الرئيسية / حوارات / حوار مع الشاعرة السورية رودي سليمان/ حاورها نصر محمد

حوار مع الشاعرة السورية رودي سليمان/ حاورها نصر محمد

حوار مع الشاعرة السورية رودي سليمان

أجرى الحوار: نصر محمد

ــــــــــــــــــــــــــ

 

يقال دوما أن الشعر أبو الخسارات، وأن الموت ليتحول

لدى الشعراء بخلفياتهم الفلسفية والوجودية المتنوعة إلى ذريعة لأنسنة الحياة. وقد افتقدت الكثير من ملامحها وقوى تجددها.  في ذاتها أو في مدى انعكاسها على مرآة النفس.

يسعدنا أن نفتح في هذه الكوة عبر برنامج ضيف حوار لننصت لصوت نسائي انبثق من رماد حرارة الفقد..

نتعرف على مسار إنسانة انبثق هوسها للكتابة والإبداع. عن الشعر والقصة والحياة وأشياء أخرى.  كانت لنا هذه الوقفة مع الشاعرة السورية رودي سليمان.

رودي سليمان شاعرة وكاتبة سورية تقيم في السويد لها مخطوطتان قيد الطباعة ومشاركة في أنطولوجيا للشعر العربي المترجم إلى الفرنسية

شاركت في العديد من المهرجانات المقامة في اوربا منها كولن، برلين، هولندا وستوكهولم

تكتب رودي النص الحديث والسرد والقصص القصيرة ولها مخطوط رواية إلا انه قيد التنقيح والتدقيق

 

 

الدوائر في رأسي

شكل هندسي بلا زوايا ولا أضلاع

تخمّر آهاتي فيه

وكأنها وصية علي

فهي بانتظارك

لتدحرجها وتصيبها هدفاً نحو اللا وجود

أما أنا

فمازلت أفتخر بصمودي أمام الخط المنحني

وجاذبية دلعه اللامبرر

 

المثلثات لها مني

ضلع للقلب

ضلعي الروح والعقل

الأول في حروب معك

الثاني يعاني اختناقاً حاداً كل ليلة

الثالث مصلوب على شجرة قلبك المتيبسة

أستطيع القول أني

مثلث ذو احتياجات خاصة

 

آذار

يتباكى الكورد عليه حيناً

ويرفعونه من التقويم أحايين

سمةً الربيع

أما آذاري

تنمو أغصانك جداً في قلبي

يزهر اسمك في رماد التنور

تنقر عصافير تائهة حبات الحنطة فتدغدغ الوجع

الأنهار فيه جروح نازفة

الحقيقة الوحيدة هنا

صمتنا كلينا

كي نسمع رثاء القمر

 

س _ رودي الكاتبة والشاعرة هل أثرت على رودي الإنسانة؟ في سطور عرفينا على رودي سليمان الإنسانة والشاعرة؟

 

ج _ نستطيع القول إن رودي الإنسانة أثرت على رودي الشاعرة أكثر، فكتبتُ كما لو أني أعيش حياتي التي أحب وأتمنى في كتابتي، أنا رودي سليمان من قرى عفرين ومواليد حلب ١٩٨٤ درست معهد الموسيقا في حلب، انحدر من عائلة متوسطة ثقافياً، عشت حياة صاخبة اجتماعياً نظراً أن الجد والجدة كانوا معنا في نفس البيت وان أبي كان مهتماً بالسياسة وقتذاك.

فأستطيع القول إن هذا الأمر هو الذي قربني أكثر من عالم الكبار والناضجين أكثر من الذين من عمري وحتى الآن، أي أستطيع خوض حوارات هائلة وطويلة مع أصدقاء أبي (وجدي في الماضي) واستمع لهم ويستمعون إلي

فهذا التقارب بيني وبين وعوالم سابقة نشط مخيلتي أكثر من الواقع حولي وأكثر من الذين من هم في عمري. كان ذلك نعمة مرات بأن ينضج الإنسان مبكراً ونقمة مرات بأن المرء فوّت الكثير من المشاغبات التي كان عليه خوضها في مراحل حياته تباعاً

تزوجت في ال٢٠٠٥ وأنجبت ابنتي آرڤين وابني جان، درّست الموسيقا لفترة ما بين ٢٠٠٧و ال٢٠١١ وبعد قيام الحرب تغربت شأني كشأن أغلب الناس في سوريا (لجأت إلى القرية ثم تركيا وثم ست سنوات في السويد وهاأنا الآن بصدد البدء في هولندا)

