الرئيسية / إبداعات / كم الساعة الآن؟!/ منيرة سعدة خلخال

كم الساعة الآن؟!/ منيرة سعدة خلخال

 

كم الساعة الآن؟ !

 

 

تبعثر الوقت في لجج الحيرة،

تخلخلت أوتار زمانه

تفسّخت في بهو عمياء أنواره..

تنآى عن بئر أسرارها

سلالات الكلام..

ثم لاح في وفرة الضباب القبيح..

لم يعد يلتقي نهاره،

لا في منتصف الصّحو،

ولا في منتهى الشوق..

 

 

 

وتخلّل سهوه،

ضياع ليله منفرطا

من سمّ البياض الفريد..

وعند النقطة الفاصلة..

تناهى إلى مسمعه شك فادح

أسرى به تغريد طائر

غريب الشدو..

سلك البحر ميمّما شطر الحَرقة، الحُرقة، الاحتراق..

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

توهّج بخلده سحر النماء

استيقظت بباله ذكريات الحياة..

استبشر ثورة، فاح عطرها،

تلألأ قطرها على جبين الموت..

وذاع من فوهة “يا سمينها”..([1])

صيت الفلاح..

 

 

هل كان الوقت مساءً،

هل كان الوقت صباحا،

هل كان له وجها يشبهه

قبل ذاك الضياء..

 

أعيدي للوقت وقته

قامت سنابل تعدو

في تقاسيم الغرابة

وتهتف:

يا حنين الكرامة

يا ماء الحياة

 

أطبق بالنسيان على السبع العجاف..

 

 

أراد الوقت أن يحجب ظلّه

الذي ارتضته له الجهالة

من جملة ما روّجته

أحلام التيه،

وعصبية العتمة،

عن مستقبله الفضّي،

بديع الأغنيات،

التي تسبق عادة ما تسبق

الأعياد بليالي الأنس والفرح..

 

 

 

 

 

 

الوقت، هذا الوقت

ما اسمه،

ما لونه،

ما قوله فيما أراه..؟

ما تقديره لهفوة الريح

يعتريها الصّمت

فتمضي ساكنة في عين النعاس

 

 

لبسطة الموج غير الكريمة،

لانفلات الزمام بمدّ غضوب..

تحسّس قلب الأرض

من بعد غفلة

فتناثرت فجأة أعمار

وفاضت آيات..

 

 

ما بال الوقت

يعجّ  باللاّوقت ؟ !

بامتلاء الفراغ بحدّة الامتلاء ..

صهوة الحضور..

يعتليها فرسان من غابر الأزمان

من سالف الذكر..

يا وحشة ما بعد الأوان..

 

 

 

مارس 2011

 

 

 

 

منيرة سعدة خلخال/ الجزائر

شاعرة

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

([1]) –ثورة الياسمين بتونس سنة 2010.

عن Xalid Derik

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

x

‎قد يُعجبك أيضاً

أمة العرب والأمم المتحدة / بقلم: خالد السلامي

يعتبر العرب وخصوصا العراق ومصر وسوريا والسعودية ولبنان من اوائل المشاركين في ...

من عمق المجتمع، جداريات بجمالية داهشة للقاصة زلفى أشهبون/ بقلم: بوسلهام عميمر

                        ...

تخفي الهشاشة في زمن مغلق/ بقلم: مصطفى معروفي

شاعر من المغرب ـــــــــ صدِّقوا الطير إن هي مدت مراوحها في دم ...

رحل بيتر هيجز: الرجل الخجول الذي غير فهمنا للكون/بقلم جورجينا رانارد/ترجمة: محمد عبد الكريم يوسف

  اشتهر البروفيسور بيتر هيجز بهذا الشيء الغامض الملقب بـ “جسيم الإله” ...

القيم الاجتماعية في عشيق الليدي تشاترلي للكاتب دي اتش لورنس/ محمد عبد الكريم يوسف

في رواية دي إتش لورانس المثيرة للجدل، عشيق الليدي تشاترلي، يلعب موضوع ...

آهٍ إن قلت آها / بقلم: عصمت دوسكي

آه إن قلت آها لا أدري كيف أرى مداها ؟ غابت في ...

الكتابُ … / بقلم: أحمد بريري

  الكتابُ خيْرُ صحْبي فيهِ تلقَى المعْلوماتِ منْ علومٍ وقرِيضٍ وتاريخِ الموجوداتِ ...

أحلم بعيون ذكية / بقلم: سامح أدور سعدالله

أحلم بعيون ذكية أتغمض عيناي الغبية  ذكائي؟ تلك هي المعادلة التي تحتاج ...

واحة الفكر Mêrga raman