الرئيسية / حوارات / مع الشاعر إسماعيل أحمد/ أجرى الحوار: نصر محمد

مع الشاعر إسماعيل أحمد/ أجرى الحوار: نصر محمد

إسماعيل أحمد

حوار مع الشاعر الكردي السوري إسماعيل أحمد

أجرى الحوار: نصر محمد

ـــــــــــــــــــــ

ابنة الصباح

 

ابنة الضوءِ

تأكلني

بنهمٍ مفقود

كغيمةٍ مرسيةٍ

علىٰ شواطئ الانتظار

 

تُزيدني وجعاً

كعتمةٍ

معصومة النفس ..الخجلة

 

تراقبني

وتتذكرني حين موعد المطر

تخجل من همها

وتعيدني الىٰ ذلك الصفاء الأبدي

 

الركن هنا مليئ بالأحاديث الشريفة

والقبلات الشريفة

والغيمات الماطره

 

الضوء الأخضر

في النافذة

لن يؤخر موعدنا

ولا صفير الأقداح

من لجة الكبد

 

ابنة كل الأمسيات أنتِ

وكل الصباحات

 

عبيدٌ أنا

في هذه المحطة

والشموع ليست مشوهة الملامح

 

فقد كانت لنا أبجدية في الحب

لن يستطيع فك طلاسمها

إلا من كان شهيداً

في بذرة الحياة

من ضوء عينيك في كل صباح

 

أُحبكِ …

 

أهلا بكم في حلقة جديدة من برنامج ضيف وحوار وضيفنا لهذا اليوم شاعر كردي سوري مغترب في ألمانيا لكنه الحنين يقوده إلى مدينته كوباني ووطنه سوريا بين حين وآخر انه إسماعيل أحمد شاعر الحب والطبيعة والجمال كتب لـكوباني أجمل قصائده فكان لها في شعره مكانة بارزة ربما ميزته عن غيره من الشعراء. خلع إسماعيل أحمد ثوب المكان وامتطى صهوة الرحيل والسفر إلى غابات الغربة ليحط رحاله في حلبات الليالي النائية وصمت المواجع والبعد ليتذوق حرقة ومعاناة الاغتراب النفسي.  والمكاني ويتجرع كأس الحنين الدائم إلى أرض الوطن وهكذا كان أسير وطنه في الحل والترحال فهو مهد طفولته وملعب صباه.

 

س _في البداية نود أن نعرف السيرة الذاتية لـإسماعيل أحمد الشاعر والإنسان؟

 

ج _ في البداية أشكرك على هذه الاستضافة الجميلة أخي وصديقي العزيز الشاعر نصر محمد.

الشكر والتحية موصول عن طريقكم لكل المتابعين لصفحة سيريناد العزيزة.

سيرتي ربما لا تشبه سيّر الآخرين من إنجازات لكن ببساطة أقول.

أنا إسماعيل أحمد مواليد 1975 من كوباني. إنسانٌ حَمَل أعباء أحلامهِ نحو فضاءات رحبة بكثيرٍ من الألم والشجون، ولمسافات قاهرة بين تباشير الوقت والزمن، استطعتُ أن أسلك الدرب الذي اختاره لي القدر بأن تكون لي فيه عناوين خضراء تُسعد الأرواح المعنّى نوعاً ما، بكلمات تخرج من القلب والفكر قبل الفم واللسان.

نعم أنا إسماعيل أحمد الإنسان قبل أن يكون لي أي اسم أو أي شيء آخر.

وهكذا سعيتُ في درب الشعر والأدب المليء بالزجاج المكسور كما قالها أديبنا العزيز حسين م علي في مقدمة ديواني مؤخراً الحب كرنفالٌ إلهي. دون أن أعبئ بالمخاطر التي ستواجهني في طريقي نحو التعبير والرقي والتحليق في فضاء الأدب والكلمة الحرة. أنا ذلك الإنسان المجهول الذي أسعى دائماً للخير والرقي والتعلم، دون أن أُشعر الآخرين بأي نسمةٍ غير لائقة، أو إحساسٍ فيه شعرةُ ألم.

