الرئيسية / قصة / ذات الشعر الفضي/ بقلم: سامح ادور سعدالله

ذات الشعر الفضي/ بقلم: سامح ادور سعدالله

ذات الشعر الفضي/ بقلم: سامح ادور سعدالله

ــــــــــــــــــــــ

 الآن الحفل معدَ ونحن ننتظر اكتمال المدعوين لتكريم الأوائل والفائزين في مختلف الأنشطة والمجالات الجامعية هذا العام وكنت متكئاَ على نافذة المسرح بينما أقلب صفحات الجريدة. مرت أمامي ذاتُ الشعر الفضـي وانجذبت إليها، لكن تألمت كثيراَ لأجلها وأنا أرقب سيرها المتعرج وهي تستند على عكازتين وترتدي الحذاء الحديدي وتمشى خطوات قليلة وتستريح فترة ونشرت بصري وراءها وأطلت النظر عليها وعندما ابتعدت كثيراً عنها كنت ألاحقها بنظري وكنت الأسرع في السير، متى التفتت إلي وشخصت لي بجحود العين.

كنت أتظاهر بأي شيء دون أن أهتم بها وتستكمل مسيرتها إلى أن بلغت مرادها وجلست لتستريح وأستريح أنا معها ولأجلها. لحظات حتى أخرجت من حقيبتها ملفا متوسط الحجم، أخرجت أيضا كيسا وبه لفة من الورق، أمسكت اللفة وفردتها وكانت سندويشات وشرعت تأكل. كانت العيون مليئة بؤساَ وآهات يصدر عنها جمود براق ويجذب الانتباه وازداد تألمي أكثر فأكثر ورمقتني بعيون مليئة غضباً. لكن مثل هذه الفتاة سوف تزحم سوق العمل وتأخذ مكاناً فهناك أحق منها ويعمل أكثر منها وينتج أكثر، لكن هي لأجل حالتها تفضل علينا جميعاً. لكن ماذا لو جلست في منزلها دون عناء دون تعب تعولها حكومتنا بالمعاش؟ لماذا جاءت إلى هنا؟

أجاءت تأخذ فرصة شخص آخر قادراً أن يقدم إنتاجا أكثر وعمل أفضل منها لبلادنا؟

ومكثت أعنف وأحقد على هذه المخلوقة اليائسة ومن الأفضل لها أن تدفن نفسه في بيتها، فهي تسبب الألم لنفسها ولغيرها لكل من يراها بينما كنت أنوي الذهاب إليها وأسألها عن سبب مجيئها كنت أفكر في هذا المخلوق. لماذا لم تخلق سليمة مثل باقي البشر؟ لكن تراجعت واستغفرت ربي على كل ما فكرت.

بينما أعود أتأملها. مقدم الحفل يعلن عن الأول بمرتبة الشرف والفائز بالمركز الأول بجائزة البحث العلمي في مجال العلم على مستوى جامعات مصر. ونادى على الاسم فوجدت ذات الشعر الفضي تخترق الصفوف إلى أين لا أدري …..؟

عن Xalid Derik

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

x

‎قد يُعجبك أيضاً

صدور العدد (21) من مجلة شرمولا الأدبية Hejmara (21) a Kovara Şermola Derket

  صدور العدد (21) من مجلة شرمولا الأدبية   صدر العدد (21) ...

السهل الممتنع في ديوان “للحبر رائحة الزهر” للشاعر نصر محمد/ بقلم: ريبر هبون

وظف نصر محمد الإدهاش مغلفاً إياه بالتساؤل مقدماً اعترافاته الذاتية على هيئة ...

شعاراتٍ العربْ / بقلم: عبدالناصرعليوي العبيدي

فــي  شعاراتٍ العربْ دائــماً تَــلقى الــعجبْ . رُبّما  المقصودُ عكسٌ لستُ أدري ...

 القراءة :النص بين الكاتب والقارئ/ بقلم مصطفى معروفي

من المغرب ــــــــــــ بداية نقول بأن أي قراءة لنص ما لا تتمكن ...

جديلة القلب/ بقلم: نرجس عمران

عندما تضافرتْ كلُّ الأحاسيس في جديلة القلب أيقنتُ أن رياحكَ هادرة ٌ ...

على هامش تحكيم مسابقة تحدي القراءة / فراس حج محمد

من فلسطين تنطلق مسابقة تحدي القراءة من فكرة أن القراءة فعل حضاري ...

نســـــــــــــرين / بقلم: أحمد عبدي 

  من المانيا “1”   توقف البولمان  في المكان المخصص له  بعد ...

أناجيكَ ياعراق / بقلم: هدى عبد الرحمن الجاسم

أناجيكَ بين النخلِ والهورِ والنهرِ وأشكو لكَ الإبعادَ في الصدِِّ والهجرِ إلامَ ...

واحة الفكر Mêrga raman