الرئيسية / مقالات / الزوجة ليست مجبرة / بقلم: خالد السلامي

الزوجة ليست مجبرة / بقلم: خالد السلامي

الزوجة ليست مجبرة

بقلم: خالد السلامي

ــــــــــــــ

 الزوجة ليست مجبرة على إرضاع أولادها وهي غير ملزمة على الطبخ لزوجها وأولادها وكذلك هي لا يوجد ما يجبرها على تنظيف المنزل ولا غسل الملابس ولا الأواني وربما يأتي يوما نسمع فيه أنها حرة في تلبية حق الزوجية الشرعي وإنجاب الأولاد أو لا تلبيه، وما علينا إلا أن نضعها في معرض زجاجي كتحفة تزيين المنزل مع أنها فعلا أجمل ما يجعل البيت جميلا وسعيدا إذا عرفت مالها وما عليها أو تجعله جحيما لا يطاق إذا تمردت على واجباتها.

تلك العبارات صارت تتردد على ألسنة البعض ممن يُسَمّيْنَ أنفسهن بالنساء الناشطات اللواتي يدعين الدفاع عن حقوق المرأة وحريتها وإنقاذها من ظلم الرجال وطغيانهم حسب ادعاء تلك الناشطات.

إذا كانت المرأة غير مجبرة على القيام بكل تلك الأعمال المنزلية فلتخرج هي للعمل وتترك الرجل الذي كلفه الله بالقوامة عليها في المنزل ليقوم بكل ذلك فنحن نعيش في زمن انقلبت فيه كل الأمور فصارت المياعة والتعري والتبرج والتمرد حرية وهي القاعدة بينما الحشمة والحياء والطاعة والاحترام هما الظلم والشواذ فلم لا نقلب القوامة؟ فنجعلها للمرأة على الرجل فيقوم هو بالإنجاب والرضاعة وتربية الأولاد والطبخ وكل أمور المنزل والمطبخ وتخرج هي للعمل لتقوم بالصرف عليه وعلى أولاده.

ما هكذا تورد الابل يا سيداتي الناشطات المحترمات فالحرية والحقوق التي تطالبن بها للمرأة ليست في إلغاء واجبات المرأة تجاه زوجها وأولادها وبيتها ولا في جعل المرأة ند وخصم لدود للرجل ولا في جعل البيت حلبة صراع بينها وبين زوجها تنتظر من الذي سينتصر ويسير  على الآخر، فهي خلقت لتكون ربة المنزل وملكته والمحافِظة عليه ولنتذكر قول رسول الله  صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( لَوْ كُنْتُ آمِرًا أَحَدًا أَنْ يَسْجُدَ لِغَيْرِ اللَّهِ ، لَأَمَرْتُ الْمَرْأَةَ أَنْ تَسْجُدَ لِزَوْجِهَا ) مثلما أوصانا خيرا بكن أيتها القوارير اللواتي لا غنى لنا عنكن كما لا تستطعن انتن الاستغناء عنا فبنا معا تستمر الحياة وبفهمنا لواجباتنا المتبادلة تستقيم تلك الحياة .

نعم من حقكن أن تُحاربن العنف ضد النساء فهذا لا يستطيع احد أن يعترض عليه إلا الجاهل فالمرأة إنسانة لها كيانها و لها على الرجل حق الاحترام والتقدير والمحبة وتأمين كل حقوقها المشروعة من مسكن  وملبس ومأكل ومعيشة تحفظ كرامتها وعزتها  وكذلك المطالبة بحق التعليم والعمل لكن في المقابل فهي كما لها تلك الحقوق فعليها أيضا واجبات حدد الله لها عقوبات أن عصت زوجها في تنفيذها كما في قوله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم ((وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ)) ، ونشوز  الزوجة هو عصيان زوجها وعدم طاعته.

إذاً فطاعة الزوجة لزوجها واجبة بما ليس فيه لبس ومن ضمن طاعتها لزوجها تربية أولادهما وتهيأة طعامه وطعام أولادهما وملابسهم  ومن واجب الرجل تهيأة مستلزمات الحياة الكريمة التي تستحقها زوجته واحترامها واحترام أهلها ومساعدتها قدر المستطاع في أمور منزلهما وان ما يشاع من إعفاء الزوجة من واجباتها ما هو إلا حلقة من حلقات تفتيت المجتمع العربي والإسلامي المبني على أسس وتقاليد يحق لنا أن نفتخر بها على عكس الكثير من المجتمعات التي تتميز بالتفكك الأسري وضياع الأولاد وبالتالي انهيار القيم والمبادئ الإنسانية وانتشار الشهوات الحيوانية التي لا تنظمها شرائع ولا قيم ولا قوانين ولا مبادئ.

