الرئيسية / آراء قكرية ونقدية / قراءة في قصة د. بديعة لفضايلي “سنابك الخيل الكسيحةّ”/ بقلم: بوسلهام عميمر

قراءة في قصة د. بديعة لفضايلي “سنابك الخيل الكسيحةّ”/ بقلم: بوسلهام عميمر

د. بديعة لفضايلي    

        قراءة في قصة د. بديعة لفضايلي:

            “سنابك الخيل الكسيحةّ”

بقلم: بوسلهام عميمر

ــــــــــــــــــ

قصة فريدة من نوعها مبنى ومعنى. لن نغرق في جانبها البراني وجنسها القصصي

وتصنيفها، سواء بالنظر إلى طولها النسبي (1446 كلمة)، أو تعدد شخوصها (كمال

ورفيقته، شخصيات داخل السجن، بائع النقانق) مع التفاوت البين

في حضورها على مسرح الأحداث، و كذا تنوع أفضيتها بين ساحة

النضال والسجن وجحر بائع النقانق، وامتداد زمنها خاصة رفيقة

كمال، قضت ثلاثة أشهر سجنا عاشت خلالها أهوالا يشيب لها

الولدان، بما تعرضت له من تحرش مثلي فظيع، وما أصبحت عليه من إدمان مخدرات

شديدة التركيز، انتهى بها الأمر بعد خروجها لما هو أفظع بتشمم كيس بلاستيك.

لن نخوض كثيرا في هذه القضايا الخلافية بين النقاد حول عدد كلمات القصة القصيرة، ولا

فضاءاتها المختلفة، و لا تعدد شخوصها. فكاتبة القصة الدكتورة لفضايلي على دراية واسعة

بطبيعتها و بمعمارها، وبالحدود الفاصلة بين أجناس التعبير الأدبية.

إنها باقتدار تجمع بين النظرية والتطبيق. تكتب الشعر والقصة و تحقق المخطوطات،

ودارسات متبصرة لعدد من الأعمال الإبداعية، فضلا عن المؤلفات الفكرية، وممارستها

للتدريس الجامعي بكلية الآداب ابن طفيل بالقنيطرة منذ مدة ليست باليسيرة.

فقد أبدعت في نسج خيوط حبكة قصتها الدرامية، و في سرد مأساة الفتاة التي قضت نحبها

تحت ذلك المبنى المتسامق“، وكذا ما عاشته شخصيتي القصة الرئيسيتين(كمال ورفيقته)،

و ما تتميز به من تكثيف لغوي و انسيابية، وصور جمالية بديعة رغم سوداوية معانيها.

فالكاتبة إحدى فوارس لغة الضاد، تذكر بفحولها القدامى زمن وهجها وألقها.

فقد استطاعت من خلال هذه القصة بمهارة المتمكن من أدوات صنعته، أن تنقلنا على بساط

أحداثها الجسام، لنعيش مأساة أصحاب الشواهد  من خريجي الجامعات ومعاناتهم مع سوق

الشغل. فالشواهد بدل أن تفتح لهم أبواب السعادة على مصراعيها كما يأملون، تتويجا لمسار

دراسي كله تعب ومعاناة، تغدو بابا من أبواب جهنم لا يدرك نهايته، كم واحد يذهب ضحيته

أو يفقد عقله.

فقد أجادت الكاتبة في إدارة الصراع الدرامي في ثنايا قصتها، ابتداء من عنوانها عتبتها

الرئيسية “سنابك الخيل الكسيحة” إلى نهايتها المأساوية، باضطجاع رفيقة كمال إلى جانب

بغل يصارع الموت، غرس بائع النقانق سكينه في وركه ظنا منه أنه ميت، تقول “أحس

عطفا غريزيا تجاه ذلك البغل، أتمثله كمال بصدره العريض، أضطجع إلى جانبه، أحتضنه،

تغمرني النشوة، أشدو: الليل والنجوم والقمر وأنا وأنت ودنيا السهر“. العنوان بلغته

الانزياحية يتساوق فنيا بفحوى القصة الدرامي. كم من قاسم مشترك بين هؤلاء الشباب كلهم

