الرئيسية / قصة / رجُلٌ هرِمٍ يحنّ لطعمِ حُبٍّ مجنونٍ/ عطا الله شاهين

رجُلٌ هرِمٍ يحنّ لطعمِ حُبٍّ مجنونٍ/ عطا الله شاهين

عطا الله شاهين

رجُلٌ هرِمٍ يحنّ لطعمِ حُبٍّ مجنونٍ

يحِنُّ ذاك الرجل الهرم لحُبٍّ مجنونٍ ذاقَ طعمَه، حينما تركتُه أُمّه عندما كان طفلاً مع امرأةٍ أتتْ لزيارتها ذات مساءٍ، بسببِ انشغال أُمّه حينذاك في إعدادِ الأكل، لكنّ تلك المرأة دبّ فيها النُّعاسُ، وغفتْ على الأريكة، فراحَ الطّفلُ يرضعُ مِنْ تلك المرأة بشكلٍ هستيري، وذات ليلة رآها في حُلْمٍ وبدتْ له هرمةً، لكنَّها ظلّتْ محتفظةً بجمَالِها، وقالت له في ذاك الحُلْم: أتريد حُبّاً آخر منّي! فقالَ لها: ما زلتُ أحِنُّ لطعمِ الحُبِّ، الذي أسكتِني به من جوعٍ مجنون.. ما زلتُ أشتاقُ لدفئكِ، بينما كنتُ أرضعُ حينها بكلّ حُبٍّ منكِ، فقالتْ له: لكنّكَ الآن كبرتَ، وذقتَ طعمَ حُبٍّ آخر، فقالَ لها: لا أدري، فحُبُّكِ كان مجنونا، وها أنا أظلُّ مشتاقاً إلى حُبِّكِ، فقالتْ له: كلا، أنتَ الآن معجونٌ في حُبِّ امرأةٍ أُخرى، وهي ترويكَ كلّ الحُبّ، أمّا أنا فهرمتُ، ولا يمكنُ أنْ تستطعمَ في حُبّي مرة أخرى، وبينما كانتْ تتحدّثُ إليه صحا على صوتِ جلبةٍ، وتبيّن أنَّ القططَ كانت تلعب تحت نافذته بلعبةِ الحُبِّ، وضاعَ الحُلْمُ، لكنّه ظلّ يحنّ لطعمِ حُبّ مجنونٍ من تلك المرأة، التي باتت هرمة مثله، وهو بات هرما أيضا مع مرور السّنين، لكنه يظلّ يتذكر ذاك الحُبّ.

 

 

بقلم: عطا الله شاهين

 

عن Xalid Derik

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

x

‎قد يُعجبك أيضاً

تخفي الهشاشة في زمن مغلق/ بقلم: مصطفى معروفي

شاعر من المغرب ـــــــــ صدِّقوا الطير إن هي مدت مراوحها في دم ...

رحل بيتر هيجز: الرجل الخجول الذي غير فهمنا للكون/بقلم جورجينا رانارد/ترجمة: محمد عبد الكريم يوسف

  اشتهر البروفيسور بيتر هيجز بهذا الشيء الغامض الملقب بـ “جسيم الإله” ...

القيم الاجتماعية في عشيق الليدي تشاترلي للكاتب دي اتش لورنس/ محمد عبد الكريم يوسف

في رواية دي إتش لورانس المثيرة للجدل، عشيق الليدي تشاترلي، يلعب موضوع ...

آهٍ إن قلت آها / بقلم: عصمت دوسكي

آه إن قلت آها لا أدري كيف أرى مداها ؟ غابت في ...

الكتابُ … / بقلم: أحمد بريري

  الكتابُ خيْرُ صحْبي فيهِ تلقَى المعْلوماتِ منْ علومٍ وقرِيضٍ وتاريخِ الموجوداتِ ...

أحلم بعيون ذكية / بقلم: سامح أدور سعدالله

أحلم بعيون ذكية أتغمض عيناي الغبية  ذكائي؟ تلك هي المعادلة التي تحتاج ...

قصيدة”سكارى بالكرة” للشاعر مصطفى معروفي/ بقلم: عبد الرحمن منصور

1ـ القصيدة: سكارى بالكرة شعر:مصطفى معروفي نظـلُّ بهـا علـى وهْــمٍ سـكـارى***و قد ...

الفصام / بقلم: عــبــدالناصر  عــلــيوي الــعــبيدي

  ———- الــصدقُ فــي الإنــسانِ خيرُ فضيلةٍ فــــعــلامَ تــكــذبُ أيــهــا الــكــذابُ – ...

واحة الفكر Mêrga raman