَ العارِيَةَ وَارْفَعْ كَمَنْجَةً تَهُزُّ نَبْضَ تَوأمي

فأنْتَ ليْ في العِشْقِ فاتِـحَةً تُطَوِّقُ أبالِسَةَ التّنهيْدِ بِالـمَوْتِ غَرقًا

ريحُ الْـمَواويْلِ تُعاقِرُ النّوافِذِ

فَتُشْعِلُ لَـهْفَ تاريْخٍ مُـمَزَّقٍ

وحدك تَتَهادى مَوْجًـا عَلى شَواطيءِ شَوْقي

ضَمِّدْ شُروْخَ حُروْفٍ قاصِراتٍ

وازْرَعْ في بُؤْبُؤِ الطّريقِ حَضاراتْ

نُبَدِّدُ فيْها مَنْفى الأَحْجِياتْ

أهواكَ

أهْواكَ كُلّما الْتَقَتْكَ الرُّؤى دونَ ميْعادْ

يا وطَنًا عَشِقتُهُ على رُؤوسِ الأشهادْ

——————————————

وفي جنس القصة ( ق ق ج )

 

  • رصاصة

 

تربَّص بأعلى الرَّابية متأبِّطاً رشاشه،

سدد بشراهة ذي مسغبةٍ نحو صدورٍ عارية.. خفض رأسه.. لمحَ وجوهاً تتكاثر في صدها راضية.. فهوى رقماً مجهولا.

 

س10- ما مُستقبَل القصَّة القصيرة بعْد الانتشار الواسع للرِّواية؟ ألا تُفكِّرين في كتابة الرِّواية؟

 

ج- لكل أدب له رواده ومريدوه، القصة القصيرة لها جمهورها وكتابها في الوطن العربي ويلجأ اليها الكثير لأنها تعتمد لغة الاختزال والتكثيف تلمح ولا تصرح توحي دون أن تخبر تعتمد على ايجاد الألفاظ الدالة ومن السهل أن تكتب قصة مكثفة ان كنت تدرك خصائصها وشروطها لكن الرواية تتطلب فكرة معينة وجهد كبير لإيجاد نقاط تشويق لتشد القارئ، تحتاج لقاموس لغوي ثري ومعالجة الحدث الأساسي بتفرعات ثانوية تزيد من تأزيم الحبكة للخروج في الأخير باستنتاجات وحلول. أجد أن الكتابة الواقعية أسهل من التي تستدعي الخيال.

وأنا حالياً لي رواية تحت الطباعة والدراسة كلما أقول أكملتها أجد نفسي أشطب وأعدل فيها من شخوص وأحداث لأنها أول تجربة لي وأريدها ناجحة كل ما أخبركم عنها أنها اعتمدت لغة الشّعر في السرد .

 

س11- بعْد التَّطوُّر التِّكنولوجيِّ؛ صار لكثير مِنَ الشُّعراء قنوات عبْر الـمَوقِع الإلكترونيِّ “يوتيوب”… بِمَ تُفسِّرين ذلك؟

 

الشاعر العربي والأديب بصفة عامة في الوطن العربي هو الشخص المفلس يقدم رسالة وأدباً رفيعاً ويجد الإقصاء والتهميش من طرف المؤسسات والبرامج المقدمة في التعريف بأعماله وشخصه وإيماناً منه بأنه يقدم الكثير من أجل وطنه واتجاه مجتمعه ولملء هذا الفراغ وجد غالبية الشعراء في قناة اليوتيوب ترويجاً مجاني لأعمالهم ومن هنا يستطيع تقييم أعماله ويساعد في بناء نفسه بنفسه كما لا يخفاكم أن هناك ربح نسبي من المشاهدات .

أنا شاعرة لا أكتب لأنال أموالاً وثراء

بقدر ما أجد نفسي مسئولة أمام شعبي ومجتمعي أن أنشر ثقافة السلام والمحبة والوعي للابتعاد عن الكراهية والأحقاد والتطور التكنولوجي أصبح قبلة الكثيرين في إثبات وجودهم على أرض الواقع .

