دليل الحب/ بقلم: مي عطاف
ـــــــــــ
“ودليل الحب عمايل”
كان بإمكاني أن أخذ حرارتك بميزان حرارة ديجتال وأن أقيس نبضك بالجهاز وأن أحمل كأس ماء وحبتي دواء وأقدمهم إليك …ستشكرني وأرد كما لو كنت ممرضة في مشفى: هذا واجبي .
لكني لم أقم بذلك وفضلت أن أخذ حرارتك بترك شفتي على جبهتك وباطن كفك وبطنك ثم أقول لك انفخ في باطن يدي وأصابعي تداعب شفتيك .. لأخبرك أن جسدك فاتر قليلا ..وأقيس نبضك فأتحسس بإبهامي جريان دمك ..وأضع رأسي على صدرك أستمع لقلبك ..أهٍ يا قلبك … ثم أطبع قبلة سريعة على كتفك وأخبرك أني سأخرج من البيت لفترة قصيرة .
أعود وبيدي أكياساً من الخضار والفواكه ..أمضي إليك وبيدي كحول ووعاء به ماء و قطعة قماش صغيرة …أسكب الكحول على أسفل قدميك وأمرر يدي عليها ..وكذلك على بطنك وأسفل إبطك …لم أقل لك حرارتك مرتفعة ..وأنت الذي تقلق من ارتفاع الحرارة إذ يذكرك بوالدك الذي ارتفعت حرارته يوماً فمات …أعصر قطعة القماش وأمددها على جبينك وأنا أحكي لك عن جارنا العجوز الحليوى الذي يغمز لي كلما مررت من أمام بيته ..ستضحك لأنه يعجبك وتعتبره قدوة في “النسونجية ” .
أقبل جبينك لأشعر أن حرارتك قد انخفضت …أمضي للمطبخ لأجهز لك حساء تقوي جسدك ويمنحك طاقة ..أطعمك بيدي رغم تأففك بأنك لست طفلاً صغيراً …أطعمك الفواكه بيدي كذلك.
أمسح فمك بمنشفة مبلول طرفها بالصابون و الطرف الآخر بالماء ثم أمسح ذقنك وصدرك الذي تلوث حين ضحكت بصوت عال فنشر زفيرك الحساء .
كان بإمكاني أن أناولك الدواء وأجلس بجانبك حتى تغفو ..لكنني أردت أن أقول لك في كل لحظة إهتمام كم و كم وكم أحبك وأحبك وأحبك.
