الرئيسية / إبداعات / العشّاقُ مرضى دائماً / بقلم: فراس حج محمد

العشّاقُ مرضى دائماً / بقلم: فراس حج محمد

 

العشّاقُ مرضى دائماً

(من ديوان وأنتِ وحدك أغنية)

[لا أتفهَ من عاشقٍ احترقتْ بصيرتُه، ولا أحقرَ من أن تشتاقَ لامرأةٍ هجرتكَ دونَ سببٍ وجيه]

 

بقلم: فراس حج محمد| فلسطين

ـــــــــــــــ

العشّاق مرضى كالشّعراء تماماً

لا فرق بينهما

إلّا بوحيٍ لطيف يُداهِمُ الخيالَ

ويستريح على رؤوس الجنون

العشّاق يتخيّلون الماء النازف في المطر

طقسَ تعميدٍ مقدسْ

فيغرقون في انهمار الضوءْ

ويستلقون على جنوبهم لاهثينْ

العشّاق يصيبهم مع الزمنْ

داء الشفاء من الشفاءْ

ينتقلون في أبراجهم العليا وأمزجتهم الأرضيّةْ

ويستغلّون الفراغ الناعم بينهمْ

العشّاق يتبجّحون بأنّهم أطفالُ الزغب الأبيض

وبأنّ أغنياتهم ما زالت تشرب من نهر عذبْ

مقتنعون بأنّ داخلهم عابقٌ كالنسيمِ

كفيروز القهوة الصباحيّة عند السابعةْ

العشّاق توهّموا يوماً

بأنّ الله أعطاهم رحيق الفردوس الأعلى

فصادقوا الملائكةَ ورجموا الشياطين

فألبسوا النساء عطوراً وزرعوا عيونهنّ رياحينْ

العشّاق يكتشفون عند المحطّة الأخيرةِ

كم كانوا مصابينَ بداء الكلَبِ المسعورْ

يمزّقون الوقت من أجسادهم دونما نهاية

ويكتشفون كم كانوا كلاباً نابحةً في الطريق الطويلة دون أن يعبأ بهم أحد قبيح أو مشوّه

العشّاق يكتشفون كم كانوا شعراء يوماً

وكيف أصبحوا سياسيّين فاشلين على موائد الانقضاض غير الرحيمةِ التي تقتات جلودهم كلّما فتح القلب مساحيق الحنين المستبدّةِ بالخفايا

العشّاق يكتشفون كم كانوا حقيقيّين مثل الوهمِ

مثل الشعرِ

مثل الماءِ

مثل الأغنيةْ

مثل كلّ شيء عدا أنّهم

مدجّنون وخائبون

مثل حيوان أليفٍ آلفَ الذلّ فتمدّد واستراح لركلة الرِّجْلِ الخفيفة بابتسامتها الغريقة بالبرَد

 

 

 

العشّاق مُفَتَّتون في النواصي الخاطئةِ الكاذبةْ

أبيضهم كشيء ليس أبيضْ

وحُبَيْباتُ اللقاح في كلّ لقاءٍ عارية الحرارةْ

فالعشّاق ليسوا بأكثر من خلايا عفنة

يسيل منها القيحْ

تخصفُ في خجلْ

العشّاق مثل “الكافرينَ” الآخرينَ.. منافقونْ

“يفعلون ما لا يقولونْ”

ويختبئون في تلك الظلالِ المعتمةِ

ويحتلمون بالغيمة القاحلة

فيموت أمثلهم كأمثلهم طريقةْ

يموتُ أنبلهم عطشْ

العشّاق منمّقونَ.. مزخرفونَ

وخارجون عن الحدّ الطبيعي للمجاز

وداخلو قلبٍ النبات بلا إذنٍ من الغربةْ

ومدجّجون بالاصطلاحات البعيدة في اللغةْ

لكنّهم لا يعرفون الحدّ الفاصل بين كلّ محارتينْ

العشّاق صنّاع أشرعةٍ بلا بحر ولا موج ولا ريح وعاصفة وسدّ

العشّاق مجداف قديم قد تكسر في كلّ طلعةِ سردْ

العشّاق لا ينفصلون عن الريح وعن متن القلقْ

العشّاق مثل الوقت، يلتهمُ الانتظار قلوبهم

ويبتكرون التصالح مع جنينٍ ميّتٍ

لا يختلفون عن الرملِ سوى أنّهم أقلّ تماسكاً

وتناظراً في الزوايا القائمةْ

العشّاق مفتونون وفتنتهم بلا حدٍّ

وليس لها حرسْ

سيظلّون مصابين بداء الداء

صرعى بالكلَب

يتصوّرون الماء يخلو من الأكسجينْ

ويلهو بتكتكات الريح شيءٌ من هربْ

عن Xalid Derik

x

‎قد يُعجبك أيضاً

صدور العدد (21) من مجلة شرمولا الأدبية Hejmara (21) a Kovara Şermola Derket

  صدور العدد (21) من مجلة شرمولا الأدبية   صدر العدد (21) ...

السهل الممتنع في ديوان “للحبر رائحة الزهر” للشاعر نصر محمد/ بقلم: ريبر هبون

وظف نصر محمد الإدهاش مغلفاً إياه بالتساؤل مقدماً اعترافاته الذاتية على هيئة ...

شعاراتٍ العربْ / بقلم: عبدالناصرعليوي العبيدي

فــي  شعاراتٍ العربْ دائــماً تَــلقى الــعجبْ . رُبّما  المقصودُ عكسٌ لستُ أدري ...

 القراءة :النص بين الكاتب والقارئ/ بقلم مصطفى معروفي

من المغرب ــــــــــــ بداية نقول بأن أي قراءة لنص ما لا تتمكن ...

جديلة القلب/ بقلم: نرجس عمران

عندما تضافرتْ كلُّ الأحاسيس في جديلة القلب أيقنتُ أن رياحكَ هادرة ٌ ...

على هامش تحكيم مسابقة تحدي القراءة / فراس حج محمد

من فلسطين تنطلق مسابقة تحدي القراءة من فكرة أن القراءة فعل حضاري ...

نســـــــــــــرين / بقلم: أحمد عبدي 

  من المانيا “1”   توقف البولمان  في المكان المخصص له  بعد ...

أناجيكَ ياعراق / بقلم: هدى عبد الرحمن الجاسم

أناجيكَ بين النخلِ والهورِ والنهرِ وأشكو لكَ الإبعادَ في الصدِِّ والهجرِ إلامَ ...

واحة الفكر Mêrga raman