الرئيسية / حوارات / حوار مع المخرجة الكُردية السورية أفين برازي / نصر محمد

حوار مع المخرجة الكُردية السورية أفين برازي / نصر محمد

حوار مع المخرجة الكُردية السورية أفين برازي

أجرى الحوار / نصر محمد

 

أفين برازي صاحبة شخصية مميزة، هادئة، متحدثة لبقة، مرحة الروح… التقينا بها في مهرجان كوباني السينمائي الدولي بدورته الثالثة في مدينة بوخوم الألمانية

وكان لنا معها هذا الحوار:

 

أفين برزاي مخرجة سينمائية كردية

مجازة في الإخراج السينمائي من جامعة بيروت ومساعد مجاز في التجارة والاقتصاد، ومسؤولة الإعلام في الاتحاد الدولي لمهرجانات السينما العربية، نالت العديد من الجوائز الدولية:

منها جائزة أفضل فيلم انيميشن عن فيلمها Staring Over في المهرجان الإسكندنافي الدولي في فنلندا وتم ترشيحه أيضاً لجوائز مهرجان لندن للفيلم الكوردي بدورته الـ 13 المقام في لندنن، وجائزة لجنة التحكيم في مهرجان هامبورغ للفيلم الكوردي في دورته التاسعة وشهادة تقدير في مهرجان السليمانية

أفين رئيس مهرجان كوباني السينمائي الدولي بدورته الثانية ورئيس لجنة التحكيم بدورته الثالثة.

تم اختيارها عضو لجنة التحكيم للعديد من المهرجانات العربية، لديها العديد من الأفلام الوثائقية والأنيميشن عملت مع اهم المخرجين السوريين كمخرج منفذ ومساعد أمثال نزير عواد، محمد الشيخ نجيب، سامر برقاوي، ماهر كدو، قيس الشيخ نجيب وآخرون.

تعمل حاليا في القناة الدنماركية DKSYD أخرجت ثلاثة أفلام قصيرة:

*”موقف خاص”

*”اسأل مجرب”

*”يبقى الحب”

* Starting Over *

كما قامت بإخراج مجموعة من الأفلام الوثائقية مثل: (دمشق في عيون عشاقها) و(من عالم الأطفال) وتنوعت أعمالها ما بين الدراما التلفزيونية والسينمائية والعمل بالإنتاج الوثائقي.

وتعمل في قناة DKsyd الدنماركية

 

* تحدثي لنا من فضلك. عن طفولتك، وكيف تسرب لروحك كل هذا العشق للسينما. عن العائلة والمكان الذي نشئت به، وكيف أثرت عليك البيئة الاجتماعية؟

 

#بداية لم يكن يخطر لي ابدأ أن أصبح مخرجة، لكن كانت الصورة وأفلام الكارتون تحرك مخيلتي، وكان هذا الشغف يزداد معي، والأفلام التي كان يجلبها أبي على بكرات الفيديو القديمة كي نشاهد الأفلام الكردية أمثال فيلم “مم وزين”

“خج وسيامند ” وجميع أفلام المخرج المبدع الذي أحب أن اسميه شيخ المخرجين الكورد يلماز غوني، وأيضا كان ثمة مكتبة تحتوي على مجموعة من الأفلام الكردية في منزلنا. كل هذه الأمور، وهذه الأفلام نمت حبي للسينما وصناعة الفيلم، أما عن الولادة وعالم الطفولة فأنني ابنة أسرة كردية ولدت في جغرافية جميلة بطبيعتها وعاداتها ولغتها ولهجتها الخاصة، هناك تفتحت عيناي على جمال الطبيعة، وفي المدرسة تعرفت على لغة جديدة، وتعلمت باللغة العربية، ونشأت بيني وبين كتبي المدرسية علاقة حب، واستهوتني الصور الملونة والأفلام الكردية التي نمت حبي للسينما وشغفي لمعرفة صناعة الفيلم.

وفي مرحلة من الزمن نمت أحلامي واكتشفت عائلتي محبتي للسينما، فكان عمي بوزان يدعمني بإهدائي مجلة “الحياة السينمائية” بشكل مستمر، ورغم دراستي لعلم الاقتصاد، لكن التلفزيون والدراما وفنون السينما كان الحلم الأبدي لي، وبدأت أولى خطواتي العملية نحو دراسة فنون الإخراج السينمائي، بدعم من إخوتي أولهم أخي سربست وأهلي، واستطعت الحصول على أول فرصة في قناة MBC بعد ترفعي السنة الثانية وترشيح أستاذي للتعاقد مع قناة MBC في فترة الدراسة أنجزت بعض الأفلام،

وبعد تخرجي من الجامعة اتجهت إلى دمشق لأبدأ مشواري الفني بالعمل مع شركات مشهورة في الدراما السورية كمخرج منفذ وبعدها كمخرج في التلفزيون السوري وقناة التربوية السورية.