هكذا علمتني التجارب في الحياة أخي محمد:

بأن أكون دائماً علىٰ نسقٍ يُسعد الأرواح والأنفس مهما بَلَغت أو مهما بلغتُ من التعب واليأس والحرمان، كما إنني مؤمنٌ بأن وجودنا في هذه الحياة وهذه الدنيا ليست صدفةً ولا خطيئة ًمشروعة أرتكبها الآخرون كي نسقط بصراخ، بل هناك مغزى أو ما هو أسمى وأنجع لوجودنا في الحياة يجب أن نبحث عنه كي نحققه لتكتمل مفاصل الوجود والحياة بشكلٍ كامل،

هل هو الحب أم هو السعي وراء الجمال والخطيئة بنفس الوقت، هذا ما سيحققه كل إنسان في مساعيه وراء معنى لوجوده في الدنيا.

لذلك وببساطة أنا أبحث عن ماهية وجودي ولماذا أنا موجود، ولكي أحقق بعضاً من ذلك أعشق الشعر وأكتبهُ كي أعبر عما في خوالجي من حب وصفاء في عالمٍ أكثر تحرراً ومدنية وإنسانية من واقعنا المعاش.

 

س _لكل مبدع نقطة تحول. ليتك تحدثنا عن تجربتك الشعرية. وعن القصيدة الأولى. لماذا اخترت الشعر دون غيره من الأجناس الأدبية؟

 

– أنا أحببتُ الشعر منذ الصغر، حتى دون أن أعرف ما هو الشعر، لم أكن أعلم بأن هناك شعراء يكتبون الكلام الجميل والمعبر، صدقاً كان كل فكري أن كل ما هو مكتوب أو محكي هو حقيقة. لذلك حين تقرأ قصائدي ترى بأن أغلبها تجارب أو حالات عشتها في الواقع. ببساطة كل ما يقال من كلام جميل ومعبر كان ومازال برأي هو حقيقة وليس خيال.

كنت دائماً أُحبذ الكلام الموزون والأوصاف الجميلة عبر تعابير أسمعها سواء من الآخرين أو عبر الراديو أو التلفاز، أحببتُ النصوص والقصائد المدرسية وطريقة قراءتها من قبل المعلمين والأساتذة وحين كنت اسمع شرحها المبسط كنت أنبهر بجمال الكلام ومعانيه.

نمت موهبتي الشعرية ومحبتي للشعر بشكل أفضل في بداية مرحلة الشباب أو المراهقة كما يقال والتعرف على الأدب عموماً والشعر بشكل ٍ خاص، من خلال كتب الشعر المحببة لدىٰ الجيل الناشئ وقتها، لكنني بقيت علىٰ هذه الحالة أي محبة الشعر وقراءته فقط.

بدأتُ بكتابة الشعر متأخراً في فترات تواجدي في الغربة والبعد عن ديار الحبيبة كما يقال، ولم أتفرغ للكتابة يوماً، كنت ُأُمارس الكتابة كهواية محببة وفي أوقات فراغي.

لا أتذكر أولىٰ قصائدي التي كتبتها لكنني كنت أكتب الشعر وأقرأهُ لنفسي عدة مرات

ومن ثم أمزقههُ خوفاً من أن يقرأهُ أحدٌ ما ويتعرف علىٰ مشاعري وبما أفكر . كنتُ خجولاً بطبعي وقتها.

لا أعلم صراحة لماذا أخترت الشعر، ربما الشعر هو من اختارني، أو لربما أستطيع أن أعبر من خلال الشعر بشكل أفضل، أو إنني أجد نفسي في القصيدة أكثر من شيء أخر.

لأن مساحة التعبير والخيال والإبداع تكون أوسع وأبهىٰ في القصيدة.