 

س _ لنبدأ بما قاله اليوناني إليتيس بأن الشعر يأتي في أوقات الشدة ليشهد على الأسرار والضوء في آن. هل تعتقد الشاعرة رودي سليمان بأن وظيفة الشعر فعلا هي رؤية الضوء في عتمات الذات والوجود؟

 

ج _ نعم على الشعر أن يفضح الأسرار والمشاعر ومكامن الخوف والاضطراب والعوالم الخفية، عليه أن يخرج من لب الحدث ولب القلب أن لا يقولب نفسه وبذات الوقت ألا ينحني نحو القاع على ألا يسقط في بئر الانحطاط

أي أن يوازن نفسه بإشهار فضائح الشعور دون الابتذال والتقليل من قيمته ووقعه على المتلقي، أن تقف حريته عند توظيفه لمآلات ليست حقيقية.

 

س _ القديرة رودي سليمان تكتب الشعر وتكتب القصة. هل كان الشعر هو أول خطوة لك أم القصة؟ وأين تجدين نفسك أكثر؟

 

ج _ الشعر والقصة تعابير عن المكنون في ذات الأديب، أنا عني كتبت القصة القصيرة قبل الشعر ولكن كلاهما الأول في المرتبة يتنازعان فيّ بمعزتهما

فأبي مثلاً يحب أن أتخصص بالقصة ويستمتع بذلك ويحثني على كتابتها أما أنا أجد نفسي في كل كتابة أو نص أستطيع إيصاله بأبهى صوره.

 

س _ المرأة كائن مبدع بالفطرة ولا يفصل بينها وبين الخلق الفني سوى العثور على صوتها الموؤد.  وفي بلداننا ولادة المبدعة غالبا تكون أشبه بعملية قيصرية بسبب العقبات التي تواجهها تارة من قبل العائلة وتارة من المجتمع. لذلك نجد

حضور المرأة ضئيلا في المشهد الثقافي بالنسبة للرجل؟

 

ج _ هو التقليل من شأن المرأة ليست مشكلة أو عائق للمرأة وحدها وإنما على الجانب الآخر أيضاً أي الرجل إن كان هو الذي يقلل من وجودها أو يحرص على تغطية بصمتها ومحوه وهذا يدل على إحساسه بالمنافسة وعدم تقبله لهذا الأمر،

ولكن في المجمل المرأة المستقلة التي تحاول رسم هدف لها تعاني في البدايات وعندما تصل للنقطة التي تريدها دون تنازلات واجبة عليها لن يقف أحداً في طريقها بالعكس تماماً ستكون إثباتاً أنه لا يصح إلا الصحيح وستكون مثالاً للتحفيز من مَن حولها

لا أعتقد أننا في زمن اضطهاد المرأة مقدور عليه

الرجل والمرأة إن سلكوا سلوك الإبداع سيصلون إليه وإنما الاستمرارية هو ما يعيق أحدهما وبما أن المرأة واجباتها أكثر في المجمل فتضطر للوقوف في مكان ما لذا وجودها في الوسط أقل.

س _ ما دور الرجل في مسيرة الشاعرة رودي سليمان الزوج. الأخ. الصديق. الحبيب؟

 

ج _ دور الرجل الزوج ليس لدي زوج فلن أذكره فنحن منفصلان، دعك من هذا الشق من السؤال!

الأخوة لدي خمس وهم غير مهتمين بالأدب صراحة هم أخوة جيدين ولكن لا أحس بذاك الدعم الأدبي الذي تقصده.

الصديق أنا بطبعي أحب أن أكون صديقة الرجل أكثر من المرأة لكن للآن لا أصدقاء حقيقيين لي، لدي أناس أتعرف عليهم نتحادث لكن الاستمرارية في ذات الصداقة والشعور المؤكِد بأنها صداقة خالصة فقط بلا مصالح أو أنانية هي

نادرة، إذن هنا أيضا أستطيع القول إنه لا أصدقاء حقيقيين لي..

أما الحبيب لا أعرف ربما إن خضت التجربة يوماً سأتمكن من الإجابة

(تضحك ثم تضيف … وبعد الإجابة على هذا السؤال اكتشفت أني وحيدة تماماً

كان الرجل في كل كتاباتي لكنه اختفى حقاً من الواقع.