أمل وحيوية وهمة وإقبال على الحياة وطموحات، وبين الخيول “في نواصيها الخير إلى يوم

القيامة” كما في الحديث النبوي الشريف. إنها تعرف بالأنفة و الكبرياء و التفاني في أداء

مهتمها. تكفيها إشارة خفيفة أو لمسة حنونة لتقوم بواجبها وزيادة. ففيها عزة نفس لا

يستشعرها غير من يعاشرها ويتولى تربيتها. يقولون إنها تحزن ولا تبوح، تتألم ولا تنكسر.

أليست أولى بالتكريم؟  فمن أين يأتي الكساح للخيول إذا لم يأتها من غيرها ظلما وعدوانا؟

فنماء الأمم وتقدمها، أنى لها أن تدرك رائحته، إذا شلت حركة شبابها وغلت طموحاتهم

ودقت المسامير في مسارهم فأصابتهم بالكساح تعجزهم عن الحركة والانطلاق. فكمال بطل

القصة ورفيقته، كانا كفرسين جامحين، بعد سباق مع الزمن يحسب بالعقود، كلها مآسي

ومتاعب ومعاناة من أجل الشهادة ظنا منهما أنها جسر عبور نحو الفردوس المفقود، إذا بها

كانت سبب مأساتهم و هلاكهم. فتكسرت كل أحلامهم على صخرة من كان لهم بالمرصاد،

ممن يرى في سعادتهم تعاسته.

إنهما من خلال سياق القصة لم يكونا ممن يولدون وفي أفواههم ملاعق من ذهب أو في

آذانهم أقراط من ألماس، طريقهم معبدة نحو سوق الشغل، بدون الحاجة لا إلى مظاهرات أو

احتجاجات ولا إلى مشادات وكر وفر مع قوات الأمن. وما خروجهما إلى النضال رغم

علمهما بما يحفه من مخاطر، إلا دليلا على همتهما وأنفتهما أنفة الخيول وعزتها. إنهما لا

يريدان أن يبقوا بعد طول سنوات الدراسة عالة على غيرهما. إنهما كغيرهما ممن هم على

شاكلتهما من الأحرار، إيمانهم راسخ بأن الشغل حق من حقوقهم المكفولة بكل الشرائع

الدولية والسماوية، إن طوعا أو كرها بكل ما تتيحه القوانين المنظمة للاحتجاجات السلمية.

ففي البلاد المتخلفة عادة الحقوق تؤخذ ولا تعطى.

بمهارة المتكن من صرة صنعته الإبداعية، انتقلنا معها على صهوة كلماتها الشاعرية بين

أفضية قصتها المختلفة، وإن كانت لم تخرج عن أجواء تطبعها القتامة. فمن ساحات النضال

وما تشهده من شد وجذب بين المحتجين ورجال التدخل السريع بهراواتهم الغليظة، كم مرة

تنتهي بما لا يحمد عقباه، كما نهاية الفتاة التي لفظت أنفاسها بسبب خوضها إضراب الأمعاء

الذاوية، و شخصية كمال المأساوية، وكذا رفيقة دربه في النضال. ركلة واحدة من أحدهم

برأسه الحليق “يرفس كمال يهرس عظامه بحذائه “البرودكان” بركلة كبغل جامح…فتكت

بخصيتيه“، كانت كافية لتفقده رجولته، و من تم تفرغ حياته من أي معنى، مما جعله بعدها

لا يبالي فيقدم على الهجرة  غير مضمونة العواقب “كأنه فار من قدره“. إذ أضحت لديه

الموت والحياة سيان. ومن يدري إن حقق حلمه، أم كان من نصيب القرش في عرض

البحر. رفيقته في النضال لم يكن حالها أقل منها تراجيدية. فمن الأمل في الحصول على

وظيفة بعد التخرج، إلى السجن لمدة ثلاثة أشهر، كانت كافية لتنقلب حياتها رأسا على عقب.

