الرئيسية / قصة / الموت مبكرًا / بقلم: ماهر طلبه

الموت مبكرًا / بقلم: ماهر طلبه

الموت مبكرًا 

بقلم: ماهر طلبه

قصتان قصيرتان

ـــــــــــــــــ

الموت مبكرًا

كان يجلس بجانبي حين دخل مدرس الدين ينعق كالغراب بأن سعدا مات غرقا في البحر، كنا أطفالا في التاسعة من عمرنا، لم يكن أغلبنا يعرف الموت بعد، لم يقابله أو يواجهه… لكننا كنا نعرف البحر، نراه كل صباح -ذاهبون إلى المدرسة أو عائدون منها-نائما بين ضفتين دون غطاء، هذا البحر الذي حين كبرنا عرفنا أنه ليس بحرا، بل مجرد نهر يتحكم فيه ويروضه سد عالي. يومها طلب منّا مدرس الدين أن نقرأ لروح سعد الفاتحة لعل الله يغفر له ويدخله جنته، وخرج ليكمل يومه ويعلن خبره على باقي فصول المدرسة وتلاميذها…

سألني – الجالس بجانبي-: هل تحفظها؟

أجبته بهزة رأس.. طلب منى أن أكتبها له في كراسته.. ليقرأها لروح سعد.. لعل الرب يتقبلها منه ويُدخل سعدا فردوسه.

ــــــــــــــــ

نهاية طريق

قيل في الأثر إن الرجل يسير على طريق أخيه، حتى إنهما يلتقيان في الجنة أو في النار…

ويُحكى… أن سعدًا كان إذا ذهب إلى محبوبته أخذ معه أخاه وصديقه وكاتم أسراره مسعود.. ليقف تحت البيت يشير إليه بعلامات صوتية قبل أن يغشاه الأب أو الأخ أو الزوج، وهو مع محبوبته في السرير.

وعندما وقع مسعود في حب زهرة… ردّ سعد له الجميل، فذهب مرتين إلى زهرة، لم ينسَ في إياهما ذِكر مسعود بالخير، رغم تأوهات زهرة التي لم تتوقف طوال اللقاءين.

ماهر طلبه

عن Xalid Derik

x

‎قد يُعجبك أيضاً

نزل المطر/ بقلم: آمنة بريري

نزل المطر   فاصطبغ الكون بالصفاء والسموّ   وسرت نسمات شذيّة تلامس ...

على نكْءِ الجراحِ أرشُّ مِلحاً / بقلم: عبدالناصر عليوي العبيدي

ولــي قــلبٌ تعاندُهُ الصّروفُ ونــهرُ الــحادثاتِ بــه يحوفُ – إذا تــركَ الــرَّبيعُ ...

غزة غزوات / بقلم: عصمت شاهين دوسكي

منى النفس غزواتها وحدها على كبد شروخها راع الصدود عادة حملت الوهن ...

غزة الأمة وأمة غزة/ بقلم: خالد السلامي

منذ نكبة فلسطين في ١٩٤٨ تلك السنة العجفاء بل وقبلها حين بدأ ...

الظل والقرين/ بقلم: فاطمة معروفي

قصيدة من ديوان “نفس الماء” ضوضاء الصمت…… من حولي تكبل نقطي تمسح ...

أسمال الفزاعة البالية للشاعر بادماسيري جاياثيلاكا / ترجمة : بنيامين يوخنا دانيال

هايكو ( 1 ) أسمال الفزاعة البالية يسحب الحباك خيوطها * من ...

في الجهة الأخرى من الخديعة / بقلم: سالم الياس مدالو

  في الجهة الاخرى من الخديعة تفرك الغربان باجنحتها الشوك العوسج والحنظل ...

حلبجة الجريحة / بقلم: عصمت شاهين الدوسكي

  هلموا اسمعوا هذا الخبر نبأ اليوم قد تجلى حضر من قريب ...

واحة الفكر Mêrga raman