 

س12- ما رأيكِ في حصَّة الشِّعر في الإذاعات والتِّلفزيونات العربيَّة الرَّسميَّة؟

 

بالنسبة للمشرق العربي أحياناً كثيرة أغار مما تقدمه البرامج الإذاعية والتلفزية للأديب والمثقف

وخاصة ومما أراه وأعلمه الأردن وفلسطين وسوريا

دولاً تقدس وتعي رسالة الأديب لذا تجد حصص مقدمة في ساعتين وثلاثة للتعريف بسيرة الشاعر كاملة وفي كل مرة نجد الصحافة تجري معهم حوارات مباشرة ومنها المسجلة وتظهر على القنوات الرسمية تبرز أعمالهم وأهم جديدهم ونشاطاتهم المثقف في بلادنا مهمش ولا يجد له مكان الا بعد إثبات وجوده عربياً وعالمياً كي تتفطن له الجزائر وللأسف الشديد ليومنا هذا تلقيت دعوات رسمية من الأردن ومصر وتونس وللأسف وأقولها وكلي حسرة وأسى بلادي لم تسمع بنا الا من خلال الصحافة وبعد انتشارنا في الوطن العربي

التلفزيون الجزائري مقصر جداً جداً ويقدم الا شخصيات معروفة مللنا التكرار وسياسة ( الوجهانية ) كما البرامج السيئة التي تقوم بسلخ البشر على الملأ وتضييع الوقت في الترهات والتفاهات مثل الكاميرا الخفية وغيرها نحن المغتربين لا صوت ولا صيت لنا في وطننا ونعاني التمييز من الجهتين، من المفروض تقديم مبدعين هواة وتحفيزهم على العطاء والإبداع وتنمية الذات أكثر لأن الشباب هم جيل المستقبل .

 

س13- وجِّهي رسالة إلى وزراء الثَّقافة العرب.

ج- رسالتي هي المطالبة في النهوض بالثقافة حقًا ودعم الكتاب الهواة المبتدئين والنخبة ونشر أعمالهم وطباعتها دون تكاليف باهضة فالكتابة رسالة سامية وتحتاج من دولنا العربية النظر في عمل ورشات عمل وندوات ومحاضرات ومسابقات محفزة تدعم الأدباء والشعراء مادياً ومعنوياً.

وما نراه اليوم من ثقافتنا العربية الا في الخلاعة والعري والطرب على المسرح الثقافي

كلام لا غاية ولا هدف منه إيقاعات لتمايل الأجساد

وعليها تصرف الوزارات أموال طائلة من أجل سهرة فنية ماجنة في رأس السنة هل برامج وزارة الثقافة تقتصر وتحث على المتعة النفسية اللحظية وتتناسى أن المتعة الحقيقية في ترسيخ فكر رشيد وثقافة تفخر بها الأجيال مستقبلاً فالكلمة الهادفة غرس يجنى غداً رطباً شهيا إذاً يداً بيد لتنظيف العقول من الحمق والسخافات كفانا كفانا من تشتت كفانا من تمزق كفانا من ثقافة الانحطاط كفانا من لبس كل ما يقدم لنا

لمَّ هذا الإهمال والإغفال على المساهمة في رفع الثقافة وتحقيق مطالب الطبقة المثقفة نأمل أن تنظروا من عدة زوايا لتتضح الرؤية فإن النظر من زاوية واحدة ممل لنقول نحن العرب لنا ثروة نعتز ونفخر بها في العالم أجمع نأمل في اعادة هيكلة الوزارة من الجانب الثقافي وأن يحتظنون الشباب

أنت … سيدي الوزير … سيدتي الوزيرة مهلاً

أتمنى أن تعززوا مكانة المثقف والأديب والكاتب

والشاعر إيماناً منا على أنَّ الثقافة أداة تغيير مجتمعي شامل .

