بات التدخين اليوم وباء العصر لكونه يعد من العوامل الرئيسية المسببة للعديد من الأمراض والمشكلات والأزمات الصحية كالسكتة القلبية والجلطة الدماغية وأمراض الجهاز التنفسي والسرطان (سرطان الرئة) ، حيث يتصدر سرطان الرئة قائمة الأمراض الأكثر انتشارا في أوساط المدخنين، ومن الممكن أن يتسبب التدخين أيضًا في حدوث عيوب خلقية، بالإضافة إلى مشاكل صحية أخرى وبالتالي يؤدي إلى الوفاة.
وأضحى اليوم ظاهرة منتشرة بشكل كبير جدا بين مختلف الفئات العمرية وخاصة فئة المراهقين، لكونهم اعتادوا على تقليد الكبار ولكونهم يحسبون التدخين احد مظاهر الرجولة، وكذلك بسبب رفقاء السوء الذين يشجعونهم على التدخين فيروق لهم لما يحمله من عناصر المخاطرة والتمرد، وبالتالي فانه يؤدي إلى زيادة الضغط العصبي ويؤثر تأثيراً بالغاً على نفسية الفرد، لان التدخين لا يسبب أمراضاً جسدية فقط، وإنما قد تنجم عنه اضطرابات نفسية.
في حين التدخين لا يؤثر على المدخنين فقط وإنما يعرض من حولهم للتدخين اللاإرادي السلبي، فإنهم يعرضون أفراد عائلتهم وأصدقائهم للإصابة بأنواع متعددة من السرطانات، بالإضافة لأمراض القلب والرئة، فهو مشكلة عالمية تسبب آثاراً سلبية لا تقتصر على الصحة فقط، بل شملت شتى المجالات الصحية والنفسية والاقتصادية والاجتماعية والحضارية.
فيما أوضحت دراسة حديثة أن الأطباء يدركون أن التدخين يزيد من مخاطر الإصابة بأنواع معينة من مرض الالتهاب المعوي، إلا أن كثيرين من المرضى لا يدركون هذه المخاطر، ومن واجب الآباء والأمهات والمدارس والصحة وحتى الإعلام في توعية الأفراد، وبيان مخاطر التدخين للحد منه ولو بالشيء القليل. وقد رصدت (شبكة النبأ المعلوماتية) بعض الأخبار والدراسات نستعرض أبرزها في التقرير أدناه.
مخاطر التدخين
من جهتها قالت دراسة حديثة إنه من بين 239 مريضا يعانون من نوعين من الالتهاب المعوي، هما مرض كرون والتهاب القولون التقرحي، كان نصفهم فقط يدرك مدى خطر التدخين على حالاتهم المرضية، وقالت ستيفاني دوشارم برنار المشرفة على الدراسة من المستشفى الجامعي في مونتريال “الرسالة التي يجب نقلها إلى المرضى بالمنازل ممن يعانون من التهاب الأمعاء هي أن التدخين يمكن أن يسهم في تفاقم مرضهم”. بحسب رويترز.
ويتسبب مرض الالتهاب المعوي في التهاب مزمن أو متكرر في القناة المعوية ومنه نوعان شائعان هما مرض كرون والتهاب القولون التقرحي، ويعاني مرضى كرون من التهاب كامل في مختلف مناطق القناة الهضمية أما في التهاب القولون التقرحي فيقتصر الالتهاب على الأمعاء الغليظة.
وقالت دوشارم برنار وفريقها البحثي في دورية خاصة بأمراض الجهاز الهضمي الإكلينيكية إن دراسات سابقة ربطت بين التدخين وزيادة مخاطر الإصابة بمرض كرون ومضاعفاته لكنها أشارت إلى أن المدخنين تقل لديهم مخاطر الإصابة بالتهاب القولون التقرحي، ووجه الباحثون في هذه الدراسة الحديثة أسئلة إلى 182 شخصا يعانون من مرض كرون و77 يعانون من التهاب القولون التقرحي تتعلق بتشخيصهم والأعراض وتاريخ التدخين ومدى إدراكهم لتأثير التبغ على الإصابة بهذه الأمراض أو مضاعفاتها وتكرار الإصابة بها.