وأثناء عملي جاءت الحرب، وسنحت لي فرصة الهجرة، وهنا في اوربا واجهت عدة عقبات إلى أن بدأت مجدداً مشواري القديم في دروب عالم السينما.

 

 * وجودكم في أوربا حيث حرية التعبير متاحة بالإضافة لوجود البنية التكنولوجية التقنية ووجود الكادر الفني من مصورين وممثلين وفنيين كم يمنحكم ذلك من أمال لصناعة سينما كردية قادرة على جذب المشاهد هنا في أوربا والوطن؟

 

#السينما عمل وفن وصناعة ويحتاج جهود جماعية، ويحتاج إلى موسيقا تصويرية، وعمليات تصوير وأماكن تصوير وأزياء وإضاءة، ورغم أجواء ومناخات الحرية وحرية التعبير إلا أن المسائل المادية والمالية تقف دوما في طريق إنجاز سينما متقدمة،

وحقيقة وجودنا بأوربا والحديث حول الإمكانيات المتاحة لها علاقة بوضع الجالية الكردية، للأسف لا توجد تلك الروابط التي من شأنها أن تنتج أو تتعاون في هذا المجال ، فأتناج أي فلم يحتاج بداية إلى قصة أو رواية و سيناريو متقن، أعتقد أن الإرادة والتصميم هي الكفيلة بإنتاج فن سينمائي راقي، فنحن لا ننسى ابدأ المخرج الخالد يلماز غوني وبإمكانياته المحدودة أستطاع إيصال الفلم الكردي و السينما الكردية نحو العالمية و أن ينال أكبر جائزة عالمية في مجال الإخراج السينمائي، واعتقد أننا لا نوفر فرصة وجود كل التخصصات المساعدة لألية الإنتاج الفني، ونحاول دوماً خلق التواصل من اجل ذلك، والمهرجانات السينمائية والفنية عموما فرصة لتدشين فكرة التعاون والعمل المستقبلي..

 

* قد حصلتم على جائزة أفضل فيلم انيميشن في المهرجان الإسكندنافي الدولي بـ فنلندة وجائزة لجنة التحكيم في مهرجان هامبورغ للفيلم الكوردي بدورته التاسعة. ولكم تجارب عديدة في إخراج أفلام الأنيمشين، هل يمكن لك أن تشرحي لنا وباختصار ماهية فن الأنيمشين؟

 

#لحد ما يمكننا اعتبار الرسوم الجدارية المتسلسلة والمنقوشة على جدران المغاور والكهوف وفي أكثر من موقع أثرى حول العالم شكلا من أشكال فنون الرسوم المتحركة، فتتابع الصور المتماثلة وعبر السير وتركيز النظر تتوهم العين برؤية شريط متحرك من الصور، وتأخذ الرسومات حركة يتوهم بها الرائي، وتطورت حديثاً عبر الرسوم المتحركة والمعروفة بأفلام الكارتون، وهو الشكل المعروف لأغلب الناس والذي تابعنا ومنذ الطفولة مئات الأفلام والحلقات من تلك المسلسلات الكارتونية والتي طالما أدهشتنا،

وتلك الرسوم الكارتونية المبكرة هي أمثلة على ذلك، ولكن اليوم، يتم إنشاء معظم الرسوم المتحركة باستخدام صور تم إنشاؤها بواسطة الكمبيوتر أو التحريك التقليدي.