 

س14- هلْ تَرينَ تَفاعلَ الكاتبِ مع قضايا مُجتمَعه واجبًا؟

ج

الكاتب الذي يغرد خارج السرب ليس بكاتب ولا يحمل قدر قلامة من الإنسانية حق الوطن والمجتمع علينا هو الولاء والتعلق العاطفي بكل صغيرة وكبيرة هو انتماء وواجب هو صوت الشعب هو رسالاته الموجهة للعالم وللحكومات لأن الكتابة رسالة ترفع شكوى ورؤى مجتمعية لحقائق منسية يجب تداركها وايمانًا في عيش بكرامة ومساواة وعدالة بين أفراد المجتمع .

والكاتب جملة من المشاعر وابن بيئته يحزن لألام أهله ومجتمعه ويسعد لدى أفراحهم

الكتابة جواز سفر للعقول والقلوب لذا يعد الكاتب

سفيراً لوطنه يحمل همومهم وقضاياهم وثقافتهم

 

س15- ماذا تقولين للكُتَّاب اللاَّجئين في العالَم؟

 

ج – أيها اللاجئ كن سفيرًا وحرفًا صادقًا كن بلسماً عاكساً لثقافة بلدك، كن أنت بمبادئك وقيمك كن المرآة التي تبعث الروح في الجسد والوطن لا تدع الغربة تنسيك الهدف الأسمى ترجم أيها الكاتب لغتك للغات أجنبية ليصل صوتك ليصل حقك وحق شعبك المسلوب المنتهك اجعل سلاحك الكلمة أوصل صدى الإنسانية والمطالبة في العيش بالمساواة ..أكتب عن تهجيرك، عن الثكالى، عن تحطيم بيتك وهدم مدرسة أطفالك عن قتل اخوتك وجيرانك ..

أيها الكاتب اللاجئ اجعل من الغربة عين ثالثة تصدح في عين العدا وتقول لا للظلم والطغيان

لا لقتل الإنسانية لا للإرهاب

نحن أمة تستحق ان تعيش بكرامة كباقي الشعوب أكتب عن الطفولة التي رحلت أكتب عن الأسرة التي شتت عن منظر تغزوه القنابل الفوسفورية هذا بترت ساقه والآخر ترك نصف جسده وراءه يزحف

قل ولا تخشى أكتب عن همجية الحروب عن سلطة القوي عن الضعيف عن التمييز العنصري

تحدث عن الدكتاتورية المستبدة في العالم وعن معاناة اللاجئين في المخيمات وعن جوعهم وعطشهم عن بردهم وحرمانهم عن رحلة البحث عن مايسد الرمق داخل القمامات

كن أيها الكاتب الوجه الحقيقي لبلدك كن المثال الحي الذي ينبض حبًا وسلاماً قل كلمة واحدة

( الشمس حين تشرق لا تفرق بين الأبواب والنوافذ ) . وعلى الأرض ما يستحق الحياة كن صوت الضعيف الأمي كن صوت المريض العاجز

كن صوتًا يخلده التاريخ ما بقيا .

 

س16- هلْ تَذكُرين مَوقفًا حدث لكِ مع أهْل الفكر والتَّاريخ والأدب والثَّقافة والفنِّ وغيرها؟

ج- لي مواقف عديدة منها :

  • المشاركة في المهرجان الوطني للصناعات التقليدية والفلكلور بعنابة سنة 1998 ومن الصدف الغريبة كان جناح معرض ولاية المسيلة بنفس مكان اغتيال الرئيس الراحل محمد بوضياف مواليد نفس ولايتي !
  • يوم سفري لمصر أعلن الرئيس حسني مبارك التنحي عن منصبه سنة 2011 وأعلنت الجماهير الاحتفالات .
  • يوم اغتيال زميلة عمل في دار الشباب بدائرة أولاد سيدي إبراهيم سنة 1995 خلال العشرية السوداء.
  • المشاركة في نشاطات سنة الجزائر في فرنسا بأواخر سنة 2003 نظمت عدة أنشطة لابراز ثقافتنا وتاريخنا وعراقة تقاليدنا واحياء السياحة في الصحراء الشاسعة .
  • التعرف على بعض الأدباء والأديبات على أرض الواقع بعد صداقتهم افتراضياً من أجمل المواقف

