الرئيسية / مقالات / إسهال…/ بقلم: يوسف بولجراف

إسهال…/ بقلم: يوسف بولجراف

إسهال…

 الصيف خرف، والنار “ڭداة ” وقضت

بقلم: يوسف بولجراف

ـــــــــــــ

عجيب أمرنا نحن البشر، نفهم بعضنا ولا نتفاهم، نحب بعضنا ولا نعبر على ذلك، بينما الحياة هي أبسط من أن نتجادل على أي شيء فيها، وعينا أحيانا يتبلور بالرغبة في المعرفة وأحيانا بدافع العوز والحاجة، وليس فقط من الكتب

، في مشهد فيضان أحد الوديان نتيجة أمطار الخير مؤخرا وهو يحمل   كمية هامة من السيول، يتساءل الكثيرون ولأول مرة، أين تذهب كل هذه المياه! أ للبحر أم للسد !!! ثم تطمئن النفوس عندما تعرف أنها تتجه للسد، الماء أساس الحياة، يجب إعادة النظر كليا في تصرفاتنا العفوية اتجاهه، عندما تجد الحنفية في منزلك وبها ماء أنظر للماء بشكل مختلف، تذكر أن هناك من يمشي ساعات طويلة للوصول إلى أقرب نقطة ماء ولا يجده بالجودة المتفرة لديك !! وقل الحمد لله دائما وأبدا؛ هكذا ببساطة حاجة الإنسان تجعله يود المعرفة ويعي قيمة نقص أو فقدان الشيء، وحين يكون في تصرفه ينسى، إذا كان الماء نعمة فالوعي بوجوده نعمة كذلك، في تدبيره والحفاظ عليه! هذا الوعي هو الذي يجعلنا نتعامل   بشكل عقلاني مع كل نعم الله! قال أحد الحكماء يوما سيأتي يوم تجد كأس ماء في قيمته يساوي برميل بترول ولسنا بعيدون عن ذلك. هذه الفكرة تحيلني على فكرة الاستقرار، أو بواعث الاستقرار في نفس الإنسان، هي نعم الله الموجودة في الأرض، ما يطلبه الإنسان في أي مكان، هو توفير حياة كريمة، وتحسين شكلها بما يسمى جودة الحياة، إحدى معايير السعادة وهذا هو الأساس المطلبي الأول عند الكل به تطمئن النفس، ويأمل في مستقبل آمن له ولأبنائه! مطلب بسيط في العمق، تعكره السياسة، وكل البرامج السياسية في الأصل تطرح هذه الفكرة، لأنها محور فكرة كل إنسان لكن في الطرح فخ هو فقط بدافع الوصول إلى التحكم في حياة الإنسان وخدمة مصالح شخصية ضيقة، وجعل هذا الإنسان يرضخ للقوانين المنظمة لسير حياته المتحكم فيها من قبل إنسان آخر! يملي عليه إرادته ويتفله بالواجبات التي عليه من أجل توفير هذه الحياة التي يطمح إليها! وكأن مشكلة الإنسان مع الإنسان نفسه الذي يود السلطة والحكم للعبث بحقوق الناس! هذا هو أصل وجود الدول والحدود بينها وهذا هو أصل الإشكال! ليس الإشكال في الاختلاف بين الشعوب من حيث الثقافات ولكن الإشكال الحقيقي فيمن يضع تلك الحدود ويبني فكرة الهواجس المادية والنفسية! والتخويف والتهويل من ثقافات الشعوب الأخرى، بينما كل الشعوب في الأصل هي واحدة ولها طموح واحد العيش الآمن الكريم، جشع الإنسان المتسلط دفع الناس للخوف من الناس وجعل الفرق بينهم ليس في الاختلاف الثقافي أو الديني أو العرقي بل الفرق في الامتلاك والسلطة! وتوسيع النفوذ والسيطرة على المناطق والهدف دائما   الاستغلال الوحشي وحب التملك! والأرض واحدة خصبة سخية لكن هناك إنسان يبحث عن مكان عيش كريم ونقيضه إنسان آخر يبحث عنذلك الإنسان   يستغله ويتحكم فيه