الرئيسية / خواطر ونصوص شعرية / قديستي…. تطلقُ حمائمها / بقلم: مرام عطية

قديستي…. تطلقُ حمائمها / بقلم: مرام عطية

قديستي…. تطلقُ حمائمها / بقلم: مرام عطية

—————————

أمِّي، لا ترحلي الآنَ ، انتظريني ، أيَّتها القديسةُ المباركةُ لاتغادري دارنا الحبيبةَ ،امهليني رنوةً من عينيكِ السماويتين  و ساعة من وقتكِ الثمينِ ،لأشربَ فنجانَ قهوتي الأخير معكِ ، و أطعمَ من كعكِ يديكِ بعيداً عن همومِ العالمِ الظالمِ و شروره

أضناني الشَّوقُ لابتسامتكِ الدافئةِ وهي تضمني إلي رياضِ الجنانِ

أمِّي يبستْ أغصاني بفراقكِ فضميني اليوم إلى غيمةِ صدركِ الوارفةِ فأنا مازلت طفلةً تلثعُ أمام جلالكِ

و فراشةً تطمعُ بحدائق دلالكِ، فأينَ راحتاكِ تمسدُ شعري ،و تغمرُ روحي بتينها و عنبها كعادتها

لا أدري أ أخبركِ عن رحلتي الشاقةِ في التعليمِ والأمومةِ أمْ عن بعض انتصاراتي على الأوجاعِ ،لكن عديني ألاَّ تحزني من رمال خيباتي ، و شلالِ إخفاقاتي ، فالزمنُ يتقدمُ عمراً ياحبيبتي ويصعدُ نحو الأسفل أخلاقاً و إيماناً

كل ماأعلمهُ أنَّني سأرهفُ السَّمعَ لأبجديتكِ و همس حروفكِ ، فلا حكمة تعلو كلماتكِ، ولا عذوبةَ تفوقُ موسيقا حروفكِ

انزلي من عليائكِ شمساً تضيء دروبي وسأدعو كل أشقائي الذين شتَّتهم الزمانُ بغيابكِ لحفلة حبٍّ أبدية الروعة ، فلقد اشتاقوا لسنا طلتكِ و بهاء حضوركِ .

و أنتَ أيُّها البردُ القاسي ابتعدْ عنَّا قليلاً ، خفِّف من سياطِ لسعكِ ، و قفْ خاشعاً أمامَ قديستي ، دعني أستمتعْ بوهجِ حنانها ، و أتذوقْ حلاوةَ دفئها ، فهذا اليوم ستطلقُ أمِّي حمائمها إلى الرفيفِ الأعلى وتودعنا للأبدِ .

————————-

مرام عطية

عن Xalid Derik

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

x

‎قد يُعجبك أيضاً

أمة العرب والأمم المتحدة / بقلم: خالد السلامي

يعتبر العرب وخصوصا العراق ومصر وسوريا والسعودية ولبنان من اوائل المشاركين في ...

من عمق المجتمع، جداريات بجمالية داهشة للقاصة زلفى أشهبون/ بقلم: بوسلهام عميمر

                        ...

تخفي الهشاشة في زمن مغلق/ بقلم: مصطفى معروفي

شاعر من المغرب ـــــــــ صدِّقوا الطير إن هي مدت مراوحها في دم ...

رحل بيتر هيجز: الرجل الخجول الذي غير فهمنا للكون/بقلم جورجينا رانارد/ترجمة: محمد عبد الكريم يوسف

  اشتهر البروفيسور بيتر هيجز بهذا الشيء الغامض الملقب بـ “جسيم الإله” ...

القيم الاجتماعية في عشيق الليدي تشاترلي للكاتب دي اتش لورنس/ محمد عبد الكريم يوسف

في رواية دي إتش لورانس المثيرة للجدل، عشيق الليدي تشاترلي، يلعب موضوع ...

آهٍ إن قلت آها / بقلم: عصمت دوسكي

آه إن قلت آها لا أدري كيف أرى مداها ؟ غابت في ...

الكتابُ … / بقلم: أحمد بريري

  الكتابُ خيْرُ صحْبي فيهِ تلقَى المعْلوماتِ منْ علومٍ وقرِيضٍ وتاريخِ الموجوداتِ ...

أحلم بعيون ذكية / بقلم: سامح أدور سعدالله

أحلم بعيون ذكية أتغمض عيناي الغبية  ذكائي؟ تلك هي المعادلة التي تحتاج ...

واحة الفكر Mêrga raman