الرئيسية / خواطر ونصوص شعرية / سأحرثُ حقولي بالرجاء/ بقلم: مرام عطية

سأحرثُ حقولي بالرجاء/ بقلم: مرام عطية

سأحرثُ حقولي بالرجاء/ بقلم: مرام عطية

________________

احتل الأملُ مدنَ سكينتي، ووعدني بدنيا الجمال، فتحتُ أبوابي لشرانقِ الحبِّ القادمة من عبقِ الصبا، أترقَّبُ حريرها الرهيفَ يغزلُ قمصاناً لروحي المتعبةِ ويحيكُ فساتينَ من زهرٍ، أحلمُ نسائمها تعطرني بقصائدَ الغزل العذري، ورفعتُ أشرعتي للبحرِ إذ ابتسمت لي قواربهُ أنتظرُ قزحَه يمطرني تيناً وعنباً، ويضمُّني إلى خميلتهِ الوارفةِ يعيدني لأراجيحِ الطفولةِ عصفورةً من طربٍ، ترسمُ أشواقها للحياة ضحكاتٍ وشغفٍ، وتلونُ الأيامَ بالدفءِ والحنانِ

يا لخيبتي !! أين النسائمُ الرقيقةُ؟  أين جزرُ الأحلام ؟!  إنَّها رياحٌ عاصفةٌ، تحملُ رمالَ الخصامِ من صحاري الفكرِ وتنهالُ بسياطِ العتابِ واللومِ

ها هي تهشِّم أباريقي وتحفي الماسيةِ وتهدمُ ما شيدته للحبيبِ من قصورٍ وأبراجَ بهاء

ما أقساكِ أيتها الريحِ شرَّدتِ طيورَ اللهفةِ، واقتلعتِ غراسَ الفرحِ الصغيرةَ من صدري

بئس وعداً أيُّها الأمل الكاذبُ، خدعتني ببريقكَ الخلَّبِ، وعدتني بجزرِ الفرح ولآلئ الهدوء، زيَّنتَ لي الدربَ، لبستَ ثوبَ الطموح، وتكحَّلتَ بميلِ الكرمِ، حتى رأيتَك قاربَ النجاةِ لضياعي فسرتُ إليكَ بلا سؤالٍ، وفتحتُ نوافذي لكَ من غيرِ ترددٍ، وكنتُ قد تأقلمتُ مع خريفي، وتصالحت نفسي مع سفوحِ الأحلامِ

ثلوجكَ السوداء أطفأتْ نيرانَ شوقي، غطرستكَ النرجسية حطَّمت أوتارَ عودي السعيدةَ.  لكنَّني فلاحةٌ سأحرث حقولي بالإيمان وأزرعها بحبٍّ جديدٍ، لن أرفعَ راية الاستسلام أو أعلن سقوطي

وأنت أيها النايُ خذني إليك لأوقع آهاتي على أصابعكَ وأسركَ آلامي فأنتَ أحنُّ عليَّ من أملٍ خلَّبٍ.

_______

مرام عطية

عن Xalid Derik

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

x

‎قد يُعجبك أيضاً

أمة العرب والأمم المتحدة / بقلم: خالد السلامي

يعتبر العرب وخصوصا العراق ومصر وسوريا والسعودية ولبنان من اوائل المشاركين في ...

من عمق المجتمع، جداريات بجمالية داهشة للقاصة زلفى أشهبون/ بقلم: بوسلهام عميمر

                        ...

تخفي الهشاشة في زمن مغلق/ بقلم: مصطفى معروفي

شاعر من المغرب ـــــــــ صدِّقوا الطير إن هي مدت مراوحها في دم ...

رحل بيتر هيجز: الرجل الخجول الذي غير فهمنا للكون/بقلم جورجينا رانارد/ترجمة: محمد عبد الكريم يوسف

  اشتهر البروفيسور بيتر هيجز بهذا الشيء الغامض الملقب بـ “جسيم الإله” ...

القيم الاجتماعية في عشيق الليدي تشاترلي للكاتب دي اتش لورنس/ محمد عبد الكريم يوسف

في رواية دي إتش لورانس المثيرة للجدل، عشيق الليدي تشاترلي، يلعب موضوع ...

آهٍ إن قلت آها / بقلم: عصمت دوسكي

آه إن قلت آها لا أدري كيف أرى مداها ؟ غابت في ...

الكتابُ … / بقلم: أحمد بريري

  الكتابُ خيْرُ صحْبي فيهِ تلقَى المعْلوماتِ منْ علومٍ وقرِيضٍ وتاريخِ الموجوداتِ ...

أحلم بعيون ذكية / بقلم: سامح أدور سعدالله

أحلم بعيون ذكية أتغمض عيناي الغبية  ذكائي؟ تلك هي المعادلة التي تحتاج ...

واحة الفكر Mêrga raman