في نفس المكان بغرض عيشه الكريم؛ أغوار النفس البشرية موحشة، فيها أسباب السلم والرفاه وفيها أسباب الحرب والدمار! كل هذا يحيلنا إلى أن من خلق الإنسان وجعله في الأرض يعرف جيدا أن الإنسان أصبح مكتمل العقل أصبح له إرادة يوجهها حسب الاختيار لهذا السبب بعثه إليها! بإرادته و حريته يعرف و يختار  و هذا الإنسان سوف يشقى ليس بسبب الظروف أو بسبب وجوده في الأرض ولكن بسبب حرية الاختيار و الإرادة  ،  ف كلما تكاثر في الأرض  تكاثرت الحرية و الإرادة و أصبح الكم يشكل  متنوع  الاختلاف ، من الرفض إلى القبول، من المجادلة إلى الصراع و  من النزاع إلى المصالحة  و من الحرب حين يتعب منها  إلى السلم  ليرتاح قليلا ، من هذه الإرادة نشأ التفكير و التنظير و البحث عن أفكار تطيل أمد هذا  السلم المنشود  ، ثم بروز  إرادة  تؤسس  مجالس استشارية تحل الخلافات و ما إلى ذلك ، كل هذا على أساس أن يعيش هذا الإنسان تلك الحياة التي يأمل بها ! غالبا ما يفكر الناس في تغيير أماكن و الهجرة إلى أماكن أخرى بعيدة لكن  يظهر  أفقها مشعا ، و الحال أن كل الأماكن متشابهة الفرق فقط في جودة الحياة المتوفرة بين حدود تلك المناطق التي أصبح لكل منها متحكم يسير  فيها حياة الناس ..إن سألنا أي مهاجر و هو يعود إلى أصله تجده يقول هجرت مجبرا   لكن الأصل في الحقيقة   هو عدم اكتمال النضج و طموح شباب ، يأمل الأفضل و يريد الوصول إلى العيش الكريم في أقل وقت ممكن و لو على حساب الاستقرار النفسي ، لأن الكثير من الأشخاص من وصلوا  سنا معينة يرفضون فكرة الانتقال من مكان لآخر لأي سبب كان  لأن أصل الإنسان في عمقه هو حب الاستقرار ، و الهجرة هي  إرباك للذات ، اهتزاز جذري يحدث في داخل  الإنسان يجعله و إن كان بطبيعته متأقلم  فإن  تأقلمه يحدث شرخا  في شخصيته و كيانه ! دافع الاستقرار عند الناس هو الأصل أما الاستثناء هو عطلة، قضاء فترة خارج مكان الاستقرار ليكسر الملل والروتين اليومي ويعود بنفس جديد دون اهتزاز في تلك الشخصية ودون إرباك حياة الاستقرار تلك! في الاستقرار حياة وبه يمكن تفعيل جودتها، العمل ولو ب أبسط الشروط والإمكانيات المتوفرة مع هدوء النفس تجعل الإنسان يطمئن على حياته الراهنة ويمكن بذلك أن يسميها حياة كريمة خالية من التأفف والعناء أو الشقاء، ف حياة البؤس والتعاسة وحياة الغنى والرفاه والسعادة سيان والإنسان هو من يصنعهما، الفقر كما الغنى هما صناعة من الإنسان والإنسان بطبيعته يختار إحداهما ويعيش معها، ولو عالمين مختلفين إلا أن بينهما ممرات تعطي فرصا له للقفز إلى إحداهما! غالبا يكون فيهما تبادل أدوار ولا يكون هذا التبادل إلا بفعل متغيرات زمنية عبر مراحل! أي في زمن ما من كان يعيش في ازدهار وبذخ وسلطة وجاه ولى مكانه من كان يظن يعيش أبد الدهر في الفقر! تاريخ الأمم دليل على تبادل تلك الأدوار! بين عهد ازدهارها وتدهورها كيفما كانت، لتحل مكانها أمم أخرى تعيش نفس المراحل ولو طال الزمن! وهذا حال البشرية منذ نزول أول البشر إليها

. .