فالحذر الحذر يا أيتها القوارير  من الانجرار خلف تلك الأباطيل التي تروجها بعض الناشطات واللواتي لم يسعفهن كبرياؤهن البالغ الأفراط من تكوين أسرة أو النجاح في بناء أسرتها تلك الأباطيل التي لا تلتقي مطلقا مع قيمنا العربية والدينية وارجعن إلى تلك القيم الأصيلة التي تربينا عليها والتي تشهد حربا شعواء لإلغائها وجعل المرأة العربية  والمسلمة بضاعة يتقاذفها الساقطون حاشاكن فأنتن نصف المجتمع بل المجتمع كله فأنت تلدن رجاله ونساءه وانتن من تُربِين الأجيال وتحفظن الأسرة  والمجتمع من التفكك والانهيار الأخلاقي والديني ،ولكن في مقابلة الناشطة الأنصارية أسماء بنت يزيد التي تعتبر  أول مدافعة عن حقوق  المرأة  المسلمة لرسول الله صلى الله عليه وسلم  خير دليل على واجبات الزوجة  تجاه  زوجها وبيتها  وكذلك مراعاة  الدين الإسلامي لحقوقها حيث جرى حوار عظيم بينها وبين  نبي الإنسانية صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم وهذا نصه ((جاءت أسماء بنت يزيد إلى النبي صلى الله عليه وسلم تسأل في أمر يشغل النساء المسلمات، فقالت بلسانها الذي يفيض فصاحة وبلاغة: يا رسول الله، إنني رسول مَن ورائي من نساء المسلمين، كلهن يقلن بقولي، وهن على مثل رأيي، إن الله بعثك إلى الرجال والنساء، فآمنا بك واتبعناك، ونحن معشر النساء مقصورات مخدرات، قواعد بيوت، ومواضع شهوات الرجال، وحاملات أولادهم، وإن الرجال فضلوا بالجمعات “صلاة الجمعة” وحضور الجنازات والجهاد في سبيل الله، وإذا خرجوا للجهاد حفظنا لهم أموالهم، وربينا أولادهم، أنشاركهم في الأجر؟

التفت الرسول صلى الله عليه وسلم إلى صحابته الكرام رضي الله عنهم وسألهم:

“هل سمعتم مقالة امرأة أحسن سؤالاً عن دينها من هذه”؟ قالوا: لا يا رسول الله، قال الرسول: “انصرفي يا أسماء، وأعلمي من وراءك من النساء أن حسن تبعل إحداكن لزوجها وطلبها لمرضاته، واتباعها عظ لموافقته يعدل كل ما ذكرت للرجال”. فانصرفت أسماء وهي تهلل وتكبر فرحاً وبشراً بما قال النبي الكريم)).

فماجدات العرب والمسلمين أكبر من يخضعن لمثل هذه الأكاذيب والألاعيب المعروفة المنشأ والغاية.

عن Xalid Derik

x

‎قد يُعجبك أيضاً

نزل المطر/ بقلم: آمنة بريري

نزل المطر   فاصطبغ الكون بالصفاء والسموّ   وسرت نسمات شذيّة تلامس ...

على نكْءِ الجراحِ أرشُّ مِلحاً / بقلم: عبدالناصر عليوي العبيدي

ولــي قــلبٌ تعاندُهُ الصّروفُ ونــهرُ الــحادثاتِ بــه يحوفُ – إذا تــركَ الــرَّبيعُ ...

غزة غزوات / بقلم: عصمت شاهين دوسكي

منى النفس غزواتها وحدها على كبد شروخها راع الصدود عادة حملت الوهن ...

غزة الأمة وأمة غزة/ بقلم: خالد السلامي

منذ نكبة فلسطين في ١٩٤٨ تلك السنة العجفاء بل وقبلها حين بدأ ...

الظل والقرين/ بقلم: فاطمة معروفي

قصيدة من ديوان “نفس الماء” ضوضاء الصمت…… من حولي تكبل نقطي تمسح ...

أسمال الفزاعة البالية للشاعر بادماسيري جاياثيلاكا / ترجمة : بنيامين يوخنا دانيال

هايكو ( 1 ) أسمال الفزاعة البالية يسحب الحباك خيوطها * من ...

في الجهة الأخرى من الخديعة / بقلم: سالم الياس مدالو

  في الجهة الاخرى من الخديعة تفرك الغربان باجنحتها الشوك العوسج والحنظل ...

حلبجة الجريحة / بقلم: عصمت شاهين الدوسكي

  هلموا اسمعوا هذا الخبر نبأ اليوم قد تجلى حضر من قريب ...

واحة الفكر Mêrga raman