أما الانيمشن فهو جيل رقمي من تلك التقنية، ولكنها لا تعتمد فن تحريك الرسومات، وإنما هو فن حركة الرسم، والرسوم المتحركة عموماً تعتمد مثل جميع الأفلام على خلق حالة من الحركة لصور ثابتة بسرعة معينة،

طبعاً هناك عدة مستويات لإنتاج هذا الفن وهناك عدة طرق للتعامل معها كاستخدام الدمى أو الصور وصور واقعية فهناك الايمشين الذي يعتمد تقنيات الـ 2D أو الـ 3D وهي الأكثر إنتاجاً وانتشاراً في الفترة الحالية، وتعتمد إدخالات ضوئية وسمعية وصور وأمكنة طبيعية، وربما يقول قائل انه فن ينجزه الكمبيوتر وفق برامج جاهزة، طبعا هذا ليس صحيحاً، فالكمبيوتر مجرد أداة مثله مثل أي أدوات يحتاجها أي مهني في عمله، فهل يمكن أن نصنع فلما فقط في حال وجود الكاميرا، بالتأكيد لا. وإنما الكاميرا أداة للتصوير، وهكذا جهاز الكمبيوتر وتطبيقاته في تحريك وضبط الصور، وإذا كانت الكاميرا في تعاملها مع الأفلام قادرة على صنع حيل سينمائية، فأن هذا الأمر يبدو صعباً تنفيذه فقط التعامل مع الفلم الانيميشن إن صح التعبير.

عموما الانيمشن تقنية من الصعب شرحها، واعتقد إنني قدمت فكرة مقبولة عن هذا الفن الجميل.

 

* ما هو المجال الذي تعملون به الآن كمهنة رسمية؟

 

#هناك فلمين في دور التحضير أحدهم وثائقي والآخر روائي، وإذا كنت تقصد في سؤالك عن عملي اليومي أو مهنتي فأنا أيضا اعمل في قناة Dksyd التلفزيونية بالدنمارك.

 

* مهرجان كوباني السينمائي الدولي الثالث، الذي أسدل الستار على دروته الثالثة ماذا يمكنك إن تخبرينا عن هذه التجربة المميزة؟

 

#مهرجان كوباني يعني لي الكثير فد كنت رئيسته في الدورة الثانية، وعضو إداري ورئيس لجنة التحكيم في دورته الثالثة

استطعنا إن نعمل على تطوير المهرجان بعدة نقاط، سواء من ناحية الأفلام الكردية المشاركة التي تملك قيمة فكرية ورسالة تساهم في صناعة السينما الكردية…

وحاولنا في مهرجان كوباني السينمائي الدولي تطوير المهرجان من الناحية التنظيمية وخاصة هذه الدورة كان هناك راعي رسمي للمهرجان السيد اراس ماريكا هذا الدعم فتح مجال لتقديم المهرجان بشكل يليق إن يقال عنه مهرجان دولي. وحضور كم لا بأس به من صناع الأفلام ومخرجين وصحفيين على عكس الدورة الماضية للمهرجان الذي اعتمد تمويلاً ذاتياً من أسرة المهرجان

أما بصفتي رئيسة لجنة التحكيم لهذا المهرجان، هذا الأمر منحني مشاهدة أفلام عديدة والتعرف على نماذج إخراجية مختلفة، واعتقد إن المهرجانات مواسم حقيقية للتعرف على مخرجين وفنانين وإعلامين، والذين يشكلون العنصر الأهم في صناعة الحدث، وصناعة سينما وتحقيق الانتشار.

إجمالا أنا سعيدة كون مهرجان كوباني يحمل اسم مدينتي وهو امر يعني لي الكثير وانا أشاهد واسمع كيف يتردد اسم كوباني عالياً في قلب اوربا.

 

* كوباني تحولت خلال السنوات الماضية إلى رمز لمقاومة الإرهاب… وسوريا التي عاشت وما تزال حرباً، النزوح والتهجير والموت والقتل والجوع… كيف تابعت كل ذلك وأنت بعيدة عن كوباني وعن الوطن. وما تأثير ذلك على عملكم الفني؟

 

#كانت وسائل الإعلام العالمية تنقل الحدث بشكل يومي ومباشر وكان تواصلي المستمر مع اهلج وأصدقائي المتواجدين آنذاك يجعلني مثلهم في قلب الحدث، ومن قلب المأساة من النزوح إلى التهجير، تلك الرحلة التي لم تكن بالأمر السهل، كانت رحلة مترعة بالوجع والألم.

بالرغم من وجودي في بلاد الاغتراب، في تلك الفترة المريرة بأحداثها الدراماتيكية، كنت أتابع وبكثير من المشاعر المختلطة من الحزن والفخر يوميات مدينة تقاتل وتقاوم أعتى قوة إرهابية في العالم. بكل فخر كنت أراقب وأعيش الحدث وارى كيف لمدينة بالكاد يعرفها السوري تتحول إلى مدينة عالمية تتناقل الصحف والفضائيات أخبارها على مدار الساعة.