لفصل الخريف شعور مميز، يبدأ بالدخول المدرسي وانفضاض الشواطئ، تكاد تصبح خالية من الحركة وصخب المصطافين، وتشعر وأنت على الشط وحدك تتأمل وتسمع الأمواج تتلاطم، البحر مميز، لكنه يختلف حين لا يكون به أحد،

تبدأ التفكير في تلك الفتنة التي يحدث الناس أوقات الاصطياف و المبالغة المفرطة في الاستهلاك و اللعب و البائعون يتربصون  بالكل ، الكل يمتهن شيء ما ،والمنتوج واحد هو المصطاف ، كل  المهن المرتبطة ب الصيف  تجد أصحابها  يبحثون عن ضحايا الاستمتاع بالعطلة ،لو وجدوا يبيعونهم حتى أشعة الشمس و السبلاتش   والكل يريد أن ينهش من جيب ذلك الإنسان الذي جاء يود الاستراحة ،أطلب  الراحة فقط يا عباد الله ، للراحة أيضا  ثمن المجحوم ، ” أكحب و إجبد المال و استمتع ”  و يبدأ السباق  سباق محموم نحو الربح المفرط الملعون  ، و  الكل يود أن يصبح غنيا في رمشة عين أو  مباشرة بعد موسم بين الأعياد   إنه الصيف و هذه هي الفرصة ،الناس  مغبونة و مغلوبة على أمرها ، و تريد الاستمتاع   ! زيادات قياسية، كأنك في جزر الأغنياء أو كأن الكل يجزم أن   بعد الصيف ستكون نهاية العالم! الحجة دائما وأبدا هي الأزمة! أي أنه لولا الأزمة لما كانت هذه الأسعار ملتهبة! منذ متى لم تكن يوما أزمة، أتذكر منذ نعومة أظفاري وأنا أسمع بها هي وطريق النمو، لم يكتمل الطريق بعد ولا انتهت الأزمة، اللوم هنا أيضا على الحكومة، تركت الكل ينهش الكل، والكل يقول ” أ لا تكفيهم كل هذه الزيادات يريدون خنقنا! أعتقد جازما أن المشكلة ليست هي الأزمة في حد ذاتها، هي نتيجة لهذا التصرف، أي سوء تدبير وجشع، زادت حدة   في تجارها، تجار الأزمة توسعت قاعدتهم لتشمل كل من يمارس المهنة حتى بائع النعناع والقزبر يريد أن يغتني بعد الصيف، الكل دون استثناء وبدعوى دع المسكين يتمعش، كل من يستغلون الوضع لتكريس الأزمة هم نحن، كلنا نساهم والعقل الجشع الاستغلالي أصبح ثقافة، القناعة استثناء، إذا لم تستغل الظرفية وتغش وتطلب في المنتوج أضعاف ثمنه ف أنت بليد غبي! أين الأخلاق، التجارة نبل قبل أن تكون منافسة وربح! تقاليد زمان عندما يفتح تاجر يخرج كرسي تعرفون القصة وحين يبيع لأول زبون يدخله، وعندما يأتي زبون آخر يوجهه لصاحب دكان لا زال كرسيه خارجا … هذه أخلاق المنافسة وأخلاق المعاملة مع الزبائن الكلام الطيب وفعل المروءة وما إلى ذلك

