الرئيسية / إبداعات / عندما ترحل/ بقلم: هبة وفيق الأحمد

عندما ترحل/ بقلم: هبة وفيق الأحمد

عندما ترحل/ بقلم: هبة وفيق الأحمد

ـــــــــــــــ

عندما تخرج

أغلق الباب بهدوء

لا تلتفت للوراء

لا ترمقني بنظرة وداع ملتيدرامية !

اخرج بصمت…

مع أحلامك سماءك وغيومك الخشبية…

لا تترك آثارا لدموعك على وجوه الطرقات

لاتثر الرعب في قلوب فزّاعات الطيور

لا تقلق

سيكون كل شيء على مايرام

سأتخلى عنك وأكتب عن

وفاء الثعلب

وحكمة ابن عرس

ودفء أحضان الغول

وهدوء القردة

وهيبة الجرذان

عن جروح يتراقص فوقها دخان البارود

كما الشياطين..

والآن!

بعد رحيلك عرفت

أن السعادة تنهار بلحظة واحدة

والشتاء يجف عندما تخطئ الغيوم الخطى

والنهر ينضب عندما يضل الماء الطريق

والأغاني تنتحر على مشانق الندم

عندما يفقد الحب الطمأنينة !

والسنونو يصاب بالزهايمر عندما تكسر عاصفة الحرب القرميد !

بعد رحيلك ….

سيكون لدي مشاكل فارغة أكثر

لأعيش حياة ممتلئة أكثر

أتأمل الغبار وهو يضيء كما النجوم…

أستمع لصفير اليراعات في ليالي الصيف

وبهدوء وقح

اتابع المد والجزر في عيون فقدت البوصلة

تلهث..

تبحث عن الدب الأصغر والأكبر

في سماء ليست لها …

أدون أرقاما لمجازر ببطولات زائفة

أرنو لوقار الظلم وهو يمسح كفيه بمنديل نسوة

ملت البكاء …

أغلق الباب بهدوء …

أرجوك !

كيف أواجهك وأحيا بطمأنينة ؟!

بقانون الطبيعة :الوحش يبطش بالوحش

وبقانون ألوهية الأرض :الإنسان يفتك بالإنسان

تلك المعادلة القذرة !

سأتقنها …

لتلاحقني

لعنات الأيتام

وأصابع العجائز

وأفواه الجياع

وصرخات مواليد الحرب

وأجساد أرضعوها حجارة ليحولوا جلودهم لقارات (على جميع الأشياء أن تسقط )

لذا سأصلي

ليصبح كل شيء على وشك الانقراض …

لأجل

فيضانات اكثر

ونار اكثر

ومجاعات اكثر

ورصاص أكثر

وندم أكثر

لأرتدي طقس الوقار

لكن

قبل أن أتخذ اي قرار

سأنتظر وأنتظر ولو لسنوات

أكوي أكفان الاموات

أحوك اقدام المهجرين بالأرض

أنسج توابيتا من خيوط العناكب

أراقب الموت من بين شقوق الأبواب

ليهل عليّ بنفس الأخبار القديمة

أن أبي وضع رأسه على النار

ووقف يراقب احتراقه

وأن وحده الدود يبكي أطفالا مغدورين في السرير

والآن

سأحتفي بلذة الإنتصار

أجهزت عليك بيدي !

ليرسموني لوحة

او يسكبوني نبعا

أو يذرفوني دمعا في أنهار رمادية

فتنسلّ الخيم من تحت رؤوس المشردين

وتهرب السماء من بين أجنحة الطيور

مطولا….

سأطوف

وأطوف

حول النار

وأغني كطفلة إفريقية أضاعت كسرة خبز

أحدثها عنك

وأقول

أجهزت على ضميري بيدي !

هبة وفيق الأحمد .

عن Joody atasii

x

‎قد يُعجبك أيضاً

(حينَ عشِقْتُ روحَكَ… / بقلم: سلوى الغانم

كان لي مع عينيك رحلةً طويلة حكاية خيال.. ومُزُنِ حُبٍّ.. لا أرتوي ...

عاشقتي… /بقلم: سلمان إبراهيم الخليل

مدي ذراعيك وعانقي احلامي يشدني الحنين في غربتي يغوص في شغف أيامي ...

يثقلني الهدوء…/ بقلم: فوزية اوزدمير

تقتحمني حمى الليل برعونتها السردية غير المتأججة ، بعينين لامعتين حانقتين ، ...

عيناكَ… / بقلم: راميار سلمان

عَيْنَاكَ أمطار صَيْفِيَّة تراتيل عشق صوفية وَ دهشة قبلة هَارِبةٌ مِن لهفة ...

قبيل انسدال الستار/ بقلم: أنور يسر

لأحكي من السرد كل الرواية قبيل انسدال الستار ضعوا في جيوب (الأنا) ...

سأمقت كل اجزائي/ بقلم:سهام الباري

  سأمقتُ كلّ أجزائي وأدفنُ ذلك الجوهر وأنقشُ ريشتي السودا لتطمس عيده ...

يا حبيبتي../ بقلم : محمود صالح

أثِقُ بالقصيدةِ عندما تُلقي برأسِها المُجْهَدِ على صدرِك لدَيها من الوفاءِ .. ...

أجنحة اليقين / بقلم: رشا فاروق

على ثوب الليل حفرت آهتي كانت الريح تحمل وحدتي قصيدة تتلوها العواصف ...

واحة الفكر Mêrga raman