 

س _ لك العديد من المشاركات الأدبية داخل السويد وخارجه.  حدثينا عن هذه المشاركات؟ وماذا تعني لك تلك المشاركات؟

 

ج _ كانت مشاركتي الأولى في اوربا في معرض الكتاب في مدينة هالمستاد السويدية وفي كولن في ملتقى حالة مع بعض الشعراء الجميلين وفي برلين في معرض الكتاب (هالة زالة) وفي ستوكهولم مع القدير فرج بيرقدار وفي هولندا (دنهاخ وسخاخن) وفي بلجيكا مدينة خينت وقبل مدة قصيرة في معرض الكتاب في مالمو السويدية.

بالطبع كانت مشاركات جميلة تعرفت على أناس كثر طيبين وراقيين واستطعت أن أوصل صوتي، لكن للأسف ليست هناك دعوات من الجمعيات المعنية بالشأن الكوردي فأنا عند الكورد متنكرة للغتي واكتب بالعربية وعند العرب أنا كوردية أزاحمهم في لغتهم فبت في البين (المنتصف)

 

س _ الشاعر ليس ببعيد عن قضايا أمته. هل الشاعرة رودي سليمان استخدمت خيالها الشعري بتناول تلك القضايا؟

 

ج _ طبعاً ودائماً وسأظل، ربما نقدني البعض أني لست من الأناس الذين يكتبون في فورة كل أمر أو كل ضائقة نمر بها كقضايا ومشاكلها إلا أني أكتب دون أتحيز لأي فئة حزبية عن أخرى أو نستطيع القول إنني لست مقولبة سياسياً، أعبر بحرية أكثر وأنظر إلى الصواب والحق من وجهة نظر بعيدة عن الانتماءات السياسية فأستطيع القول إنني ما زلت محتفظة بشفافية حريتي دون اللجوء إلى التملق وهذا أبعد الكثير عني  إلا أني افتخر بنفسي وبكورديتي وبسوريتي وبلا تبعيتي لأحد سوى أفكاري

نعم كان للقضايا الكثير والكثير من نصوصي

 

س _ الشاعرة رودي سليمان لديك الكثير من القصائد المنشورة في الجرائد والمواقع الإلكترونية. لماذا لم تصدري حتى الآن ولا مجموعة شعرية؟

 

ج _ لأنني أجبن دائماً على خطو خطوة كتلك ،أن تكتب كتاباً ليس معناه أن تطبع وتنشر ويأتي معارفك ليشتروا منك وتحقق بذلك سمعة بينهم وكفى ،أن تكتب وتنشر في كتاب أي أن تسطر  شعراً أو قصة أو عملاً أدبياً يتشوق أحدهم في الطرف  الآخر من العالم  ليكمل إنهاء قراءته أريد أن اطبع كتاباً وأغرز دبابيساً  وهمية بين حروفه  تحفّز القارئ ليسأل (هل من مزيد) هذا هو ما أريد ،لا أريد انتشاراً زائفاً بل  وقعاً قوياً لعملي  في النفس ،وأنا عندما أجد تأثيراً كتلك في كتاباتي على الآخرين سأهمّ بطباعة ديوان أي عندما أرضى عن نفسي لا شيء آخر يثنيني فهي مسألة وقت لا غير

 

س _ عند الحديث عن سوريا ..عفرين ..عامودا.. كردستان..

لا بد من ذكر محمد الماغوط وحامد بدرخان. وسليم بركات. وشيركو بيكس واحمدى خانى . ماذا تقول الشاعرة رودي سليمان عنهم؟

 

ج _ شعراء رائعون خلدوا أسماءهم في زمن صعب كان أنقى من زمننا، لكن لا أنكر أنني من الذين يمجدون النص على الكاتب فمن المستحيل أن تكون أعمال الكاتب كلها رائعة ولكن هناك نصوص خالدة مجدّت كتّابها

 

س _ الاغتراب عن الوطن. هل يعني اغتراب الارتباط الروحي والمشاعر الإنسانية صوب الوطن؟

 

ج _ الاغتراب هو موضوع شائك جداً

بصراحة أحن إلى نفسي في الوطن وأحن إلى تلك الأرواح النقية التي كانت، أحن إلى البساطة لكن الوطن الآن الذي حتى وان عدنا إليه لن نألفه ولن نتعرف عليه أو يتعرف علينا لا أهله بقوا كما كانوا ولا حال الوطن ذاتها وكل شيء تبدل