هذا الصيف قد غطى على كل الأصياف  ، و التجار الموسميين لن يكون أحدهم أفضل حالا  ، سوف يبقون كما هم ، دوما موسميين لن يتغير شيء سواء بالربح الكثير أو القليل ،” لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ” حياتهم ستظل كما هي ، لا تغيير ،لأنهم هم من ساهموا في الأزمة و عند الدخول المدرسي أو أي مناسبة أخرى موسمية   سيدفعون هم أنفسهم  ثمن ما جننوه في تجارتهم ! فالتعامل هنا مزدوج  الجزاء ، عندما  تبيع لشخص ف أنت أيضا ستشتري من جهة أخرى بنفس الطريقة ! و رغم كل الربح لا أحد رابح ، الكل يحتاج الكل و الكل إن نهب اليوم  الكل سيأتي دوره لينهب  أيضا ، هي دورة  حتى تكتمل الدورة ! مامعنى أن تكتري  كرسي أو شمسية بثمن خيالي ، أو تأكل في مطعم طاجين أقل مايقال عنه يساوي ضعف ثمن أربع كيلو لحمة و بداخله  فخذ دجاج و جناحين و جزرتين و بطاطس ، هكذا قالت الأم للولد كل البطاطس قال الشعب أنا لن آكل  البطاطس ف الزيت  غالية   ، قالت الحكومة للعصا ، لا علينا و ها أنا الآن بعد إنقضاء الصيف  أنظر إلى البحر و استجم   وقد عرض علي أحدهم شمسية  دون مقابل تذكرني هو لأني  كنت في المقابل  قد أعطيته قبضة  نعناع   ، عندما أصبحت  القبطة تساوي ضعف ثمنها المعتاد ، و لم ينسى ذلك  ، أتذكر كيف كان ينظر  إلي ، كأني أعطيته شيئا ثمينا ،لم ينسى أو ربما لأن الطلب على الشماسي  قل ، لا أعتقد إنه  الإمتنان و حسب ، قلت له أ  لم يعد هناك من يحتاج الآن الشماسي ! أجاب نفيا  وهو يضحك ، لم يعد أي شيء يعجب في هذه البلاد ، قلت له لا تشتري النعناع ، عندي قبضة هنا أعطاني إياها صديقي مسعود     ، طلب مني أن أعيد الشمسية  حين أود الخروج  وأن  أغلق باب  الشاطئ من ورائي  و أطفئ الشمس حال الغروب  ..الآن بعد أن أصبحت كاتبا مشهورا يجب أن أكتم ، ماذا أقول يجب أن  أكتب أشياء مهمة ، غالب الأحيان كتاباتي تقتصر على الفكرة لا أعلق على الأحداث  إلا قليلا ،أو  حين أرى أن الكتاب المهمين المختصين في إسقاط الطائرات  نسوا التعليق على نقطة هامة ، لا ! بل  تناسوا  و غالبا أطرح تلك النقطة التي مروا عليها مرور الكرام لأجدها أنها هي محور و صلب الموضوع ، أي أن كل الاحدات و الكيفية التي ثم بها التحليل  تغافلت النقطة ، من النقطة إلى المركز حول ! كانت النقطة المشتركة بينهم هي  تغافل  تلك النقطة المهمة المحورية و هي صلب الإجابة ربما ! عن سبق إصرار و تجاهل عندما يكون الكاتب المحلل له توجهات معينة ، من البلادة بمكان أن تنسى جوهر الأحداث المهمة  و تناقش القشور ،  هل هو ذكاء يدخل في إستراتيجية  الإلهاء  أنظر إلى العصفور هناك ، هل رأيته ! أنظر

..

