الرئيسية / خواطر ونصوص شعرية / في عامودا / بقلم: نصر محمد

في عامودا / بقلم: نصر محمد

في عامودا / بقلم: نصر محمد

ــــــــــــــــــــ

 

// تسير السماء على الطرقات القديمة حافية فما حاجة

الشعراء إلى الوحي الوزن القافية … !! //

 

في عامودا

 

// ينام الغريب واقفا على ظله واقفا مثل مئذنة في سرير الأبد لا يحن إلى بلد أو أحد … !! //

 

في عامودا

 

// نموت عشقاً وفناءً فيمن نحب قبيل مخاض ولادتنا …!! //

 

في عامودا

 

// نعطي الخبز لخبازه فيأكل نصفه من باب الموارنة …!! //

 

في عامودا

 

// نكتب على جدران المدارس ” لا تتبول هنا يا حمار “. !! //

 

في عامودا

 

// يسقطُ الحذاء من قدم سندريلا، فيشوطه الأطفال وتهرشه القطط، ثم يشعله شحاذ بردان وتنتهي الملحمة العاطفية …!! //

 

في عامودا،

 

// يحنُّ العصفور على صياده الأحول فيهديه عشاً وجناحاً للترضية …!! //

 

يا صباح عامودا تمهّل …قلتها وموعد السفر يقترب. ساعات تفصلني عن مغادرة عامودا.

مقهى كوي في عامودا من أقدم المقاهي يعود تاريخ بنائه المعماري القديم إلى أكثر من 70 عاما. يقصدها المسنون لشرب الشاي ولعب الورق

 

يديرها المعلم عبد القادر كوي الملقب ب المعلم حنو الخبير في صنع الشاي والقهوة يغوص بين الطاولات ويتابع طلبات الزبائن بروح طيبة الضحكة لا تفارق وجهه الطلق.

 

الكراسي متراصة، وأبخرة الشاي والسجائر تختلط مع رائحة شواء اللحوم من مطعم صبحي طاؤوس ومطعم ياسين قرنو المجاورين للمقهى

 

الموسيقا تنساب تملأ قلبي شجنا بكلماتها: (سلامات سلامات يا الغالي سلامات. ويا الرايح ويا الجاي لابعت سلامات..) .

 

صوفي كوندورو الإنسان الطيب والمتدين الذي أدمن المرور في شوارع عامودا يجول ببصره في كل الاتجاهات وينادي على طفل ضائع ويقول أهل عامودا الكرام طفل ضائع له من العمر خمس سنوات من يجده فليجلبه لجامع ملا دحو وله الأجر والثواب.

 

صبري خلو سيتي الشاعر المنسي كان شاعرا متجولا في

شوارع عامودا وأزقتها يلقي بقصائده للمارة ذهابا وإيابا

وكان ذكيا في اختيار قصائده وإلقاءها ولقساوة ظروفه المعيشية الصعبة لم يهتم كشاعر بتجربته الشعرية فظل نتاجه بعيدا عن النشر

 

بدران الأعمى الشيوعي الأصيل على ظهره آلة الجمبش الموسيقية (يشبه آلة البزق) نزل من قرية كوليجة إلى سوق عامودا قبل العيد بيوم لا يحمل معه غير صوته والته، الحقيقة لم يبقَ عنده ما يحمله غير صوته والته. كان السوق مليئا بالبضائع والبائعين. المواطنون كانوا يعدون على الأصابع، لكنهم لا يحملون شيئاَ معهم ولا حتى صوتهم. نظر في كل الاتجاهات، لم يرَ للعيد مظهراً، أراد أن يصرخ، لم يستطع، لقد سرقوا صوته. صاحَ دون أن يسمعه أحدٌ: لقد سرقوا صوتي، أربد صوتي. وسقط أرضاً وسقط صوته معه ولم يسمعه أحد.

 

خلف أو كما يسميه البعض خلفو كان إنسانا بسيطا يعمل على توصيل الطلبات على البسكليت (دراجة هوائية) مقابل اجر

مادي قليل وعند توصيل الطلب يطلب من صاحب البيت ويقول أنا جائع فيقوم صاحب البيت بسكب الأكل وإعطائه.

قصر بحقه كثيرون وأولهم القريبون منه.

قد يعترض البعض ويقول: ليس مشردا. !! له أهل وبيت.

نعم .. ولكن أي أهل أولئك الذين لا يتفقدون ابنهم مهما كان وضعه العقلي

 

اشتقت لذلك الغيم الأبيض أسفل السماء الزرقاء. اشتقت لقمر عامودا. وشمسها وريحها وغبارها لأرضها لمنازلها الطينية. اشتقت لكل جزء فيها

 

عائدون

عامودا

نحمل المستقبل

على أكتافنا

التي احناها

الانتظار

عائدون

إلى الأشجار

ونقش الذكريات

عليها

عائدون

بصناديق أحلامنا

وحروفك

التي ما برحت

مكانها

في القلوب …!!

 

… حكاية لم تنتهي بعد

 

… نصر محمد ..المانيا

عن Xalid Derik

x

‎قد يُعجبك أيضاً

نزل المطر/ بقلم: آمنة بريري

نزل المطر   فاصطبغ الكون بالصفاء والسموّ   وسرت نسمات شذيّة تلامس ...

على نكْءِ الجراحِ أرشُّ مِلحاً / بقلم: عبدالناصر عليوي العبيدي

ولــي قــلبٌ تعاندُهُ الصّروفُ ونــهرُ الــحادثاتِ بــه يحوفُ – إذا تــركَ الــرَّبيعُ ...

غزة غزوات / بقلم: عصمت شاهين دوسكي

منى النفس غزواتها وحدها على كبد شروخها راع الصدود عادة حملت الوهن ...

غزة الأمة وأمة غزة/ بقلم: خالد السلامي

منذ نكبة فلسطين في ١٩٤٨ تلك السنة العجفاء بل وقبلها حين بدأ ...

الظل والقرين/ بقلم: فاطمة معروفي

قصيدة من ديوان “نفس الماء” ضوضاء الصمت…… من حولي تكبل نقطي تمسح ...

أسمال الفزاعة البالية للشاعر بادماسيري جاياثيلاكا / ترجمة : بنيامين يوخنا دانيال

هايكو ( 1 ) أسمال الفزاعة البالية يسحب الحباك خيوطها * من ...

في الجهة الأخرى من الخديعة / بقلم: سالم الياس مدالو

  في الجهة الاخرى من الخديعة تفرك الغربان باجنحتها الشوك العوسج والحنظل ...

حلبجة الجريحة / بقلم: عصمت شاهين الدوسكي

  هلموا اسمعوا هذا الخبر نبأ اليوم قد تجلى حضر من قريب ...

واحة الفكر Mêrga raman