لكن المؤسف فيهم من رحل عنا الكثير رحمهم الله

 

س17- ما آخرُ كِتابٍ قرأتِه أو تَقرئينه حاليًا؟

 

ج- آخر كتاب قرأته هو رواية للأديب السوداني الراحل الطيب محمد صالح

تحت عنوان ( موسم الهجرة الى الشمال )

رائعة من روائع الأدب . يحكي عن رؤية إنسان افريقي من دولة نامية ومدى الصدام بين حضارتين مختلفتين.

وحالياً لي خمسة دواوين لأديب عراقي هو سمير النشمي أقرا ما تيسر منها .

 

س18- سعيدٌ بكِ اليومَ؛ كرمًا لا أمرًا اختمِي الـحوار… وماذا تقولين لـمُحاوِركِ؟ ولنقَّادكِ؟ ولقرَّائكِ؟

 

سعيدة جداً أستاذي القدير والإعلامي النشيط جمال بوزيان على استضافتي ومنحي مساحة ببياض صفحات الجريدة الغرّاء التي نأمل لها كل الرقي والنجاح وأن نكون ضيوف خفيفي الظل وعند حسن ظنكم وظن الجمهور بنا، أسمى آيات الثناء والعرفان لكل الأوفياء من الزملاء الأدباء والأديبات على الدعم الأدبي وللقراء على محبتهم واحترامهم لي وتفقدي بكل المناسبات.

وأختم بقبلاتي الحارّة لوالدي والدعاء له بالصحة والعافية (الشريف بن عادل) ذاك الرجل العظيم

الذي وهبني الثقة وعزز فيَّ روح المثابرة والقتال

لنيل الهدف من علمني تفادي السقوط حين أتعثر

وكيف أكسر قيد الهزيمة بالشموخ، وكيف للطير ألا ينظر خلفه حين يحلق، وكيف النخل لا يهزه ريح.

أحبّكم في الله وفي أمان الله.

 

كانت معكم الشاعرة والقاصة خديجة بن عادل

عن Xalid Derik

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

x

‎قد يُعجبك أيضاً

نزل المطر/ بقلم: آمنة بريري

نزل المطر   فاصطبغ الكون بالصفاء والسموّ   وسرت نسمات شذيّة تلامس ...

على نكْءِ الجراحِ أرشُّ مِلحاً / بقلم: عبدالناصر عليوي العبيدي

ولــي قــلبٌ تعاندُهُ الصّروفُ ونــهرُ الــحادثاتِ بــه يحوفُ – إذا تــركَ الــرَّبيعُ ...

غزة غزوات / بقلم: عصمت شاهين دوسكي

منى النفس غزواتها وحدها على كبد شروخها راع الصدود عادة حملت الوهن ...

غزة الأمة وأمة غزة/ بقلم: خالد السلامي

منذ نكبة فلسطين في ١٩٤٨ تلك السنة العجفاء بل وقبلها حين بدأ ...

الظل والقرين/ بقلم: فاطمة معروفي

قصيدة من ديوان “نفس الماء” ضوضاء الصمت…… من حولي تكبل نقطي تمسح ...

أسمال الفزاعة البالية للشاعر بادماسيري جاياثيلاكا / ترجمة : بنيامين يوخنا دانيال

هايكو ( 1 ) أسمال الفزاعة البالية يسحب الحباك خيوطها * من ...

في الجهة الأخرى من الخديعة / بقلم: سالم الياس مدالو

  في الجهة الاخرى من الخديعة تفرك الغربان باجنحتها الشوك العوسج والحنظل ...

حلبجة الجريحة / بقلم: عصمت شاهين الدوسكي

  هلموا اسمعوا هذا الخبر نبأ اليوم قد تجلى حضر من قريب ...

واحة الفكر Mêrga raman