الرئيسية / إبداعات / علبة ليليّة لا تتوقّف عن الرقص/ بقلم: نبيهة علاية

علبة ليليّة لا تتوقّف عن الرقص/ بقلم: نبيهة علاية

علبة ليليّة لا تتوقّف عن الرقص
الرجل الذي يجلس إلى الطاولة و يبتسم
يلهب الدماء في شراييني
كرجل الثلج نسيج من شعلة .
أنظر إليه…كأني أراك ؛
عيونك أشبه بنور آخر النفق.
كأس لي …و كأس عليّ ؛
أعلّق شفاهي …
و أكتظّ بك حتى يختنق النبض
و أختفي في الضوضاء.
صرت ناسكة…
كلما أراك …أسكب له نخبَنا
ليشرب… الحكاية ،كلّ الحكاية .
كلّ الحكاية…قارورة نبيذ المفضل عندي.
الآن
لا نملك ولا ذكرى
فقط عيونك …
و ثمالة رجل …قد أرهقته الكؤوس،
مزج البيرا بالنبيذ ؛ كلما أراك…وأنا أنظر إليه.
*****
أفكّر بالمرأة التي اصطحبها ذلك الثري العجوز
حجب علينا و حاشيته الأضواء ؛ حشرها في زاوية.
أفكر بالزاوية …
كيف ستحمل كل هذه الأجساد القائمة على إمرأة !؟
للعشيقة رائحة مختلفة لا تجدها عند غيرها
كالتي تزدحم بك في الأزقة و البيوت العتيقة .
أفكر بالأضواء و انعكاسها
أتفحّص كلّ العيون التي تتلصّص تحت ثيابها
وتفاصيلها الظاهرة و الخفية
طريقتها في شرب البيرا مخضرمة
نهمة… الكيد يفيض منها
ذلك الثري …الطاعن في المكابرة
قد يموت ب”أوفر دوز “من ذلك الفيض و يحشر في الزاوية.
ضوضاء مفكرة
كالأضواء التي تتراقص مع أجسادنا في الديسكو
تزيد حماستنا …
تصرخ لغتنا بالألوان و الإثارة
أراقب الوجوه و الحركات الخفية و الهمسات
التي تسطع فيها الأضواء.
بدأت أهز برأسي ومن ثم جسدي .
الأضواء تصنع هالة لتلك الوجوه
و كذلك تصنع فانتازم…
الفانتازم الذي في خيالهم كأني أراه
أسكب له نخبنا ؛
كأس لي …و كأس عليّ
رأسي علبة ليلية
لا تتوقف عن الرقص.
*****
الرجل الذي يجلس إلى جسده و يبتسم
ينضج الماء تحت جلدي
كرجل الثلج نسيج من شعلة.
أمرّر أصابعي…على هزائمه
و يَعُدّ لي …الحكاية
كلما يحفر في العمق ،أتحسّس لحمي.
إمرأة واحدة فقط
كانت هزائمه… كل هزائمه.
أسكب… له نخبنا
ليشرب الحكاية .
الحكاية…إمرأة انتصرت لنفسها ؛
جعلت من جلدها قربانا …ليَعُدّ كلّ الحكاية .
*****
أفكّر بالرجل الذي ابتلع جسده أصابعي
حتى يتلذذ مرورك في داخلي و ينتصر للسواكن .
أفكر بالسواكن …
كيف ستحمل كل هذه الأجساد القائمة على إمرأة!؟
أحب الوفرة التي في داخلي؛
ضوضاء مفكرة
رأسي علبة ليلية
لا تتوقف عن الرقص.
في نفس الطاولة أجلس إلى جسدي
أستشعر الإثارة في الأضواء
وأجهش بالشهوة .
أريد أن أثمل الليلة
بشيء سريع الالتهاب
حين يختلط بمائي
أريد أن أكون كما أشتهي لا أكثر .
نبيهة علاية
أوت 2023

عن Xalid Derik

x

‎قد يُعجبك أيضاً

تخفي الهشاشة في زمن مغلق/ بقلم: مصطفى معروفي

شاعر من المغرب ـــــــــ صدِّقوا الطير إن هي مدت مراوحها في دم ...

رحل بيتر هيجز: الرجل الخجول الذي غير فهمنا للكون/بقلم جورجينا رانارد/ترجمة: محمد عبد الكريم يوسف

  اشتهر البروفيسور بيتر هيجز بهذا الشيء الغامض الملقب بـ “جسيم الإله” ...

القيم الاجتماعية في عشيق الليدي تشاترلي للكاتب دي اتش لورنس/ محمد عبد الكريم يوسف

في رواية دي إتش لورانس المثيرة للجدل، عشيق الليدي تشاترلي، يلعب موضوع ...

آهٍ إن قلت آها / بقلم: عصمت دوسكي

آه إن قلت آها لا أدري كيف أرى مداها ؟ غابت في ...

الكتابُ … / بقلم: أحمد بريري

  الكتابُ خيْرُ صحْبي فيهِ تلقَى المعْلوماتِ منْ علومٍ وقرِيضٍ وتاريخِ الموجوداتِ ...

أحلم بعيون ذكية / بقلم: سامح أدور سعدالله

أحلم بعيون ذكية أتغمض عيناي الغبية  ذكائي؟ تلك هي المعادلة التي تحتاج ...

قصيدة”سكارى بالكرة” للشاعر مصطفى معروفي/ بقلم: عبد الرحمن منصور

1ـ القصيدة: سكارى بالكرة شعر:مصطفى معروفي نظـلُّ بهـا علـى وهْــمٍ سـكـارى***و قد ...

الفصام / بقلم: عــبــدالناصر  عــلــيوي الــعــبيدي

  ———- الــصدقُ فــي الإنــسانِ خيرُ فضيلةٍ فــــعــلامَ تــكــذبُ أيــهــا الــكــذابُ – ...

واحة الفكر Mêrga raman