 

س _ زمان ومكان الكتابة يختلف من شاعر إلى آخر .. منهم من يكتب في الليل ومنهم في الساعات الأولى من الصباح وبعضهم يفضل المقهى .. كيف هي طقوس الكتابة عندك زمنيا ومكانيا؟

 

ج -صراحةً لا يوجد مكان وزمان محدد لكتابة الشعر لدي، أنا أكتب حين أشعر بأن هناك شيء مهم وجديد في أعماقي يلح علىٰ الخروج والتدوين وقتها وبلحظة أرىٰ نفسي أمام قصيدة تعبر عن تلك اللحظة التي كنت فيها وبكل معانيها وتفاصيلها.

 

س _ لديك نضارة شعرية أو دعنا نقول إن شعرك نضر. هل هناك خيط داخلي في روحك يربط بين قصيدة وقصيدة لتصنع كل القصائد النضرة؟

 

ج -أسعدني رأيك هذا أستاذ نصر.

– برأي المتواضع أن النضارة ورونق الكلام وجمالهِ يَكمنُ في أرواحنا وأحاسيسنا حين نكتب بعمق وبصدق، لذلك يرىٰ القارئ أن الشوق والجمال والترابط اللغوي ومعاني الكلمات حية ونضرة،

ببساطة لأن تلك القصائد كُتبت بروح حية وصادقة كلٌ في لحظتها.

 

س _ داخل كل شاعر طفل ما ينصت لسكناته وحركاته .. هل طفلك الساكن في أعماقك مشاغب أم مدلل؟

 

– ههههه صدقت … داخل كل شاعر طفل.

ج -أعتقد أن كل إنسان يوجد في داخله طفل يتمنىٰ أن يعيد تلك المرحلة ويكررها بشكل أفضل ويعيد ما فاته من أجمل الأشياء في ذلك الوقت،

كلما أتقدم في العمر أكثر، تكبر طفولتي الموجودة في داخلي بشكلٍ يرىٰ نفسه سيدي وسيد لحظاتي كلها.

 

س _ يقال إن الإبداع وليد المعاناة والألم ولا يوجد شاعر أو أديب أو فنان مبدع ألا ومر في تجارب كثيرة وذاق المعاناة والألم مما صقل موهبته وفجر عنده طاقات الإبداع.  هل هذا صحيح. ما رأيك؟

 

ج -نعم صحيح بالتأكيد … إذا ما ميّزنا بين عمل ناجح وآخر عادي أو قصيدة مؤثرة ومعبرة وأخرى عادية سنعلم بأن من عاش حالة الألم والمعاناة وصيّغ تلك الحالة وحولها إلى عمل أدبي أو فني سيكون هذا العمل هو الأنجح والأقوى لأننا سنرى فيه حالة صدق وحقيقة أكثر من غيرها من الأعمال.

برأي جميع الأعمال الفنية أو الكتابات الأدبية التي بقيت حية في ذاكرة الناس لفترات طويلة ومازالت حاضرة بقوة توجد من ورائها قصص وعذابات عميقة ومؤلمة عاشها أصحابها بكل أنين ولهب حتىٰ وصلا إلىٰ الإبداع الحقيقي لحقيقة آلامهم ومعاناتهم.

 

س _ صدر لك ديوان شعري حمل عنوان // الحب كرنفال إلهي  // هل لك ان تحدثنا عن هذا الديوان وماذا أضاف الى تجربتك الشعرية؟

 

ج -هذا هو ديواني الشعري الأول الذي صدر عن دار الزمان للطباعة والنشر والتوزيع مشكوراً وبمساعدة مدير الدار الأخ العزيز الأستاذ سراج عثمان بعنوان ” الحب كرنفالٌ إلهي “.

الديوان يحمل في طياته تجارب وآلام عشتها في فترات سابقة في حياتي من حب وشوق وعذاب الغربة وفراق، إضافة لهموم الناس في وطني والحرب في سوريا والاضطهاد الذي عشناه ونعيشه في كل يوم.