عاشت خلالها ما من شأنه أن يزلزل الجبال؛ إدمان على المخدرات الأكثر تركيزا، و

تحرش مثلي من أكثر من واحدة. وتنكر الجميع لها بعد قضائها لعقوبتها الحبسية، فعاشت

التشرد بأفظع تجلياته وأقسى تمظهراته، كانت وبالا على حياتها برمتها.

فحتى وهي تحاول العثور على شغل كانت عادة ما تصطدم بصحيفة الوثائق. اضطرها

الفقر في النهاية لتقبل بجحر بائع النقانق، إلى أن ضبطته ليلة، يحشوها بلحم جيف

الحيوانات النافقة.

القصة و إن كان فيها قدر وافر من توابل الحكي والقص، فهي ضمنا تسائل بمرارة أكثر

من جهة. إنها تسائل قطاع التعليم، الذي يدفع سنويا

آلاف الخريجين بشواهد في مختلف التخصصات. يتخرجون ولا أفق ولا فكرة لهم عن

سوق الشغل. فهل أفنوا زهرة أعمارهم من أجل ورقة، لا تسمن ولا تغني من جوع. ما

فائدتها إذا لم تضمن لهم كرامة عيش؟ نعم لطلب العلم، لكن ليس لتفريخ العاطلين والعالة

على غيرهم، فلا هم في عير من تعلموا صنائع  منذ الصغر، إن لم تغنهم تحفظ ماء

وجوههم، ولا هم في نفير من درس وتعلم وتوج تعليمه بالحصول على شهادة تكون تأشيرة

عبور نحو شغل يغنيه عن غيره يضمن له عيشه ولو في حدوده الدنيا. المفروض كالدول

المتقدمة والمسؤولة أمام شعوبها، أن يكون هاجسها وهي تفتح أبواب مدارسها و جامعاتها

ومعاهدها، فهي تعرف مسبقا وفق دراسات علمية دقيقة مخرجات برامجها و مآلات

خريجيها. أما أن يتم رهنهم لمدد زمنية تحسب بالعقود، متدرجين في أسلاك التعليم، وفي

الأخير عند التخرج تسلمهم الشواهد، و تتنكر لهم بتركهم إلى مصائرهم، فلا يجدون، بعد

طول انتظار ويأس، إلا الاحتجاجات و المظاهرات و اللجوء إلى سلاح الأمعاء الفارغة

مطالبين بحقهم في الشغل. كم مرة تحدث المآسي. فلا هم اشتغلوا ولا هم حافظوا على

حياتهم، كهاته التي في القصة، ببراعة تصف الكاتبة لحظة احتضارها بقولها “تلوك

الصمود بأمعاء ذاوية.. تبتسم، يخرج من شدقيها زبد أخضر، تتسع حدقتاها، تنفلت

روحها إلى عالم أكثر شبعا

فالقصة أيضا تسائل الدول عن مصير هذه الفتاة ومن خلالها كثيرون وكثيرات، لم تجد ما

تناضل به بعد أن استنفذت كل ما لديها من وسائل سلمية، غير حياتها تقدمها قربانا في سبيل

كرامتها وحقها في الشغل ظنا منها أنجع الوسائل لتحقيق مطالبها. المسكينة لم تكن تعلم أنها

في نظرهم ليست أكثر من رقم. فهل يهون على أحد أن يضحي بحياته؟ ألم يكن المسؤولون

عن حياة المواطنين وأمنهم على دراية بهذه المأساة قبل حدوثها؟ ألم يكن الأولى التدخل بكل

الوسائل للحفاظ على حياتها؟ ألا يعلمون أنها لا تطالب بغير حقها في العمل؟ ترى لو كانوا

