الرئيسية / صحة وعلوم / “دعوى حول اتفاقٍ بين أخَويْن” من الرسائلِ البابِلِيَّة / بقلم: عبد يونس لافي

“دعوى حول اتفاقٍ بين أخَويْن” من الرسائلِ البابِلِيَّة / بقلم: عبد يونس لافي

دعوى حول اتفاقٍ بين أخَويْن، نشبَ حولهُ خلافٌ بعد موتِ أحدِهما

رسالةٌ عراقية، من الرسائلِ البابِلِيَّة، في الشؤون القانونية – 23

بقلم: عبد يونس لافي

 ـــــــــــــــ

هي رسالةٌ تتضمَّن توصيةً من مُحقِّقٍ اسْمُه،

سِنْ – نادين – أخي   (Sin nādin aḫḫī)  

كان قد كُلِّفَ في مدينة سيپار – جهروروم (Sippar – Jaḫrurum1).

بالتحقيق في دعوى بين أخوين.

 

يبتدئُ المُحقِّقُ رسالتَه الى رئيسِه الذي كلَّفه بالتحقيقِ،

كالعادة بالدعاء لهذا الرئيس، بالحفظِ ودوامِ الصحة،

تحت رعاية الالهين شماش  (Šamaš) ومردوخ  (Marduk)،

والملك البابليِّ آنذاك، عمي صادوقا  (Ammi – saduqa2).

 

الرسالة تتعلقُ باتِّفاقٍ،

كان قد خُتِمَ بختْمِ كلٍّ من:

رئيس كهنة الآلهة شماش  (Šamaš)،

ورئيس كهنة الآلهة أجا  (Aja)،

بالاضافة الى الأختام الخاصة بالرئيس.

 

احتفظ احدُ الأخَوَيْن،

وهو سن ريميني  (Sin – rīmenni)،

بهذا الاتفاقِ المختوم.

 

قُدِّرَ لسِن – ريميني ان يموت،

فانْبرى اخوهُ إبني – آداد  (Ibni Adad)،

ليقدِّمَ دعوى ضدَّ ما يمتلكُ سِن ريميني،

خلافًا لذلك الاتِّفاق المختوم.

  

هنا يسجِّلُ المحقِّقُ، ما اقْترفه الأخُ الحيُّ من جريرة،

فيقول في رسالته متهكِّمًا:

اذا كانت أختامُ تلك المراجعِ الرفيعةِ،

التي وضعت على ذلك الاتفاق، موضعَ نزاع،

فما هو الختم الذي ينبغي الانصِياعُ له، والاقرارُ به؟!

 

يُنهي المحقِّقُ توصيتَه للرئيس،

بأن يستدعيَ إبني آداد،

ويتحدى ما حاء به من ادِّعاء،

ويُجْبِرُهُ على إدلاء إفادته تحت القسم،

ألّا يعاودَ المطالبةَ ظلمًا بأموالِ أخيه.

 

نصُّ الرِّسالة:

 

“أبلِغِ الرئيسَ أنَّ،

سِن – نادين – أخي   (Sin nādin aḫḫī)  

يرسل الرسالة التالية:

 

عسى الإلهان شَماش  (Šamaš) ومردوخ  (Marduk)،

يبقيانِكَ في صحةٍ جيدةٍ على الدوام.

 

لتبقَ سليمًا معافى!

عسى إلهُك الحامي،

لا يسمح إلّا بما هو خيرٌ لك.

 

أكتبُ اليك لأقفَ وأطمئِنَّ على أحوالِك،

عسى أنْ تستمرَّ أحوالُك جيِّدةً،

تحت عنايةِ الالهين شماش ومردوخ،

وسيِّدِنا الملكِ عمي – صادوقا  (Ammi – saduqa).

 

بصدد الدعوى المقامة بين سن – ريميني  (Sin – rīmenni)،

وأخيه إبني – آداد  (Ibni-Adad)،

التي كُلِّفت بالتحقيق فيها في سيپار – جهروروم (Sippar – Jaḫrurum)،

بما يتعلَّقُ بلوح  الإتفاق الذي سلَّمْتُه لهم.

 

هذا اللوح الذي قمتَ بختمِه،

بختم رئيس كهنة شماش (Šamaš) ،

ورئيس كهنة أجا  (Aja)،

بالإضافة الى اختامك الخاصة بك،

أعرف أنه ( أي اللوح المختوم مع هذه الاتفاقية)،

كان في  حيازة سن – ريميني.

وحينما توفي  سن ريميني (Sin rīmenni) ،

قدم أخوه إبني – آداد، دعاوى ضد مُلْكِ سِن – ريميني.

 

الآن ، إذا كان ختمٌ رئيس كهنةِ شماش،

ورئيس كهنة أجا، وأيضًا أختامك، موضع نزاع،

فختم من ينعقد الاتفاق عليه؟

 

ينبغي أن يجلبوا إبني – آداد امامك.

تحدَّ ما يدَّعيه،

واجْعله يُدلي بإفادتِه تحت القَسَم،

ألّا يتقدمَ بدعوى ضد تَرِكةِ أخيه سن ريميني.

 

وهكذا خُتِمَتِ الرسالة.

 

الخلاصة:

تتكرر مثل هذه الخلافات على مر الزمن، سيما اذا كان المال عنصرا فيها،

في غياب الضمير الرادع!

 

  • سيپارجهروروم او يهروروم (Sippar – Jaḫrurum) مدينة سومرية ثم اصبحت

 بابلية تقع على الضفة الشرقية لنهر الفرات على بعد 30 كم جنوب بغداد قرب اليوسفية.

  • عمي – صادوقا أو أمي – سادوكا (Ammi – saduqa) هو الملك البابلي العاشر الذي

حكم لمدة عشرين سنة من 1582 الى   1562  قبل الميلاد.

 

عن Xalid Derik

x

‎قد يُعجبك أيضاً

نزل المطر/ بقلم: آمنة بريري

نزل المطر   فاصطبغ الكون بالصفاء والسموّ   وسرت نسمات شذيّة تلامس ...

على نكْءِ الجراحِ أرشُّ مِلحاً / بقلم: عبدالناصر عليوي العبيدي

ولــي قــلبٌ تعاندُهُ الصّروفُ ونــهرُ الــحادثاتِ بــه يحوفُ – إذا تــركَ الــرَّبيعُ ...

غزة غزوات / بقلم: عصمت شاهين دوسكي

منى النفس غزواتها وحدها على كبد شروخها راع الصدود عادة حملت الوهن ...

غزة الأمة وأمة غزة/ بقلم: خالد السلامي

منذ نكبة فلسطين في ١٩٤٨ تلك السنة العجفاء بل وقبلها حين بدأ ...

الظل والقرين/ بقلم: فاطمة معروفي

قصيدة من ديوان “نفس الماء” ضوضاء الصمت…… من حولي تكبل نقطي تمسح ...

أسمال الفزاعة البالية للشاعر بادماسيري جاياثيلاكا / ترجمة : بنيامين يوخنا دانيال

هايكو ( 1 ) أسمال الفزاعة البالية يسحب الحباك خيوطها * من ...

في الجهة الأخرى من الخديعة / بقلم: سالم الياس مدالو

  في الجهة الاخرى من الخديعة تفرك الغربان باجنحتها الشوك العوسج والحنظل ...

حلبجة الجريحة / بقلم: عصمت شاهين الدوسكي

  هلموا اسمعوا هذا الخبر نبأ اليوم قد تجلى حضر من قريب ...

واحة الفكر Mêrga raman