صدور الديوان في وقتٍ كان الناس بحاجة لقراءة عمل أدبي جديد ويعبر ببساطة عما يدور في مخيلاتهم وعواطفهم، وفعلاً لاقى هذا العمل ترحيباً وانتشاراً لا بأس به مما حفزني علىٰ المتابعة والاستمرارية في الكتابة والتطوير الذاتي بنفس الوقت.

 

س _ ثمة مكان يحضر في مجموعتك الشعرية // الحب كرنفال إلهي // في قصيدة // كوباني //  . ماذا تعني لك كوباني وكيف تقرا تأثير هذا المكان عليك كشاعر؟

 

سؤال مؤثر:

ج -حين يُذكر اسم كوباني علىٰ مسامعي، فإن نار الحنين والشوق تندلع في أعماقي بشراهة عاشقٍ يريد أن يحضن محبوبتهُ التي لم يراها منذُ زمن، وأكاد أُصبحُ كمجنونٍ يريد أن يطوف العالم كلهُ ويكتب اسم كوباني علىٰ جدرانه دون استئذان.

ولِدَ حبي الأول في كوباني وتعرفت علىٰ نفسي لأول مرة في كوباني وكتبت أولى قصائدي في كوباني، كوباني بالنسبة لي هي كل شيء إنها الانتماء الأول والأخير.

 

س _ يقال بان الشاعر الحقيقي هو الذي يصل بقصيدته إلى روح الشعر . كيف يصل الشاعر إسماعيل أحمد بقصائده إلى روح الشعر؟

 

ج -اكتب القصيدة واحييها في اللحظة الحقيقية التي أعيشها بمشاعر وأحاسيس أكثر صدقاً ومفعمة بنشوة الأبداع والتحليق.

 

س _ لك قصيدة بعنوان. وحيد أنا. ربما هناك قساوة في نطق الحزن والوحدة هنا. لكنه واقع يعيش به الكثير مع الأسف اليوم. كيف يصف الشاعر إسماعيل أحمد هذا الحزن وهذه الوحدة وكم من الحكايا عاشها شاعرنا؟

 

ج -جاءت هذه القصيدة بعد الخراب والدمار الذي خلفهُ التنظيم الإرهابي داعس داخل مدينتي كوباني، وحالة الفراغ والحزن الشديدين الذيّن عشتهما حقيقة لوحدي في الغربة، والتفكير العميق بمشاهد الحرب والدمار والشهداء داخل المدينة والمقاومين وكل الذين رحلوا ولم يعودوا ومنهم أنا.

هي حالات استثنائية وصعبة نمر بها حينما لم نجد من يواسينا غير الكلمات الصادقة والوجدانية التي تخرج من عمق مأساتنا غالباً، هناك حالات مشابه وكثيرين يعيشونها نحن السوريون خاصةً، بالأخص نحن الكرد كوننا لا نجد من يساندنا إلا لمآرب أخرى تخصهم.

 

س _ لننتقل إلى المنفى الذي ذهبت إليه مرغما. ترى ما الذي ظل في الذاكرة عن كوباني مدينتك التي تمثل نواتك الشعري بالرغم من الخراب والدمار الذي لحق بها؟

 

ج -كوباني بالنسبة لي هي المرآة التي تعكس أحلامي وذكرياتي من كتابة الشعر والحب وأيام المراهقة، وجل الأوقات التي لا أستطيع أن أعيش دون أن يكون لها الركن الواسع من تفكيري والحس الحقيقي لوجودي كإنسان.

الغربة هي مكانٌ نسكنهُ وكوباني هي من تسكننا رغم كل هذا الخراب وكل هذا الدمار.