يعلمون بالتبعات القانونية لموتها، هل كانوا يتأخرون لحظة لإنقاذها؟

القصة تسائل جهاز الأمن أيضا على تدخله العنيف لتفريق المظاهرات. فهل عدمت كل

الوسائل، ولم يبق بين يديها غير تفريقها بالطرق القمعية العنيفة “العصي تطقطق صلابة

الرؤوس، النار تلتهم الشواهد” و الركل بأحذيتهم الحديدية. ركلة واحدة منها كانت كافية

لتأتي على أخضر حياة كمال بطل القصة قبل يابسها، وأخرى لرفيقته جاء على لسانها،

أعنف، تسح دمائي فوق جلد الحذاء المتشقق، أضم فخداي إلى بعضهما، يتملكني شعور

من سرق جلده، يغيب عن الأدراك” ليختموا المسرحية التراجيدية برميها في السجن فاقدة

الوعي، لمدة ثلاثة أشهر كاملة، بعدما رتقوا بكارتها “كأنها معلفة عتيقة“. فكان الدمار

الشامل لآمال رفيقين كانا يعقدان الأمل على حياة رغيدة هانئة.  ألم يكن الأولى الاكتفاء

بأشدها إهانة كالرش بالمياه كريهة الرائحة، أو الرصاص المطاطي أو الغاز المسيل

للدموع، على الأقل تجنب الأماكن الحساسة التي تخلف عاهات مستديمة عضوية و نفسية

كحالة كمال في القصة؟ لا أحد يناقش التدخل في حالة الإخلال بقانون التظاهر، لكن لا بد

من الالتزام بالقانون المنظم لذلك، وكل من حاد عنه وأفرط في استعماله، فلا بد من المتابعة

و إنه لا سبيل للإفلات من العقاب تحت أية ذريعة.

القصة تسائل القضاء، كيف تتم هذه الجرائم بهذه البشاعة، بدون حسيب أو رقيب. تموت

إحدى الفتيات في ساحة النضال وكأنها حشرة، يضرب الشاب كمال في مقتل، يفقد ذكورته،

ويفقد معها كل حياته. فما الذي تبقى له ينعم به في حياته؟ تطقطق الرؤوس بالعصي.

نموذج كمال ورفيقته للتمثيل فقط، وألا فما يخفى أجل و أعظم. فأين حق المساواة أمام

القضاء لا ميز بين حاكم ومحكوم، بين رجل سلطة وأبسط مواطن؟ ألا تشجع عدم المتابعة

القضائية لمرتكبي هذه الجرائم، بالتمادي في اقتراف أبشع وأفتك منها، وكأن شيئا لم يكن؟

ألم يكن والجميع يردد بأن الزمن زمن دول الحق والقانون، ومن تم لا بد من تحريك

المسطرة في حق كل من يخرقها كائنا من يكون؟

القصة تسائل أيضا إدارة السجون. المفروض فالسجين له حقوق لا بد من الحرص عليها.

والمفروض أن السجون هي إصلاحيات وليس مدمرات، كما حدث لرفيقة كمال، يحكم

عليها بثلاثة أشهر سجنا نافذا، دون التساؤل عما إن توفرت لها شروط المحاكمة العادلة، أم

الأحكام كانت معدة سلفا والتهم جاهزة، لتجد نفسها لقمة سائغة بيد أباطرة المخدرات شديدة