وكان معظم المرضى في هذه الدراسة من البيض والإناث وفي الأربعينات من العمر تقريبا، وإجمالا كان 20 في المائة من المشاركين في الدراسة من المدخنين الحاليين و40 في المائة من المدخنين السابقين وكانت نسبة المدخنين المصابين بمرض كرون كبيرة لكنها كانت أقل بين مرضى التهاب القولون التقرحي.
أضرار نفسية كبيرة
في حين لا يسبب التدخين أمراضا جسدية فقط، وإنما قد تنجم عنه اضطرابات نفسية، ما زالت قيد البحث، فما نسبة الواهنين نفسيا بين المدخنين؟ وكيف يؤثر التدخين على الصحة النفسية؟ ولماذا يدُخِل النيكوتين الجسد والروح في حالة طوارئ؟ إذا تخلى الإنسان عن التدخين فإنه يخفض أخطار الإصابة بأمراض القلب والرئتين والوفاة المبكرة لديه، لكن التدخين أيضا قد يعرض الصحة الروحية والنفسية للخطر. بحسب دويتشه فيله.
وقد أظهرت دراسات طويلة الأمد أن المدخنين معرضون للإصابة باضطرابات الخوف والاكتئاب أكثر بمرتين إلى أربع مرات من غير المدخنين، ويزداد احتمال الإصابة بمثل هذه الاضطرابات النفسية لدى المدخّن “الشّرِه”، والعلاقة تبادلية: فالمصابون بأمراض نفسية كثيرا ما يكونون مدخنين، كما أن المدخنين كثيرا ما يكونون مصابين بأمراض نفسية، وفق ما ينقل موقع “فارماتسوتيشه تسايتونغ” الإلكتروني.
المضطربون نفسيا موجودون أكثر في أوساط المدخنين، ووفق دراسة أمريكية فإن الأشخاص الضعيفين نفسيا، مثل المصابين بالخوف بشكل عام أو بالهوس الاكتئابي أو بالخوف من الحياة الاجتماعية، يوجد فيهم عدد مدخنين أكبر من عدد المدخنين في أوساط الأشخاص الأصحاء نفسيا، كما يرتفع عدد السجائر المدخَّنة واستهلاك النيكوتين بزيادة شدة الاضطراب النفسي.
لكن ليس من المعروف حتى الآن إن كان تدخين التبغ يتسبب بالفعل على وجه اليقين في اضطرابات نفسية أو اختلالات عقلية، وذلك لأن معظم الدراسات التي أجريت حتى الآن لم تأخذ، على الأرجح، في عين الاعتبار بقية العوامل (مثل وزن الجسم والعمر والحالة الاجتماعية والظروف السابقة وغيرها) التي قد ينجم عنها الاضطراب النفسي.
ولكن باحثين من جامعة لندن كانوا أكثر دقة نسبيا فأخذوا في دراستهم، التي أجريت على آلاف الأشخاص، هذه العوامل في عين الاعتبار كي يتبقى لديهم فقط تأثير دخان التبغ على الصحة النفسية، لكن النتيجة لم تكن مفاجئة: فقد وجدوا كذلك علاقة قوية بين تدخين السجائر والضغط النفسي، ومن المعروف أن النيكتون يصل إلى المخ خلال عشر ثوانٍ فقط حيث يرتبط هناك بمستقبلات الأسيتيل كولين العصبية.