ربما العالم لم يتعرف على ما عاناه شعبنا وأهلنا، لكنني و بحكم إنني ابنة كوباني اعلم حجم ما عاناه شعبنا وأهلنا من القهر والظلم، وحجم التضحيات في سبيل نصرة المدينة والدفاع البطولي، وتسجيل صور لبطولات شعبنا، وبناته المحاربات التي بقيت خالدة في الذاكرة الجمعية، وتحولت يوميات معارك كوباني إلى أفلام سينمائية عالمية و على يد مخرجين عالميين، وسوف يأتي الوقت لصناعة أفلام تليق بقامة تلك المدينة وببطولاتها، ووقفة فتيات الكرد البطولية أمام وحشية داعش، حيث تحولت الفتاة الكردية المحاربة إلى رمز للمقاومة، ومن هنا تم تسمية مهرجاننا باسم كوباني.

 

* هل استطاعت السينما نقل وشرح معاناة الشعب الكردي من اضطهاد وتهميش قبل الأزمة وبيان دورهم خلال الثورة والحرب السورية؟

 

#السينما وسيلة وأداة قادرة على التوثيق، لكنها ليست فقط كاميرا و عملية تصوير، وإنما هي فن حيث تعرض الصورة مع الفكرة وربما الفكرة تأخذ مسارات عديدة وآراء مختلفة ومن هنا تحاول السينما نقل بعض الأفكار والمشاهدات و توثيقها وهو بالأمر الجيد رغم أنها لن تستطع نقل الصورة تماماً لحجم الدمار و الألم ونتائج ذلك النزوح على العائلة الكردية وظروف حياتها القاسية في المهاجر وتجمعات النزوح، ولكن هناك نوع من المقاربة التوثيقية والصناعة الفنية لتصوير الأحداث المهم قوله انه مهما أنجزنا من أفلام عن كوباني أو عن معاناة شعبنا في روج أفا فأننا لن نستطيع التعبير عن أوجاعه و آماله. لكن الوقائع اثبت عن وجود شعب مقاوم وشعب حي ولم تستطع كل سياسات التهميش أن تلغيه من الخريطة، بل على العكس فقد أمست القضية الكردية قضية جوهرية لاقت الاهتمام الدولي، وعلى الصعيد الشخصي اعتبر نفسي في بداية مشواري السينمائي، وأتمنى إن أجد الفرصة في إخراج فلم مميز عن كوباني في الفترة القادمة. واعتقد إن الأفلام التي شاركت في المهرجان الأخير حملت الكثير من التقاربات مع ما يحدث أو مع كل ما حدث في بلدنا أو في كردستان عموما وسائر المنطقة الإقليمية من حروب وهجرة وأوبئة، ولدينا الأمل إن نشاهد أفلاما أكثر تميزاً وعلاقة مع الوطن.

 

* كان للمرأة الكردية حصة مضاعفة من الوجع كونها امرأة أولاً وكوردية ثانياً، كيف تعاملت السينما الكردية أو العالمية مع هذه القضية؟

 

#المرأة مازالت أسيرة العادات والتقاليد للأسف. لكنها استطاعت كسر الكثير من قيود العادات البالية المتحكّمة بمستقبلها ومصيرها.

في الفترة الأخيرة استطاع الإعلام تسليط الضوء على قضايا المرأة عموما والكردية خاصة فالمقاتلات الكورديات وبطولاتهم ضد داعش تحولت إلى أسطورة للمقاومة والانعتاق، وهو امر اهتمت به السينما أيضا، وحققت إنجازا لصالح النساء في صناعة الحياة الحرة، وهناك مصطلح يسمى سينما المرأة، أي تلك السينما التي تعرض مأسي وانتصارات المرأة، وهذه النوعية من الأفلام تشق طريقها نحو التميز وتحقق حضوراً وتنال جوائز عالمية وفي أكثر من مهرجان.