إن وجدت هناك أخطاء صححها من فضلك ف بعد أن أصبحت كاتبا مشهورا لم يعد لدي وقت للتوضيب ، حسنا  أعود إلى  الموضوع مجددا  قلت  أي كاتب إن سألته كيف يكتب ، سيقول لك كما يكتب جميع الناس ، لكن الحقيقة التي يخفيها في إجابته ،هو أن فعل الكتابة مضن جدا ، ليس من السهل كتابة و لو مقال بسيط عن موضوع ما ! فعل  الكتابة  دائما يكون خارج إرادة الكاتب ، هو شعور بحالة غير عادية ، أفكار تتوارد و صوركالإسهال تباغتك و لاتدري أين تضعها ،المهم حالة الإسهال تلك صعبة للغاية   ، كما لو شيء يقول حان التنزيل ، بعد فترة  إمساك طويل ، و شاق  ، بنفس صعوبة الإمساك يكون هذا الإسهال ، بفارق بسيط أنه  قضاه  كجميع الناس في  الإستمتاع بفصل الصيف ، أحيانا يشك   الكاتب في  قدرته على الكتابة و أنه ربما  لن يكتب بعدها ، تم يأتي الفرج ، و تبدأ الحالة التانية تشتغل دون ترخيص  ،  تسأله زوجته ما بك ، لست على طبيعتك ،  لا يجيبها فعقله مشغول إلى حين !! يجب  أن ينزل هذا الشيء التقيل بعقله ، هل ستفهم هي  ذلك!! ، من ترتبط بكاتب ستعرف حتما فترات دورته الفكرية ههه المهم أننا كلنا في هذه الحياة نحتاج الكلمات ، هناك من يعيش فقط بالكلمات هي سعادته ، تصور أنك تقدم هدية بسيطة وردة  مثلا و لا ترفقها ببعض كلمات ! الهدية جميلة لكن الكلمات  المرفقة أجمل أو  التي كانت سترفقها  و هي بعدها  كل شيء  لأن الوردة سوف تذبل و تبقى سعادة اللحظة متميزة بتلك الكلمات “لك مني هذه الوردة من فنيس على قلتها  يا نجمة فنوس ،رأيتك  من  مجرة سومبريرو  و أود ألقاك  على   مدار نبتون نشرب ليبتون و نعيش على مرالزمن! أحبك دايسكي ، التوقيع   دوغفليد  ” الكاذب الرومانسي يعرف أنها تحب  غريندايزر، نعم أغلب الإناث على أشكالها تقع ببعض كلمات تذوب  ، فقط أرقص لها بالكلمات ،لكن من أين لنا بالكلمات و نحن لا نقرأ ، لا نجدد التعابير الهلامية  بدواخلنا ، كل الرجال يرقصون للنساء لإثارة إعجابهن ، كلنا نعيش من أجلهن لكنا نجحد الفكرة ننكرها ! آه أحبها لو تعلم ، أنا لا أعرف الرقص لكنها ربما إنتبهت إلى رقصة شنبي ! الرقص ميزة طبيعية للذكور لجلب الإناث  عند الطيور  ، و ليس ضروري تحريك الدف ولكن في الردة و الشدة و القدة يظهر الرقص و تميز الإناث رغبة  الرجل لتتدلل عليه أكثربعدها و تمحنه  ،تقرأ كلماته و تعرف نيته و تسمع نبضات قلبه ك ساعة حائطية في سكون الليل ، ولو يخفي جيري   ضربات قلبه  تظهر مليا ،ببساطة للإناث  كاشف حواس يعرف بالضبط ما يريده الرجل ،  الرومانسية الكتابية ليس لها حدود ك الفضاء و الخيال و أجمل منها هي  الكتابة الواقعية المليئة بالرصد الروحي  و التصويرالنفسي  لكل المشاعر الإنسانية منها السعيدة ومنها  المؤلمة الحزينة ! الأدب  الروسي متفوق في هذا المجال ، أي شيء تعيشه تجده عند الأدباء الروس و كأنهم في عصرنا رغم البعد الزمني و الإختلاف الإجتماعي ! كل هذا يجعل الكاتب يتوفق في فهم أغوار النفس البشرية و يقدم لنا المشاهد حارة  كما نود أن نراها ! إن تساءلنا لحظة  عن القراء نجدهم يشبهون الكاتب وحياته  ليست  أفضل منهم  حالا ، أغلب الكتاب الروس عاشوا فقراء  بخلاف المشاهير من  الفنانين و الرياضيين هم دوما أفضل حالا من معجبيهم  ! يبقى السؤال مطروحا هو أن نوع الكتاب الذي أتحدث  عنه هنا لم يعد موجودا ! أو أنه موجود بصيغة أخرى ، لم يعد الكاتب يعاني في كتاباته و أصبح هو من يبحث  عن القراء و ليس العكس ! أغلب الأوقات نجد أن الكاتب فلان هو الذي يقرأ للكاتب فرتلان  و له أصدقاء كتاب يطلبهم في نشر ما كتب ! يطري عليه البعض ، ما أجمل ماكتبت !  و هذا البعض نفسه  لم يقرأ إلا الجزء الأول من فقرة المقدمة وكيف  فهم المقال ! هذا يحيلنا إلى مشكلة عدم القراءة نحن لا نقرأ فقط ندعي القراءة ، ليس لأننا لا نحب القراءة أو لأنه  ليس  لدينا الوقت   الكافي لقراءة صحيفة أو مقال ، لكن عندنا كل الوقت لتتبع مقابلة في كرة القدم ، ليس لدينا وقت لقراءة رواية كاملة و  نفضلها عندما تعود فيلم  نشاهده و لا يعجبنا ، نتصور أنه الرواية لكنه فقط تصرف من المخرج  ! لن نعرف أبدا أسلوب الكاتب في السرد ، المصطلحات الجميلة والصور التي وضع بين  الجمل التي حتما  كانت ستغني عقلنا ! عندما تقرأ رواية مارسيل باغنيول ليس هو  الفيلمين المأخوذين من روايته  ،

