الرئيسية / قصة / نهاية مجهولة لحُلْم مجنون/ عطا الله شاهين

نهاية مجهولة لحُلْم مجنون/ عطا الله شاهين

عطا الله شاهين

نهاية مجهولة لحُلْم مجنون

أذكر أنني كنت أشاهد ما تبثه إحدى القنوات الفضائية، عما يدور في الغوطة السورية، وفجأة سمعت صوت امرأةٍ تتحدث بهاتفها الخليوي، وكانت تقول لا أريد أن أسمع وعودا كاذبة، وبدت محتدة من نبرة صوتها الأنثوي، فنظرت من شرفة منزلي، وحين رأتني أغلقت هاتفها الخليوي، ودخلت حجرتها، لكنني قلت في ذاتي: من هذا المرأة؟ ربما مستأجرة جديدة في العمارة وعدت إلى أريكتي أشاهد أخباراً حزينة عما يحدث في سورية واليمن، وغفوت على الأريكة ونسيت إطفاء جهاز التلفاز ..

وفي الصباح صحوتُ وكعادتي غسلت وجهي، وشربت فنجانا من الشاي، وخرجتُ من شقتي المملة، فرأتني على الدّرج تلك المرأة، وقالتْ أنا أزعجتكَ بصوتي يوم أمس، فقلتُ لها لا بأس، لم يكن أي إزعاج، فقالت أنا مستأجرة جديدة هنا، فقلت لها أهلا وسهلا، ولاحظتْ بأنني مستعجل، وقالت: متأسفة على إزعاجكَ يا أستاذ، فقلت لها لا عليك، لم يكن أي إزعاج، لكن صوتك جذبني لأنني منذ زمن لم أسمع صوتا أنثويا، فقالت لماذا؟ فقلت لها لأن في العمارة هذه لا يوجد أحد غيرنا، فصمتت وذهبت إلى حجرتها، أما أنا فذهبتُ إلى عملي، وفي المساء عدت إلى بيتي ووجدتها تنزل درج العمارة وحقيبة قديمة تجرها بصعوبة، فقلت لها هل رحلتِ؟ فردّت بلى، لا يمكنني أن أبقى هنا؟ فقلت لها لماذا؟ فردّت أنتَ تعلم أن كلام الناس كثير هنا ..

وفجأة صحوت من نوْمي وتيقنت بأنه كان حلما مجنونا، رغم أن الحلْم انتهى دون نهاية واضحة بسبب نباحِ الكلاب الضالة، التي نبحتْ تحت نافذة بيتي على غير عادتها، فقلتُ في ذاتي نهاية مجهولة لحُلْم مجنون..

 

بقلم: عطا الله شاهين

 

عن Xalid Derik

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

x

‎قد يُعجبك أيضاً

في الجهة الأخرى من الخديعة / بقلم: سالم الياس مدالو

  في الجهة الاخرى من الخديعة تفرك الغربان باجنحتها الشوك العوسج والحنظل ...

حلبجة الجريحة / بقلم: عصمت شاهين الدوسكي

  هلموا اسمعوا هذا الخبر نبأ اليوم قد تجلى حضر من قريب ...

التناقض بين الحالة الإبداعية والموقف الأخلاقي/ بقلم: إبراهيم أبو عواد

       الإبداعُ الفَنِّي يَرتبط بالبُنيةِ الأخلاقية الفَرْدِيَّة والجَمَاعِيَّة ، ولُغَةُ العملِ ...

 رمــضانُ / بقلم: عبدالناصر عليوي العبيدي

        – – – – – – – أتــى رمــضانُ يحملً كـلَّ ...

,جدارية محمود درويش بين قراءتين / بقلم: فراس حج محمد

| فلسطين “انتهت القراءة الأولى الساعة 7:45 مساء يوم الاثنين 19/6/2000” هذا ...

لم التشكيك بالأحاديث النبوية؟ / بقلم: خالد السلامي

  تعودنا بين حين وآخر ان نرى بعض التصرفات التي تتعمد الاساءة ...

  قراءة في ديوان “ضجيج كثيف” للشاعرة نبيلة الوزاني/ بقلم: بوسلهام عميمر

“بعيدا عن الهلوسات، الشعر بلوازمه قضية ومسؤولية”   “ضجيج كثيف”، ديوان نبيلة ...

حلم طفلة / بقلم: ماهر طلبه

  قصة قصيرة مر على هذا الحادث سنوات كثيرة.. كنت لم أفك ...

واحة الفكر Mêrga raman