 

* تلعب المهرجانات العالمية على تحريك الحالة الفنية، وتشكل حافزاً وتحدياً بما تملكه من أضواء وحوافز مادية وجوائز، وكرئيسة للجنة التحكيم بمهرجان كوباني السينمائي الدولي، كيف لمستم ذلك؟ وهل هناك ثمة أعمال استطاعت أن تلفت النظر اليها على الساحة السينمائية العالمية؟

 

#مهرجان كوباني الدولي قدم خلال دوراته الأولى والثانية والدورة الحالية الكثير من الإنجازات، واستطاع جمع كوادر سينمائية وتقديم عروض بالمستوى العالمي لمخرجين شباب ومن كافة الجنسيات، وذلك كفيل بأبراز خامات فنية وأسماء وترشيحها للمهرجانات العالمية،

والمهرجانات عموما هي نتيجة جهود تشاركية وعمل مضني في الانتقاء والترشيح والحكم، وهذا الأمر سيحملنا إلى مصاف مهرجانات عالمية، قادرة على بلورة متطلبات الحلم الكردي في تحقيق جدارته في عالم السينما وهو امر ليس ببعيد عن المبدعين الكرد، طالما أن إنتاجية الأفلام مستمرة، فهذا يعني انه ثمة إنجازات قادمة.

 

 * في الفترة الأخيرة وعشية انطلاق مهرجان كوباني الدولي السينمائي تم اختياركم مسؤولة إعلامية في الاتحاد الدولي لمهرجانات السينما، لو كان بالإمكان الحديث حول ماهية، وأهداف هذا الاتحاد؟ وهل هناك أعمال سينمائية بتوقيعكم سنشهدها قريباً؟

 

#اتحاد مهرجانات السينما العربية هو اتحاد يضم ١٩ مهرجاناً عربيا ودولياً ، وغيرها وتم اختياري مسؤولة إعلامية للاتحاد الدولي للمهرجانات، ويهدف الاتحاد إلى التنسيق بين المهرجانات لتبادل الأفلام وتنسيق مواعيد إقامتها، والعمل على تبادل الخبرات والمساعدة في الندوات وورش العمل، والمساهمة في تطوير المهرجانات السينمائية بما يخدم النهوض بالسينما، والعمل على تشجيع الإنتاج المشترك ونشر الأفلام، وخاصة الأفلام المستقلة، وخلق مناخات للتعارف والتلاقي، وبالنتيجة هو اتحاد من شأنه خلق خيمة سينمائية تظلل كل السينمائيين ومن مكان واحد، وآلية تعاون مشتركة..

 

* ما هي المشكلات التي تعترض السينما الكردية؟

 

#بداية، لا يمكن إنتاج أفلام سينمائية إلا بوجود المال ووجود سوق عرض، فالمهرجانات صحيح أنها تدعم العمل وتنشره لكنها ليست كافية لإدارة عمليات التسويق الفني، وأبرز المشكلات تكمن في وجود أزمة نص وأزمة سيناريو قادر أن يلم بالحالة الكردية، في أي عمل هناك معترضات ومعيقات وممنوعات وقواعد وقوانين، ورغم ذلك لابد من العمل ضمن الإمكانيات المتوفرة وخلق دعم وجمهور وتقديم ما يمكن.

ومن جهة ثانية ثمة مشاكل و معيقات عدة تعترض مسيرة الإنتاج السينمائي و خاصة إذا كانت تلك السينما التي نتحدث عنها سينما كردية، فبعض تلك المشاكل تنطلق أو تبدأ من عتبة الانقسام الكردي و حالة التشرذم السياسية التي تترك ظلالها السوداء على أي عملية إبداع و خاصة إذا كانت العملية جماعية، فمن المعروف أن فن السينما فن جماعي لا فردي و يتطلب تعاونا و دعما و سنداً من كل الجهات و الجوانب، كما أن اختلاف اللهجات الكردية و تبعثر الممثلين في أكثر من جهة من جهات الأقاليم الكردية، و حالة التباعد ما بين ممثلين و فناني الوطن و المغتربات، ناهيك عن مشاكل الإنتاج وعدم وجود شركات إنتاج داعمة، ومختصة في الإنتاج السينمائي، فالسينما صناعة وفن وتسويق وليست مجرد هواية يمارسها أناس في فترة فراغهم..

 

* هناك في أوربا أنتاج وانتشار للأغنية الكردية المصورة، لماذا لم تقومي بإخراج كليبات فنية؟

 

#هو أيضا صناعة وجزء أساسي من العمل الفني، وله الياته وأساليبه، وهناك ثمة إبداع في إخراج بعض الفيديو كليبات، كنا نشاهد الكثير من الابتذال والتكرار في غيرها.

والإخراج السينمائي يعتمد التعامل مع السيناريو والحكاية الافتراضية ويعمل على خلق الرؤية الخاصة للمخرج وحسب موضوع وتوجه الأغنية وعمر الفنان وبيئته، واعتقد أن الفيديو كليب يعتمد مبدأ الإخراج التلفزيوني، ومع ذلك يمكن للسينما أيضا تناول الموضوع والعمل عليه.

