الرئيسية / إبداعات / أنا العدم / بقلم: هيفين العلي

أنا العدم / بقلم: هيفين العلي

أنا العدم

أنا سيدة الربيع الهش

وقامة صفراء

لا صفة لي في مدائن الغبار

يعبرني الجمود

كخشخشة أوراق التين

عندما يغزوها الريح

أنا لكنة الجليد

وبحة الزمهرير المرمي

على قارعة الشتاء

بودي لو أنوب عن غيمة مهنتها

علي أتهاطل دمعات على جغرافية ما

ثم أتبدى

كي يحلو للعشب الرقص على خشبة المسرح

أنا خرافية الوجع

ويدي غارقة في الحبر

أكتبني فصلا فصلا

ثم أتثاءب

لأناغم البداهة طبعها التقليدي

كأن أنام في قزحية الأرض

كقوس قزح

لبضع دقائق

واكتشف فجأة إنني وهم

تقيأتني الشمس

إهزوجة للمنفى

أنا الفتور النابت من بين أصابع اللاجدوى

أستقطب الأفكار اللامنتمية إلي

ثم أرجوها ان تمكث في الشفق

حتى أراها وهي غائبة عن الوعي

بكل حمرتها

إلى معاقل الغروب

أنا فوضاي

وبقايا سراب مكتف بالرقص على الجمرات

هذا غياب

وذاك رحيل

وهذه التي تطفو عل متن الأرض

كأغنية صلبة

هي أناي

أناي الغارقة في حمى الغياب

أشعرني مدى

وأفقي ضيقة جدا

حين أرتطم بظلي الجامح

وهو يرجوني الركض خلف الصدى

علي أتعثر بي كحقيقة حية

أنا ورقة يابسة

سقطت بكل قامتها

في الذكرى

كي تبقى حية

في لوحة فنان

مزج الدمع والفحم ليتناغما كالرماد

أنا كلمة مرة

في حلق الدجى

لا أجنحة لي

كي أشعر إني أقاسم الليل حنكته

في نثر أوجاعي كالنجوم

فأكتفي بإشعال شمعة

أبادلها الإحتراق

وتبادلني النحيب

أنا طفلة

نسيت جناحي

على صفحات الريح

لا هي انتظرتني حتى أرتديها

ولا أنا انتظرتها

كي أكتب قصيدة

تترجم توقي لألعابي ومقتنياتي

أنا زهرة التوليب

أنكفأ على نفسي

كلما ماجت بي الأهوال

وعصفت بي المواقيت

أنا شامة

على خد نرجسة

قصيرة العمر

وكثيرة الإفتتان

لكنها وأدت في يد جلاديها

انا كوكب

بلا مجداف

أرتقب القيامة

وهي تأتيني على عجالة

لأكف عن الدوران حول كينونتي

كالسديم الجاحد

أنا برقية عزاء

ونعوة فارغة مني

كأنني اللاشيء

وكأن اللاشيء أنا

أنا الغسق

أتمترس خلف القضبان

كي لا أفتح عيني

لأرى هشيمي

يزاول مهنة النهوض من تحت الأنقاض

وكأني ألم شتاتي

من فم الريح

أنا سليلة الرمل

انكسر كالبللور

إثر بريد متأخر

أنا كالغد

غامضة

لاملامح لي

سوى اسمي المتجرد من النداء

أنا أحجية

استعصت على العقول

ثم لاذت بالفرار

إلى المجهول

كصعقة برق

أنا تاريخ

أجهل يوم ولادتي

كما أجهل غدي

وكما جهلني أمسي

وأنا بأمس الحاجة إلى يدان تتلقفانني

كقارورة عطر

أنا ما أنا

أنا العدم

والعدم أنا

عن Xalid Derik

x

‎قد يُعجبك أيضاً

أمة العرب والأمم المتحدة / بقلم: خالد السلامي

يعتبر العرب وخصوصا العراق ومصر وسوريا والسعودية ولبنان من اوائل المشاركين في ...

من عمق المجتمع، جداريات بجمالية داهشة للقاصة زلفى أشهبون/ بقلم: بوسلهام عميمر

                        ...

تخفي الهشاشة في زمن مغلق/ بقلم: مصطفى معروفي

شاعر من المغرب ـــــــــ صدِّقوا الطير إن هي مدت مراوحها في دم ...

رحل بيتر هيجز: الرجل الخجول الذي غير فهمنا للكون/بقلم جورجينا رانارد/ترجمة: محمد عبد الكريم يوسف

  اشتهر البروفيسور بيتر هيجز بهذا الشيء الغامض الملقب بـ “جسيم الإله” ...

القيم الاجتماعية في عشيق الليدي تشاترلي للكاتب دي اتش لورنس/ محمد عبد الكريم يوسف

في رواية دي إتش لورانس المثيرة للجدل، عشيق الليدي تشاترلي، يلعب موضوع ...

آهٍ إن قلت آها / بقلم: عصمت دوسكي

آه إن قلت آها لا أدري كيف أرى مداها ؟ غابت في ...

الكتابُ … / بقلم: أحمد بريري

  الكتابُ خيْرُ صحْبي فيهِ تلقَى المعْلوماتِ منْ علومٍ وقرِيضٍ وتاريخِ الموجوداتِ ...

أحلم بعيون ذكية / بقلم: سامح أدور سعدالله

أحلم بعيون ذكية أتغمض عيناي الغبية  ذكائي؟ تلك هي المعادلة التي تحتاج ...

واحة الفكر Mêrga raman