الرئيسية / قصة / رائحة التفاح / بقلم: د.حسين علي بابان

رائحة التفاح / بقلم: د.حسين علي بابان

رائحة التفاح

بقلم: د.حسين علي بابان

 -قصة قصيرة

ــــــــــــــــــ

أسير بالجبل والخراف أمامي وأحرك العصا الطويلة …!!

تلوح أمي بيدها لكي تودعني:

– عد باكرا ولا تتأخر، الظروف مخيفة هذه الأيام.

أسمع صوتا يقترب أكثر فأكثر مني فأقف في مكاني، أحرك رأسي وأنظر للسماء فإذ أجد طائرة تحلق فوقي. !!

أصابني الذعر والارتباك فتركت خرافي، وارتميت نحو الأعشاب لكي لا تراني الطائرة.

وضعت كلتا يدي على أذني لأني لا أريد أن أسمع صوت الطائرة المخيف، وإذ تهتز الأرض بقربي وكأن زلزال قد وقع. !!

أشم رائحة التفاح تعطر الهواء، وإحساس بالدوار يصيبني فأغمضت كلتا عيني.

أجد يد تلامس وجهي ففتحت عيني، وإذا أجد اللون الأسود ولا شيء سوى اللون الأسود، أفرك عيوني وأقول بصوت مرتفع:

– من أطفأ الضوء، أين أنا، ماذا حدث، لماذا أنا أرى فقط اللون الأسود…؟؟

فأجد صوتا يقول لي ويده تلامس وجهي:

– هل كانت رائحة التفاح آخر رائحة شممتها…؟

أجبت بسرعة ومن دون تردد:

– نعم فلقد شاهدت طائرة، وبعدها حدثت هزت عنيفة وشممت رائحة التفاح. !!

فإذا صاحب الصوت يقول لي:

– يا مسكين، لقد فقدت نظرك بسبب هذه الرائحة. !!

وبعدها علمت بأنني تعرضت لأحد الأسلحة وبأن رائحة التفاح أفقدتني بصري وأخذت مني أمي كذلك.

عن Xalid Derik

x

‎قد يُعجبك أيضاً

نزل المطر/ بقلم: آمنة بريري

نزل المطر   فاصطبغ الكون بالصفاء والسموّ   وسرت نسمات شذيّة تلامس ...

على نكْءِ الجراحِ أرشُّ مِلحاً / بقلم: عبدالناصر عليوي العبيدي

ولــي قــلبٌ تعاندُهُ الصّروفُ ونــهرُ الــحادثاتِ بــه يحوفُ – إذا تــركَ الــرَّبيعُ ...

غزة غزوات / بقلم: عصمت شاهين دوسكي

منى النفس غزواتها وحدها على كبد شروخها راع الصدود عادة حملت الوهن ...

غزة الأمة وأمة غزة/ بقلم: خالد السلامي

منذ نكبة فلسطين في ١٩٤٨ تلك السنة العجفاء بل وقبلها حين بدأ ...

الظل والقرين/ بقلم: فاطمة معروفي

قصيدة من ديوان “نفس الماء” ضوضاء الصمت…… من حولي تكبل نقطي تمسح ...

أسمال الفزاعة البالية للشاعر بادماسيري جاياثيلاكا / ترجمة : بنيامين يوخنا دانيال

هايكو ( 1 ) أسمال الفزاعة البالية يسحب الحباك خيوطها * من ...

في الجهة الأخرى من الخديعة / بقلم: سالم الياس مدالو

  في الجهة الاخرى من الخديعة تفرك الغربان باجنحتها الشوك العوسج والحنظل ...

حلبجة الجريحة / بقلم: عصمت شاهين الدوسكي

  هلموا اسمعوا هذا الخبر نبأ اليوم قد تجلى حضر من قريب ...

واحة الفكر Mêrga raman