 

س _ الغربة تفتح آفاقا جديدة أمام الشاعر ماذا تعني عندك الغربة وماذا أضافت لك من معارفها؟

 

ج -إيجابيات هذه الغربة تكمن في تطبيق القوانين أستاذي العزيز وحق الإنسان في العيش بحياة حرة وكريمة وأمنٍ مستتب، وهذا ما يجعل من المغترب الذي يريد أن يحقق ذاته وشيئاً ما له ولوطنه فإن آفاق التحرك والعمل والنشاط والإبداع مفتوحة على مصراعيها. بالنسبة لي أتحرك ضمن هذه الفرص المتاحة لتحقيق ما هو مجدي ونافع لي ولعائلتي ولشعبي ولوطني بشكل عام.

 

س _ كيف ترى واقع الحركة الشعرية في سوريا بشكل عام وفي كوباني بشكل خاص. ومن يلفت انتباهك من الشعراء المعاصرين؟

 

ج -برأي أن واقع الحركة الشعرية في سوريا بشكل عام نشطة وهناك كتابات جيدة تستحق القراءة والمتابعة وكوباني هي جزء من الواقع الأدبي السوري بشكل عام، هناك الجيد وهناك العادي، طبعاً دون ذكر الأسماء لتفادي الحرج،

برأي الشخصي الشعراء والكتاب السوريين المعاصرين ما زلوا دون مستوى الألم الذي نعيشه أو يعيشهُ وطننا الحبيب وشعبنا الغالي.

 

س _ للمرأة نصيب من شعرك. هل هناك علاقة وثيقة بينها وبين الحرف؟

 

ج -للمرأة الجزء والنصيب الأكبر والأفضل من كل شيء، بها تستقيم الحياة ويستمر وجودنا كبشر علىٰ وجه الأرض، بالمختصر لولاها لما كانت الحياة حياة،

لكل قصيدة من قصائدي معنى ووصف وارتقاء لوجود المرأة لتقديرها وتقدير دورها الرائد في استمرارية العلاقة الإنسانية والحميمية بين الذكر والأنثى وجعل الحب رمز وقدسية في الوجود.

 

س _تغنى شعراء عامودا والكرد عامة بكوباني وبكوا عليها بحروف من نار هل كانت لعامودا نصيب من حروفك؟

 

ج _ لكل جزء من كردستان سوريا نصيب من الروح صديقي والروح لا تتجزأ

ولكم هذه القصيدة التي كتبتها أثناء وقوع الجريمة الشنيعة بين الأخوة في عاموده الحبيبة وكانت لحظات فظيعة وصدمة مرعبة عشناها في ذلك الوقت:

 

عاموده ياحبيبتي…

يا وجه الأجمل في مرآتي

يا خاصرة وطني الضائع

اليوم البسوك ثوب الفرح

من جديد…….

استكملو المراسم للوداع

شقيقتك الكبرى. …..

قامشلو….أندبت جبينها للأرض

ثم غنت….”لي لي غريبه وره مره”

وغفت……..

كوباني هي الاخرى…

نكست راياتها تحت قدميك….

ولم تعد تحلم……

اغتالوك واغتالو كل احلامنا الحره

اعتذر منك…….يا جكرخوين

فقد اصبح دم الكردي للكردي كالنبيذ

بافه فلك…….آآآآآآآه يانسرين هللي

يا شيرين زغردي…..

قاتلوك يا عامودا بلا هويه…

من الأدغال قادمون. …

من تحت ركام الحقد والكراهية

لم تحملهم رحم إمرأه….

إنهم من رحم الخنازير….

افرح يا زردشت ياحبيبي افرح

فديانتنا ستنتصر…عما قريب..

الدمعة في الاحداق غاليه…

يا طفولتي لا تنتظري….

فاللحن قد عزف. ….

والتوابيت أُلقنت

ونفحات الربيع خجلة هذه السنه

فعامودة أُحرِقَت أزهارها….