التركيز، وأفظع منها مثليات لا يتورعن لتحقيق رغباتهن الشاذة بأية وسيلة. فأين حق

السجين في الحماية؟ وكيف تدخل المخدرات الخطيرة إلى السجون؟ وكيف يسمح بتعرض

السجناء للابتزاز والتهديد والإدمان في واضحة النهار؟ أليست هناك وسائل المراقبة جد

متطورة؟

القصة تسائل أصحاب القرار عن مصير السجناء، لما يقضون عقوباتهم الحبسية بالتمام

والكمال، وخاصة ممن يتحسن سلوكهم، فكيف تبقى السوابق سيف ديموقليس على رقابهم

كما الحال بالنسبة لرفيقة كمال في سياق بحثها عن شغل تقول، “كلما رمق أحدهم خبر

الثلاثة أشهر سجنا، إلا و حدجني شزرا ورمى في وجهي بملف الترشيح

كما تسائل القصة الجهات المسؤولة عن حماية صحة المستهلكين، رسمية أو جمعيات

المجتمع المدني. فأين هي مما يقترفه بائع النقانق هذا لما لا يجد غير الحيوانات النافقة

حشوة لنقانقه؟ وما هو في حقيقة الأمر، سوى الشجرة المقيتة التي تخفي الغابة.

خاتمة:

القصة، فضلا عن معمارها الفني الباذخ بلغتها السلسة المنسابة، وصورها البديعة،

وتشبيهاتها الفريدة بحوالي ستة عشر تشبيها (كخلية نحل، كظلف وعل، ذبول طائر جريح،

حلقي المعتم كغيلم، كمن وضع فوق مرجل، كلسان مومس، زنزانة لها برودة يد عجوز،

برأسه الحليق كمارد، بركلة كبغل جامح، أجلسني إلى جواره كخنفسة،،،) وحبكتها الدرامية

المحكمة تشد الأنفاس من بدايتها إلى نهايتها، وغيرها من مقومات فن الحكي، فهي حافلة

بالرسائل لمن يهمه الأمر، إيمانا من الكاتبة بضرورة انخراط فنون القول في التغيير

المجتمعي، تغييرا يضمن للمواطن حقه في العيش الكريم وحريته في التعبير، والحرص

على كرامته، سجينا كان أو طليقا، كما هو متعارف عليه في إطار دول الحق والقانون.

 

بوسلهام عميمر

عن Xalid Derik

x

‎قد يُعجبك أيضاً

الكتابُ … / بقلم: أحمد بريري

  الكتابُ خيْرُ صحْبي فيهِ تلقَى المعْلوماتِ منْ علومٍ وقرِيضٍ وتاريخِ الموجوداتِ ...

أحلم بعيون ذكية / بقلم: سامح أدور سعدالله

أحلم بعيون ذكية أتغمض عيناي الغبية  ذكائي؟ تلك هي المعادلة التي تحتاج ...

قصيدة”سكارى بالكرة” للشاعر مصطفى معروفي/ بقلم: عبد الرحمن منصور

1ـ القصيدة: سكارى بالكرة شعر:مصطفى معروفي نظـلُّ بهـا علـى وهْــمٍ سـكـارى***و قد ...

الفصام / بقلم: عــبــدالناصر  عــلــيوي الــعــبيدي

  ———- الــصدقُ فــي الإنــسانِ خيرُ فضيلةٍ فــــعــلامَ تــكــذبُ أيــهــا الــكــذابُ – ...

أشياؤها الخمس / بقلم: فراس حج محمد

  [محاولة رثاءِ امرأةٍ ضاعت في جنون الحرب]   أشياؤها الخمسُ التي ...

الأخلاق في رواية عشيق السيدة تشاترلي للكاتب دي إتش لورانس / بقلم:محمد عبد الكريم يوسف

  أثارت رواية دي إتش لورانس “عشيق السيدة تشاتيرلي” الجدل والنقاش منذ ...

السياسة في أنتوني وكليوباترا / بقلم: محمد عبد الكريم يوسف

    في مسرحية ويليام شكسبير “أنتوني وكليوباترا”، تلعب السياسة دورا مركزيا ...

نزل المطر/ بقلم: آمنة بريري

نزل المطر   فاصطبغ الكون بالصفاء والسموّ   وسرت نسمات شذيّة تلامس ...

واحة الفكر Mêrga raman