سنوات مضت
وأنا أرتب الصباح كما أشاء
لكن هذا الصباح رتب لي نفسه
بعيداً عن تقليدية الصباحات التي اعتدتها
كنت سأفتتحه بفنجان قهوة مُرة
وبطريقة ما
وجدت قدح شاي أمامي
حلو المذاق !
كنت سأقطف جورية حمراء أو وردية
تُغريني بجمالها وعطرها
أتوسلها أن تصنع لي صباحاً جميلاً مثلها
لكني وجدت نفسي قرب شجرة الرمان عوضاً عنها
وأزهار الجُلنار المتفتحة
تَشي بالترف المُخبأ تحت أوراقها
ليزدان به ما هو آتٍ من الآيام
كنت سأقرأ مقالات في السياسة
أو أشاهد آخر تصريحات الساسة في الشرق
أرقب ما يحدث في العالم من أزمات وصراعات وحروب
لكنني أخترت الشعر والُحب والسلام
وأن يبدأ الصباح بالأغنيات
كنت سأختار أغنية فيروز ” الله معك يا هوانا “
فأقترح يوتيوب فيروز أيضاً
عندما أفتتحت الرابط
كانت الأغنية ” أنا لحبيبي وحبيبي إلي “
ثمة عصفورة شقية
ترقص فرحاً وتُغرد وسط الحديقة
تُشبه عصفورة فيروز وفضولها
ثمار التفاح تدلت من أشجارها
تَسند نفسها على الأرض
كأنها قَلب مُثقل
يحتاج الارض تُحرره وتبعث بأثقاله إلى النور
هديل اليمامة ينبعث من خلف المدى
مُحملاً بالبهجة والسرور
تاركاً في النفس شيء من الأمل
بأن ” هنالك شيء جميل قادم لا مُحال “
الشمس المُشرقة تغسلني من عُتمة الأمس
والربيع في أغنية فيروز بزغ في قلبي
لو إنني رتبت لي صُبحاً من اختياري
ما كنت سأستمتع بهذا الصبح السعيد
….