من جديد…

 

س _ربما فاتني سؤال او سهوت.  هل يستطيع إسماعيل أحمد ان يجيب من خلال هذا الحوار عن شيء ما يريد البوح به؟

 

ج -أريد أن أشكرك جزيل الشكر الاستاذ والشاعر نصر محمد علىٰ هذا الحوار الممتع والأسئلة الذكية والجميلة والتي أجبرتني علىٰ البوح بكل شيء برضىٰ ومحبة، كما الشكر موصول لكل المتابعين الأعزاء، مع تمنياتي لكم ولصفحة سيريناد كل التوفيق ونحو المزيد من التطور والنجاح.

شكراً.

 

س _ الشاعر إسماعيل أحمد نريد ان نختم الحوار معك بقصيدة لها معزة خاصة لديك؟

 

ج -صراحة لكل قصيدة لي لها معزة وحب كبير لأنها جاءت في لحظة غير عادية عشتها في الحياة. بما أنك ذكرت قصيدتي وحيدٌ أنا في إحدى الأسئلة سأهديها لك ولجميع المتابعين الأفاضل.

 

وحيـدٌ أنـا

 

وحيدٌ أنا

ووحيدٌ هذا الكرنفال اللاهوتي

على شفتي السوداء

 

لم يعد لديّ سكر

حتىٰ أنثره علىٰ الراحلين في شوارع الحرب

داخل المدينة

إنهم ماضون في سبيلهم دون خوف

 

الجدران وحدها من تقيم صلوات

الوداع علىٰ مرورهم في لحظات

صمت تُمحىٰ فيها كل أبجديات الوجود في العالم

ودون كلمة حق خلف عيونٍ شارده

 

لستُ هنا كي أموت وحيداً هذا المساء

غبار كل هذه السنين مضىٰ على مهل

لم تكن ل وردة أن تزهر

لو أن الحب لم يلد هذا الربيعُ قصراً

 

أحتفظ بكل شيءٍ في داخلي

أنا الذي قرأتُ عناوين من حفروا ذاكرتي عنوةً

 

أيها الماضون خلف التراب

به سنرد أيامكم الى الله في النهاية

 

امنح لي صوتك قليلاً

وعد الىٰ سماء طفولي

وخذ

كل الأحلام وكل الخيبات

 

لن أموت وحيداً بعد كل هذا الخراب


عن Xalid Derik

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

x

‎قد يُعجبك أيضاً

صدور العدد (21) من مجلة شرمولا الأدبية Hejmara (21) a Kovara Şermola Derket

  صدور العدد (21) من مجلة شرمولا الأدبية   صدر العدد (21) ...

السهل الممتنع في ديوان “للحبر رائحة الزهر” للشاعر نصر محمد/ بقلم: ريبر هبون

وظف نصر محمد الإدهاش مغلفاً إياه بالتساؤل مقدماً اعترافاته الذاتية على هيئة ...

شعاراتٍ العربْ / بقلم: عبدالناصرعليوي العبيدي

فــي  شعاراتٍ العربْ دائــماً تَــلقى الــعجبْ . رُبّما  المقصودُ عكسٌ لستُ أدري ...

 القراءة :النص بين الكاتب والقارئ/ بقلم مصطفى معروفي

من المغرب ــــــــــــ بداية نقول بأن أي قراءة لنص ما لا تتمكن ...

جديلة القلب/ بقلم: نرجس عمران

عندما تضافرتْ كلُّ الأحاسيس في جديلة القلب أيقنتُ أن رياحكَ هادرة ٌ ...

على هامش تحكيم مسابقة تحدي القراءة / فراس حج محمد

من فلسطين تنطلق مسابقة تحدي القراءة من فكرة أن القراءة فعل حضاري ...

نســـــــــــــرين / بقلم: أحمد عبدي 

  من المانيا “1”   توقف البولمان  في المكان المخصص له  بعد ...

أناجيكَ ياعراق / بقلم: هدى عبد الرحمن الجاسم

أناجيكَ بين النخلِ والهورِ والنهرِ وأشكو لكَ الإبعادَ في الصدِِّ والهجرِ إلامَ ...

واحة الفكر Mêrga raman