 

* هل سبق لك التمثيل أو المشاركة في أداء أدوار في الأفلام التي تعملين عليها أو في الدراما التلفزيونية؟

 

#أجد نفسي في مجال الإخراج ولا أجدها حالياً في التمثيل، ولكن ربما أؤدي دوراً مميزا لشخصية ما في المستقبل.

كثير من المخرجين عملوا في بداية مشوارهم الفني كممثلين وعملوا كَمخرجين لاحقاً، وذلك الأمر منحهم تجارب أداء وخبرة في فهم عملية الأدوار وبالتالي لا يجدون صعوبة في إسناد الأدوار للممثلين،

وهو امر لا ارفضه فيما لاح في الأفق دور مميز، أو أداء شخصية تاريخية مثلا.

 

* هل هناك أعمال سنشهدها لك مستقبلاً، وهل لديكم نية بإنتاج مسلسلات موجهة للطفل الكردي بلغته الأم؟

 

#لدي عدة أعمال، وعدة أفكار سأقوم بترجمتها إلى واقع وأتمنى أن تساعدني الظروف والإمكانيات في تحقيق وإنجاز قسم منها خلال الفترة القريبة القادمة، فهناك سيناريوهات عدة أقوم بقراءتها تحضيرا لأخراجها إلى النور، وأود الإشارة إلى انه هناك برنامج تلفزيوني خاص عن السينما، برنامج دوري يتم فيه الحديث حول هموم ومشاكل وأوضاع الحالة السينمائية الكردية، وتقديم حلقات عن تجارب سينمائية كردية وذلك بالتعاون مع الناقد السينمائي الأديب عبد الوهاب بيراني وأتمنى إيجاد النافذة الإعلامية لتقديمه، والعمل يحمل أسم

“السينما الكردية. مع أفين” وخاصة انه هناك شبه غياب لهذه النوعية من البرامج الخاصة بالسينما وأهمية التعريف بها وبأبرز الأعمال السينمائية المنتجة حديثا وبالنسبة لأفلام الأطفال هناك خطة لأنتاج فلم انيمشن خاص بالأطفال.

 

* كلمة أخيرة، أو سؤال كان بودكم سؤاله. ؟

 

#أشكركم على هذا الحوار، وعلى هذه بالالتفاتة الجميلة، متمنية لكم النجاح في أعمالكم لنشر ثقافة الحوار والتسامح وبناء أسس علاقات التعامل والتواصل بين مثقفي وأدباء وفناني العالم ضمن هذه الحوارات، مرة ثانية أشكركم مع كل التقدير والاحترام لجهودكم الطيبة.


عن Xalid Derik

x

‎قد يُعجبك أيضاً

نزل المطر/ بقلم: آمنة بريري

نزل المطر   فاصطبغ الكون بالصفاء والسموّ   وسرت نسمات شذيّة تلامس ...

على نكْءِ الجراحِ أرشُّ مِلحاً / بقلم: عبدالناصر عليوي العبيدي

ولــي قــلبٌ تعاندُهُ الصّروفُ ونــهرُ الــحادثاتِ بــه يحوفُ – إذا تــركَ الــرَّبيعُ ...

غزة غزوات / بقلم: عصمت شاهين دوسكي

منى النفس غزواتها وحدها على كبد شروخها راع الصدود عادة حملت الوهن ...

غزة الأمة وأمة غزة/ بقلم: خالد السلامي

منذ نكبة فلسطين في ١٩٤٨ تلك السنة العجفاء بل وقبلها حين بدأ ...

الظل والقرين/ بقلم: فاطمة معروفي

قصيدة من ديوان “نفس الماء” ضوضاء الصمت…… من حولي تكبل نقطي تمسح ...

أسمال الفزاعة البالية للشاعر بادماسيري جاياثيلاكا / ترجمة : بنيامين يوخنا دانيال

هايكو ( 1 ) أسمال الفزاعة البالية يسحب الحباك خيوطها * من ...

في الجهة الأخرى من الخديعة / بقلم: سالم الياس مدالو

  في الجهة الاخرى من الخديعة تفرك الغربان باجنحتها الشوك العوسج والحنظل ...

حلبجة الجريحة / بقلم: عصمت شاهين الدوسكي

  هلموا اسمعوا هذا الخبر نبأ اليوم قد تجلى حضر من قريب ...

واحة الفكر Mêrga raman