الرئيسية / آراء قكرية ونقدية / قراءة لنص “العالم لا ينتهي” للكاتبة فوزية أوزدمير/ بقلم: إبراهيم رياض

قراءة لنص “العالم لا ينتهي” للكاتبة فوزية أوزدمير/ بقلم: إبراهيم رياض

قراءة لنص “العالم لا ينتهي” للكاتبة فوزية أوزدمير/ بقلم: إبراهيم رياض

ــــــــــــــــ

عندما يكون البوح هكذا طرح مؤطر بعظيم الشجن … ويأتي البيان علقم بطعم الحنظل … وصورة المدى بلون الصدأ الذي يعلو الوجوه… ورجع الصدى وجع أصاب النفس … والقائمون على الأمر بوضع الفُحشِ … فلا غرابة إذن أن تتنفذ وتتحكم الحيوات الخسيسة بمصائر البشر وتبيت الحياة مدرسة لأفكارٍ عبثية شديدة الظلمة … هكذا هو حال الذات الساردة باتساع أفق الرؤية وسكنى أنماط متنوعة شديدة الدلالة حسب موقعها داخل النص وتأثيرها في السياق العام من حيث التوقيع والتشبيه والوصف … .

نص مفعم بالحزن لذات محاصرة بين ذراعيّ حياة مجنونة رداً على بلادة الحس والعيش على حواف الأمكنة دون القدرة على الرسوخ وامتداد الجذور الباحثة عن الخصب .

تتبنى الذات الشاعرة نماذج تحكي الفكرة المراد التعبير عنها بدلالة رمزية شديدة التركيز وعظيمة الوقع على بساط السطح محدثةً ضجراً وقتلاً للصمت ..

دون كيشوت وحلمه الغير متحقق وتابعه سانشو وبغله وما بين هذا وذاك من مسافة الحلم والدافع للفعل مما يؤكد للمتلقي المصير المحتوم بالفشل وضياع العمر في عبث واضح ومما يستتبع القول بعد ذلك بعظيم التشبيه للتقزم ( حشرة الذباب ) ومحيطها ( بركة الحساء ) ومن ثم الغرق والموت طمعا عن غايات غير مدركة بالجبر .

ولتعظيم الوجع تلجأ الذات الساردة لبديع المفارقة بين هذا السالب من أمرها إلى موجب الناحية المقابلة ولكن بطعم وشكل العسل الأسود وذاك التغني بالتهام تفاحة الخلد الذي لا يبلى مما أوقع النفس في المعصية الأولى في الحياة الدنيا ومن ثم البحث عن ( أحجية ) ويا لها من دلالة من الموروث المقدس تفك عقدة اللسان أملاً في العفو وتحقيق النبوءة بطريقة عبثية عشوائية على تذوق الأشياء الحلوة ، والقذرة ، والبشعة .

نص متخم بالتوريات وما وراء الكلمات …. طرح يحتاج لبراعة التأويل وقراءة المغلق من البيان وعن المسكوت فينا

.العالم لا ينتهي ..

يتثائب بليدا ً، ومملاً ، ومتحذلقا

حيوات خسيسة ..

مدرسة لأفكارٍ سوداء

أغاني بلوز تبث موتها الصغير

في يوم النّهود والأوراك الصغيرة

يقودني في أغلب الأحيان إلى الجنون

لأنه ليس هناك شيء آخر

أريد أن أعيش على حواف اللامكان

فزاعة غير مسمية

محاصر بين ذراعي حياة مجنونة ..

لم أنسجم معه ..

يسألني مازحا :

إلى أين ستهاجر المرة القادمة .. !?

فيما أنت تعجنينني وأنا أختمر كالخبز

أنسال كديدان تعرية الصمت في أرق الجماجم

أرتطم بمطبات عرس الجحيم

وأصطحب القطة السوداء على ركح الهاوية

في نزهة ليليلة

مثل عجوز كادحة ،

أشعر بالنعاس

رأسي دون كيشوت وطواحين هوائه ..

بينما سانشو وبغله يركلان مؤخرتي فأسقط كذبابة في الحساء

أمي ..

أنا مجرّد فأر تجربة .. !

شيء لا مثيل له ..

وكماً آخر من الجمال والفكاهة

الأمر المحزن في الموضوع

أتغنى بالتهام التفاح ضمن موضوع

( كيف )

أبتسم على طريقة بوذا

بناء على أعمالي – السيئة – في غالب الأحوال ولساني البذيء

ربما هي أحجية

أن النبيذ يفك عقدة اللسان

يقطع الحياة بقطارٍ فلسفي باحثاً عن الله

هذه الحرية تربكني ..

إذا تحققت نبوءة والدي بين الماضي والحاضر

بطريقة عبثية عشوائية على تذوق الأشياءالحلوة ، والقذرة ، والبشعة .. !!


عن Joody atasii

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

x

‎قد يُعجبك أيضاً

(حينَ عشِقْتُ روحَكَ… / بقلم: سلوى الغانم

كان لي مع عينيك رحلةً طويلة حكاية خيال.. ومُزُنِ حُبٍّ.. لا أرتوي ...

عاشقتي… /بقلم: سلمان إبراهيم الخليل

مدي ذراعيك وعانقي احلامي يشدني الحنين في غربتي يغوص في شغف أيامي ...

يثقلني الهدوء…/ بقلم: فوزية اوزدمير

تقتحمني حمى الليل برعونتها السردية غير المتأججة ، بعينين لامعتين حانقتين ، ...

عيناكَ… / بقلم: راميار سلمان

عَيْنَاكَ أمطار صَيْفِيَّة تراتيل عشق صوفية وَ دهشة قبلة هَارِبةٌ مِن لهفة ...

قبيل انسدال الستار/ بقلم: أنور يسر

لأحكي من السرد كل الرواية قبيل انسدال الستار ضعوا في جيوب (الأنا) ...

سأمقت كل اجزائي/ بقلم:سهام الباري

  سأمقتُ كلّ أجزائي وأدفنُ ذلك الجوهر وأنقشُ ريشتي السودا لتطمس عيده ...

يا حبيبتي../ بقلم : محمود صالح

أثِقُ بالقصيدةِ عندما تُلقي برأسِها المُجْهَدِ على صدرِك لدَيها من الوفاءِ .. ...

أجنحة اليقين / بقلم: رشا فاروق

على ثوب الليل حفرت آهتي كانت الريح تحمل وحدتي قصيدة تتلوها العواصف ...

واحة الفكر Mêrga raman