الرئيسية / آراء قكرية ونقدية /     عن القصة القصيرة العربية الحديثة/ بقلم: بقلم: شاكر فريد حسن

    عن القصة القصيرة العربية الحديثة/ بقلم: بقلم: شاكر فريد حسن

   عن القصة القصيرة العربية الحديثة

بقلم: شاكر فريد حسن

ـــــــــــــــــــــــ

ما من شك أنها حدثت تطورات كبرى في مسيرة فن القصة القصيرة العربية، من ناحية تقنياتها وأساليبها الفنية الجمالية والتعبيرية. ومن يقرأ قصص حنا مينا وعبد السلام العجيلي وسعيد حورانية وزكريا تامر وحسيب كيالي ووليد اخلاصي ومحمد زفزاف وأحمد حسين ومحمود شقير ويحيى يخلف ومحمد علي طه ومصطفى مرار ويوسف جمّال وسواهم الكثير، ونقارنها بقصص محمود تيمور وخليل بيدس ومحمود سيف الدين الإيراني، التي كتبت قبل أكثر من نصف قرن، نجد اختلافًا وبونًا شاسعًا من ناحية بنائها القصصي وأسلوبها السردي ولغتها.

فقد انتقلت القصة القصيرة العربية من الشكل الكلاسيكي التقليدي المعروف إلى أشكال مختلفة من ناحية التقنيات الفنية والتجديدية في الشكل، وباتت تعتمد السرد الحديث، واستفادت من المشهدية السينمائية والتقطيع السينمائي، وتحولت اللغة فيها من لغة خبرية إلى لغة إيحائية محملة بلمحات شعرية، وزال الترهل النثري الوصفي فيها. ولجأ الكتاب السرديون إلى استخدام الضمائر المختلفة في السرد واستفادوا من منجزات علم النفس لاستكناه واستبطان النفس الإنسانية عبر التداعي الحر.

وتنوعت الكتابة القصصية الحديثة من واقعية وتعبيرية ورمزية، ووصلت إلى لون جديد من الكتابة الإبداعية تتمثل بالقصة القصيرة جدًا، بما يعرف قصة الومضة، التي تشهد رواجًا في الوطن العربي هذه الأيام. وثمة كتاب قصة جدد على قدر من الاقتدار والموهبة يكتبون نصوصًا بمستوى فني متقدم.

ومن نوافل القول، أن نهضة القصة القصيرة العربية الحديثة هي وريثة للسنوات التي أعقبت هزيمة حزيران العام 1967، ولعل لهذا علاقة بكون القصة القصيرة ومضة مكثفة يمكنها أن تلاحق التغيرات المتسارعة على ارض الساحة العربية، ويظل الالتصاق بهموم الإنسان العربي المتألم الموجوع المستلب والمسلوب الإرادة الطامح لحياة أجمل وأفضل، دور أساس كمضمون لهذه القصة،  بينما تبقى لطموحات الفن القصصي المعبر والمعاصر والمؤثر دور أساس كشكل، من خلال ترابط هذين العنصرين بأصالة وانفتاح يمكن للقصة أن تنهض وتطور أكثر وتصبح ذات نكهة إنسانية متقدمة.

عن Xalid Derik

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

x

‎قد يُعجبك أيضاً

أمة العرب والأمم المتحدة / بقلم: خالد السلامي

يعتبر العرب وخصوصا العراق ومصر وسوريا والسعودية ولبنان من اوائل المشاركين في ...

من عمق المجتمع، جداريات بجمالية داهشة للقاصة زلفى أشهبون/ بقلم: بوسلهام عميمر

                        ...

تخفي الهشاشة في زمن مغلق/ بقلم: مصطفى معروفي

شاعر من المغرب ـــــــــ صدِّقوا الطير إن هي مدت مراوحها في دم ...

رحل بيتر هيجز: الرجل الخجول الذي غير فهمنا للكون/بقلم جورجينا رانارد/ترجمة: محمد عبد الكريم يوسف

  اشتهر البروفيسور بيتر هيجز بهذا الشيء الغامض الملقب بـ “جسيم الإله” ...

القيم الاجتماعية في عشيق الليدي تشاترلي للكاتب دي اتش لورنس/ محمد عبد الكريم يوسف

في رواية دي إتش لورانس المثيرة للجدل، عشيق الليدي تشاترلي، يلعب موضوع ...

آهٍ إن قلت آها / بقلم: عصمت دوسكي

آه إن قلت آها لا أدري كيف أرى مداها ؟ غابت في ...

الكتابُ … / بقلم: أحمد بريري

  الكتابُ خيْرُ صحْبي فيهِ تلقَى المعْلوماتِ منْ علومٍ وقرِيضٍ وتاريخِ الموجوداتِ ...

أحلم بعيون ذكية / بقلم: سامح أدور سعدالله

أحلم بعيون ذكية أتغمض عيناي الغبية  ذكائي؟ تلك هي المعادلة التي تحتاج ...

واحة الفكر Mêrga raman