الرئيسية / قصة / حينما قلتُ لها لماذا تشاكسينني في العتمة/ عطا الله شاهين

حينما قلتُ لها لماذا تشاكسينني في العتمة/ عطا الله شاهين

حينما قلتُ لها لماذا تشاكسينني في العتمة؟

هي فتاةٌ عادية ملامحها سلافية، تعوّدتْ أنْ تأتي إلى غرفتي عاشقة الفوضى والكركبة ذات زمنٍ ولّى، حينما كنتُ شابّا مراهقاً في بلدٍ يعيش فيه الناس بلا أيّ كبتٍ .. أذكر بأنني عشتُ حريةً من نوعٍ آخر، لم يسألني هنا أي أحد ماذا تفعل وإلى أين أنت ذاهب؟ الكل هناك لا يتدخلون بشؤون الآخرين. الناس هناك رأيتهم مهتمين بحياتهم عكس ما هو موجود عندنا في بعض مجتمعاتنا العربية، حينما يتدخل الناس في حياة الآخرين.. ففي تلك البلد تعوّدت تلك الفتاة السلافية على مشاكستي في العتمة، فتجسّرت ذات ليلةٍ مقمرة وباردة، وقلت لها بينما كنّا ندخّن على الشّرفةِ سجائرنا الرخيصة: لماذا تحبّين مشاكستي في العتمة؟ ساد الشرفة حينها جوّا من الصمتِ لثوانٍ معدودات، وقالت بصوتها الناعم: لأن في العتمة أبوح لكَ بكل ما عندي من صخبٍ في الحبِّ بلا أيّ خجلٍ، وبعد أن دخّنا سجائرنا عُدنا إلى جوّ الغُرفةِ المليئة بالفوضى، وراحتْ تشاكسني بكلِّ حُبّ..

 

 

 

بقلم: عطا الله شاهين

 

عن Xalid Derik

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

x

‎قد يُعجبك أيضاً

أمة العرب والأمم المتحدة / بقلم: خالد السلامي

يعتبر العرب وخصوصا العراق ومصر وسوريا والسعودية ولبنان من اوائل المشاركين في ...

من عمق المجتمع، جداريات بجمالية داهشة للقاصة زلفى أشهبون/ بقلم: بوسلهام عميمر

                        ...

تخفي الهشاشة في زمن مغلق/ بقلم: مصطفى معروفي

شاعر من المغرب ـــــــــ صدِّقوا الطير إن هي مدت مراوحها في دم ...

رحل بيتر هيجز: الرجل الخجول الذي غير فهمنا للكون/بقلم جورجينا رانارد/ترجمة: محمد عبد الكريم يوسف

  اشتهر البروفيسور بيتر هيجز بهذا الشيء الغامض الملقب بـ “جسيم الإله” ...

القيم الاجتماعية في عشيق الليدي تشاترلي للكاتب دي اتش لورنس/ محمد عبد الكريم يوسف

في رواية دي إتش لورانس المثيرة للجدل، عشيق الليدي تشاترلي، يلعب موضوع ...

آهٍ إن قلت آها / بقلم: عصمت دوسكي

آه إن قلت آها لا أدري كيف أرى مداها ؟ غابت في ...

الكتابُ … / بقلم: أحمد بريري

  الكتابُ خيْرُ صحْبي فيهِ تلقَى المعْلوماتِ منْ علومٍ وقرِيضٍ وتاريخِ الموجوداتِ ...

أحلم بعيون ذكية / بقلم: سامح أدور سعدالله

أحلم بعيون ذكية أتغمض عيناي الغبية  ذكائي؟ تلك هي المعادلة التي تحتاج ...

واحة الفكر Mêrga raman