ثم ما تبقى  من  الكاتب  هواليوم  كاتب  تفنيد في مصلحة الأدب بمجمع الصناعة الذي يملكه تشيخوف ، هو كاتب  رد بيانات على الإتهامات التي وجهت إلى وزارة الثقافة و  ليس لها أي أساس من الصحة و ندعو الرأي العام أن لا يصدق خرافات كاتب  الهلوسة و الخيال بدافع من نقابة العمال التي تدافع عن حقوق خادمة تشيخوف نفسه  ، و إذن ف الكاتب إما كاتبا أو كاتب أو  موظف أجير  يشتغل عند وزارة الثقافة أو فقط طالب معاشه.

عن Xalid Derik

x

‎قد يُعجبك أيضاً

صدور العدد (21) من مجلة شرمولا الأدبية Hejmara (21) a Kovara Şermola Derket

  صدور العدد (21) من مجلة شرمولا الأدبية   صدر العدد (21) ...

السهل الممتنع في ديوان “للحبر رائحة الزهر” للشاعر نصر محمد/ بقلم: ريبر هبون

وظف نصر محمد الإدهاش مغلفاً إياه بالتساؤل مقدماً اعترافاته الذاتية على هيئة ...

شعاراتٍ العربْ / بقلم: عبدالناصرعليوي العبيدي

فــي  شعاراتٍ العربْ دائــماً تَــلقى الــعجبْ . رُبّما  المقصودُ عكسٌ لستُ أدري ...

 القراءة :النص بين الكاتب والقارئ/ بقلم مصطفى معروفي

من المغرب ــــــــــــ بداية نقول بأن أي قراءة لنص ما لا تتمكن ...

جديلة القلب/ بقلم: نرجس عمران

عندما تضافرتْ كلُّ الأحاسيس في جديلة القلب أيقنتُ أن رياحكَ هادرة ٌ ...

على هامش تحكيم مسابقة تحدي القراءة / فراس حج محمد

من فلسطين تنطلق مسابقة تحدي القراءة من فكرة أن القراءة فعل حضاري ...

نســـــــــــــرين / بقلم: أحمد عبدي 

  من المانيا “1”   توقف البولمان  في المكان المخصص له  بعد ...

أناجيكَ ياعراق / بقلم: هدى عبد الرحمن الجاسم

أناجيكَ بين النخلِ والهورِ والنهرِ وأشكو لكَ الإبعادَ في الصدِِّ والهجرِ إلامَ ...

واحة الفكر Mêrga raman