الرئيسية / إبداعات / أنا يا أبي/ أحمد الشيخ

أنا يا أبي/ أحمد الشيخ

أنا يا أبي

أنا أحمدٌ يا أبي في الفُصولِ
جَبيني رسومٌ على نَصْلِ ظِلّي
وكَفّي تَقولُ تَعاريجَ عُمْري
وما كُنتُ يوماً خَصيمَ العنادِلْ

أتدري بأنّي حَبيسُ المكانِ
سكنتُ عَرينَ الدّواهي غَريباً
أعاني كثيراً صُروفَ المُحالِ
ومرَّ الظّروفِ وعَصفَ النَّوازِلْ

أنا أحمدٌ يا أبي في أتونِ الحياةِ
يُباغِتُني مولدي في مَساري
وذِكْراكَ ماثِلةٌ في كِفاحي
أعانِقُ طيفكَ عند المَنازِلْ

وأمّي تُناجي على زِندِ قلبي
أراها بِرَغْمِ الغيابِ أمامي
حبيبةَ جفني الذي لاينامُ
فقيدةَ روحي وحدوَ القوافِلْ

فأيلولُ يَروحُ ويأتي عنيداً
يُقاضي حدودَ اللجوءِ المريرِ
أحقّاٌ أقولُ سكاتي حديثاً
فَيُنطِقُني حرفُ شِعرٍ مُسائِلْ

أنا يا أبي في مسيرٍ طويلٍ
وحتّى الوصول إلى أمنياتي
أطارِدُ وعدي بُعيدَ الرَّصيفِ
كأنّي المُهاجِرُ قبلَ الأوائِلْ

فأعْشَقُ بَحرَ بلادي المنادي
على مَرْكِبِ العومِ غَرباٌ يُسافِرْ
فلا وِجهَةٌ حيث مَوطِنُ أهلي
يَسوقُ الرّفاقِ يجولُ السَّواحِلْ

سأكتبُ حبّي على ريشِ طائِرْ
أناشيدَ عِشقٍ وألحانَ ثائِرْ
وأمضي بعيداً إلى أغْنياتي
لِتَسقي مديداً ضِفافَ الجَّداوِلْ

فأعْشقُ شهري وأعلنُ جَهْرا
سأبقى بِسيفي وليدَ المُقاتِلْ
ويَسكِبُ بوحي مدادي عُمْرا
لأبقى غريداً لِحَقلِ السَّنابِلْ

 

 

19/9/2017
بقلم: أحمد الشّيخ

عن Xalid Derik

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

x

‎قد يُعجبك أيضاً

أمة العرب والأمم المتحدة / بقلم: خالد السلامي

يعتبر العرب وخصوصا العراق ومصر وسوريا والسعودية ولبنان من اوائل المشاركين في ...

من عمق المجتمع، جداريات بجمالية داهشة للقاصة زلفى أشهبون/ بقلم: بوسلهام عميمر

                        ...

تخفي الهشاشة في زمن مغلق/ بقلم: مصطفى معروفي

شاعر من المغرب ـــــــــ صدِّقوا الطير إن هي مدت مراوحها في دم ...

رحل بيتر هيجز: الرجل الخجول الذي غير فهمنا للكون/بقلم جورجينا رانارد/ترجمة: محمد عبد الكريم يوسف

  اشتهر البروفيسور بيتر هيجز بهذا الشيء الغامض الملقب بـ “جسيم الإله” ...

القيم الاجتماعية في عشيق الليدي تشاترلي للكاتب دي اتش لورنس/ محمد عبد الكريم يوسف

في رواية دي إتش لورانس المثيرة للجدل، عشيق الليدي تشاترلي، يلعب موضوع ...

آهٍ إن قلت آها / بقلم: عصمت دوسكي

آه إن قلت آها لا أدري كيف أرى مداها ؟ غابت في ...

الكتابُ … / بقلم: أحمد بريري

  الكتابُ خيْرُ صحْبي فيهِ تلقَى المعْلوماتِ منْ علومٍ وقرِيضٍ وتاريخِ الموجوداتِ ...

أحلم بعيون ذكية / بقلم: سامح أدور سعدالله

أحلم بعيون ذكية أتغمض عيناي الغبية  ذكائي؟ تلك هي المعادلة التي تحتاج ...

واحة الفكر Mêrga raman