الرئيسية / قصة / الجباه الجافة / نجاح هوفك

الجباه الجافة / نجاح هوفك

 

الجباه الجافة

 

في تلك الليلة المظلمة، كانت الأشجار ترسل موسيقاها مع الريح، تنادي النائمين كي يستفيقوا من أحلامهم

و يناجوا بدعواهم ليوم جديد بلا هواجس، كنت أراقب أرجلهم المعلقة على أطراف الأسرة،

أرجل مزرقة من السير الطويل وهم جاهدون في قطع المسافات عبثاً،

أراقب لهاثهم المستميت عبر بوابة الزمن التي لطالما كانت عائقا أمامهم، وتلك الصبية، ترفع شالها المبلل بالدموع،

أسدلته يوما على يدي حبيبها في لحظات الوداع، لا تزال تحتفظ بها، تحتفظ برائحة أصابعه وهو يمررها على جبينها لآخر مرة، ويقول لها أنا لك للأبد، وهي لا تزال تنتظر هذا الأبد، تحلم مثل كل هؤلاء، تنتظر فجر ليلها المظلم،

لم تكن تدري أنها ستلحن مع أوراق الشجر، و ذرات الهواء المحمل بأنفاسه ملحمة انتظار طويلة،

تحسست أصابع قدميها، مزرقة ككل القابعين في قعر الأيام المملة، متراكمة أسرارنا البريئة، ونظراتنا الآثمة للذكريات، و للغد المجهول، ولكن في كل مرة تتحسس جبينها ، أدركت أنه كما كل الجباه الجافة ينتظر حلماً غائباً في ثنايا الزمن.

 

 

 

بقلم: نجاح هوفك

عن Xalid Derik

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

x

‎قد يُعجبك أيضاً

أمة العرب والأمم المتحدة / بقلم: خالد السلامي

يعتبر العرب وخصوصا العراق ومصر وسوريا والسعودية ولبنان من اوائل المشاركين في ...

من عمق المجتمع، جداريات بجمالية داهشة للقاصة زلفى أشهبون/ بقلم: بوسلهام عميمر

                        ...

تخفي الهشاشة في زمن مغلق/ بقلم: مصطفى معروفي

شاعر من المغرب ـــــــــ صدِّقوا الطير إن هي مدت مراوحها في دم ...

رحل بيتر هيجز: الرجل الخجول الذي غير فهمنا للكون/بقلم جورجينا رانارد/ترجمة: محمد عبد الكريم يوسف

  اشتهر البروفيسور بيتر هيجز بهذا الشيء الغامض الملقب بـ “جسيم الإله” ...

القيم الاجتماعية في عشيق الليدي تشاترلي للكاتب دي اتش لورنس/ محمد عبد الكريم يوسف

في رواية دي إتش لورانس المثيرة للجدل، عشيق الليدي تشاترلي، يلعب موضوع ...

آهٍ إن قلت آها / بقلم: عصمت دوسكي

آه إن قلت آها لا أدري كيف أرى مداها ؟ غابت في ...

الكتابُ … / بقلم: أحمد بريري

  الكتابُ خيْرُ صحْبي فيهِ تلقَى المعْلوماتِ منْ علومٍ وقرِيضٍ وتاريخِ الموجوداتِ ...

أحلم بعيون ذكية / بقلم: سامح أدور سعدالله

أحلم بعيون ذكية أتغمض عيناي الغبية  ذكائي؟ تلك هي المعادلة التي تحتاج ...

واحة الفكر Mêrga raman