أعتقد أن كلٌ منا يحن إلى نفسه كما كان في الوطن قبلاً ويحن للوطن بالهيئة التي غادرها ولا يتقبل حتى المآل الذي هو بات عليه ووطننا ولو في تصوره

نعم ارتبط روحياً بما فقدته عندما غادرت الوطن لذا تجده حاضراً في هموم كتابتي

 

س _ لكل كاتب أو شاعر مغترب وطن خاص به وعالمه السرمدي. هل تمكنت الشاعرة رودي سليمان أن تشيد وطن خاص بها

 

ج _ الوحدة أصبحت وطني لا أستطيع اللجوء إلا إليها لأرتاح

 

س _ ما الذي أعطته الغربة لك وما أخذت منها؟ وهل أوصلت صوت شعبك لمنابر الدولة المضيفة لك؟

 

ج _ أعطتني جواز سفر لأجوب العالم بحرية أكثر، ولكنها أخذت الكثير الكثير دعنا لا نبكي على ما فقدناه، لا لم أوصل صوتي للسويديين هناك اختلاف كبير في النظرة العامة والتربية والتصور والخيال ومدى العمق في الأحاسيس

 

س _ رودي سليمان هل كتبت بلغتها الأم.  وهل يعتبر إبداع الكاتب الكردي الذي يكتب بغير لغته الأم إبداعا كرديا؟

 

ج _ لا للأسف لم أكتب باللغة الكردية كنت أتمنى ذلك لكني لم أتعلمها نظرا وجودنا في دولة يحكمها ديكتاتور وحاشيته لذلك لا أتقنها قواعدياً ولا أريد الخوض في تجربة لست أهلاً لها

نعم يعتبر إبداع الكاتب الكردي إبداعا كوردياً ولو كتب بغير لغته لديك مثال عن ذلك العالم الذي اخترع لقاح كوفيد ١٩ ألماني ولكن يتهافت الجميع لينسبوه إليهم بالرغم من أنه لم يهتم لانتمائه

والكثير من الشعراء والكتّاب والمغنون أيضاً كذلك مادامت أرواحهم لا تنفي انتمائهم في كتاباتهم لكن لا ذنب لي أن ظروفي كانت كذا

 

س _هل دور الأدباء الكرد والفنانين في المهجر يرتقي إلى مستوى المسؤولية؟

 

ج _ لست من يقرر أو يجب عليه الإجابة لكن كرأي شخصي كل يغني على ليلاه وكل يتبع جيبه إلا ما ندر

 

س _ أنت كشاعرة كوردية تعيشين في المهجر هل دورك ترتقي إلى مستوى المسؤولية

 

ج _ طبعاً يجب أن أقوم بشيء يخدم القضية بمكان ما، لكن يد لوحدها لن تصفق ولن يلتقي مجموعة من الأدباء الكرد أو الفنانين للسعي نحو الارتقاء الثقافي ألا وكانت الأيديولوجيات المختلفة حاضرة فيسبب الشقاق في الغالب

 

س _ اعرف أنك تكتبين روايتك الأولى حاليا. لماذا انتقلت من الشعر إلى الرواية. هل لأنه زمن الرواية أم ماذا؟

 

ج _ لم انتقل ولا يمكن فصل الزمن تبعاً لما نفعل إلا أن الرواية بدأت بها منذ سنتين أو أكثر عندما حضرت في بالي حبكة لها وفي الحقيقة كنت سأكتبها قصة لمسابقة في الشارقة والا أنى بعد الخوض في كتابتها تعديت شروط المسابقة بعدد الكلمات وووو فقررت أن أكملها كما بدأت بها ولم أشارك بها وقتذاك ولكن من ناحية أخرى أن أكتب هو الخلاص بالنسبة لي من الكم الهائل للكدر المخزون لذا سأقتلعه كيفما كان، إن كانت بالرواية أو القصة أو بالشعر

 

س _هل الرواية الجديدة تتقارب مع تجربة رودي سليمان الشعرية؟

 

ج _ لا، لا تتقاطع الرواية مع التجربة الشعرية كفكرة لكن العنصر المشترك هو رودي بلحمها وشحمها (الروح والمشاعر والأحاسيس والضمير والثورة الدائمة والصراحة المنمقة والحرص على عدم الوقوع في الوحل الكتابي المبتذل)

 

س _ الشاعرة رودي سليمان ما هو رأيك بالنقد الآن.  وهل واكب مسيرة الشعر التي نشهد فورانا لها منذ سنوات قليلة؟

 

ج _ كالشعر هناك نقد بناء وهذا يثري إن كان الناقد متمرس في نقده، وهناك نقد متملق (وهذا يكون فقط للشعر النسوي من قبل نقّاد رجال أو من قبل منتمين لإيديولوجيات يقدسون زعمائهم) وهناك نقد ثالث هدّام لا يمت للنقد بصلة سوى أنه موجود بسبب غيرة أو كره أو قلة ثقة الناقد بنفسه فيمشي عكس التيار دائماً ليظهر ويشتهر (كسمك السلمون)

 

س _ نريد أن نختم معك بقصيدة لها معزة خاصة لديك؟

 

ج _ هكذا

أقبّلك ويلمسك جبيني ثم أضعك زاوية القلب

ربوني أهلي

أن أقبّل النعمة قبل الاحتفاظ بها في ركنٍ ما

 

هكذا

أرسم ريشة على سحابة بيضاء

لتنمو حتى المساء

وأطيّر قلبي إليك ليلاً (كطائر)

نعم أنا الطائر العاشق

يحمل بمنقاره صرةً

فيها بقايا القلب المتيبس مذ بعدّتنا المسافات

 

هكذا

أمرّن قلبي تمارينه الاعتيادية

ليكون أكثر لياقةً

وهو يركض خلف عبقك الساحر

 

هكذا

أغامر

وأتهوّر نحو وكر الدبابير

لتلسعني حشرات الغابة الصيفية

أبرّر بأكثر من حجة لتورم قلبي من حبك

فتتجاهلني ألسنة البشر

 

هكذا

أصبح راعية (بريفانة)* لخرافي في جبالٍ بعيدة

أتعوّد المشي وراء تلك القرابين

وأهشها بعصا الرمان الرفيع

فأجدُ متسعاً من الأرض

وحججاً كثيرة

لأربي قلبي أن يحبك بتقشّف ريثما أرعى القطيع

 

هكذا

تعيش أنت َحياتك باعتيادها

وأعيش حياتي بمغامراتها

وكأنّ مغامراتي الكثيرة تاهت عن اعتيادك

فحبذا لو نلتقي عند عمود الإنارة

في الشارع الأخير قبل البحر

والجادة الثانية

المدخل الأول

هناك

حيث يشاء القمر الانتحار على صدى خطوتك

في كل خروجٍ لك من البيت

 

وهكذا

أهرولُ في سبيل الشمال

وتمشي أنت نحو الجنوب

نلتقي

حيث وقع مني قلبي

ودفع بك الحظ العاثر

فيُقال فينا المثل هنا:

(لمة المنحوس على خايب الرجا)


عن Xalid Derik

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

x

‎قد يُعجبك أيضاً

 رمــضانُ / بقلم: عبدالناصر عليوي العبيدي

        – – – – – – – أتــى رمــضانُ يحملً كـلَّ ...

,جدارية محمود درويش بين قراءتين / بقلم: فراس حج محمد

| فلسطين “انتهت القراءة الأولى الساعة 7:45 مساء يوم الاثنين 19/6/2000” هذا ...

لم التشكيك بالأحاديث النبوية؟ / بقلم: خالد السلامي

  تعودنا بين حين وآخر ان نرى بعض التصرفات التي تتعمد الاساءة ...

  قراءة في ديوان “ضجيج كثيف” للشاعرة نبيلة الوزاني/ بقلم: بوسلهام عميمر

“بعيدا عن الهلوسات، الشعر بلوازمه قضية ومسؤولية”   “ضجيج كثيف”، ديوان نبيلة ...

حلم طفلة / بقلم: ماهر طلبه

  قصة قصيرة مر على هذا الحادث سنوات كثيرة.. كنت لم أفك ...

في منحدرات الأرق / بقلم: سالم الياس مدالو

في منحدرات الارق ينمو الشوك العوسج والحنظل وينعق البوم وتنعب الغربان والعواء ...

رسائل خاصّة جدّاً / بقلم: فراس حج محمد

رسائل خاصّة جدّاً إهداء: إلى أميرة الوجد (ش. ح) [وَلِي وَلَهَا فِي ...

أنا اليوم عاجزة / بقلم: ملاك زلّيطة

أنا اليوم عاجزةٌ تمامًا لكن الأفكارَ ليست بعاجزة؛ تحرّضني على اقتحامِ عرش ...

واحة الفكر Mêrga raman