الروح والجسد في حالة طوارئ، ونتيجة لذلك، يتم إفراز الناقلات العصبية بازدياد، وهي مواد كيميائية متعلقة بالأمراض العقلية مثل: الدوبامين (الذي يؤثر على سلوكيات وأحاسيس عديدة مثل الانتباه وتحريك الجسم والتوجيه وكذلك له دور في الشعور بالسعادة والإدمان والمتعة) والسيروتونين (المسمى بهرمون السعادة ويتسبب نقصه بالاكتئاب وله دور هام في تنظيم مزاج الأنسان والرغبة الجنسية) والإندورفين (من أهم مسكنات الألم الطبيعية في الجسم) وغيره مثل المواد الأفيونية الذاتية.
ويقول الخبراء إن المصابين بالاكتئاب والخوف يدخنون كي يغيروا من حالتهم المزاجية ويقللوا من حالة الاكتئاب والخوف لديهم، لكن التخفيف من الخوف والاكتئاب لا يحدث إلا لفترة وجيزة، فضلا عن أن هذا الارتياح القصير يتحول مع الزمن إلى العكس وإلى إدمان يجعل الشخص يحتاج دائما إلى النيكوتين، الذي يتسبب في إفراز المزيد من الأدرينالين (هرمون النشاط) الذي يعمل بدوره على ازدياد نبض القلب وانقباض الأوعية الدموية وارتفاع ضغط الدم.
وكذلك يؤدي النيكوتين إلى إفراز المزيد من هرمون الكورتيزون المنشط، ويصبح كل من الجسد والروح في حالة طوارئ، مع كل سحبة دخان، وقد يكون هذا هو سبب أن نوبات الخوف الشديدة تكون أشد لدى المدخنين منها لدى غير المدخنين، وربما يزيد التدخين من خطر التفكير في الانتحار لدى المصابين باضطرابات نفسية، ولذلك ينصح الخبراءُ وفق ما ينقل موقع فارماتسوتيشه تسايتونغ الإلكتروني الأشخاصَ المصابين باضطرابات نفسية على وجه الخصوص بالإقلاع عن التدخين.
الاضطرابات العقلية
من جهة اخرى ربطت دراسة جديدة بين تدخين السجائر وانفصام الشخصية، وقال الباحثون إن التدخين قد يزيد فرص الإصابة ثلاث مرات لمن يصابون لأول مرة بهذا المرض، الذي يعاني فيه المرضى من اضطرابات عقلية وتصاحبه وساوس وهواجس وتوهمات وسماع أصوات، في بحث يلغي دراسات سابقة عن العلاقة بين التدخين والإصابة بانفصام الشخصية يقول العلماء إنهم وجدوا احتمال وجود علاقة سببية بين السجائر وهذا المرض العقلي. ووجدت الدراسة أن 57 في المئة من الذين يصابون بهذا المرض لأول مرة، هم من المدخنين. بحسب رويترز.
وبعد تحليل شمل نحو 15 ألفا من مدخني التبغ و273 ألفا من غير المدخنين وعلاقة المجموعتين بداء الفصام -حيث يعاني المرضى من اضطراب عقلي شديد مزمن يؤثر على سلوك وتفكير المصاب وإدراكه يصاحبه في العادة حدوث أعراض “ذهانية” مثل الوساوس والهواجس وسماع الأصوات أو التوهم- قال الباحثون إنه يبدو أن التدخين يزيد فرص الإصابة بالمرض.
وقال جيمس مكابي وهو خبير في الطب النفسي شارك في هذا البحث الذي أجري بمعهد الطب النفسي في كينغز كوليدج بلندن للصحفيين: “في حين أن من الصعوبة بمكان تحديد اتجاه علاقة السببية توضح نتائجنا أنه يتعين أن نأخذ التدخين بجدية كعامل خطر محتمل للإصابة بالذهان”.
إلا أنه أضاف أن الاضطرابات النفسية التي أثرت على 100 شخص خلال الدراسة تبدأ عادة في سنوات المراهقة الأولى ومن أكثر أعراض المرض شيوعا اضطراب التفكير والإدراك، كما أن المرضى قد تكون لهم تجارب سابقة تتعلق بالأمراض النفسية، وعلى الرغم من الربط بين تدخين السجائر والإصابة بانفصام الشخصية في دراسات سابقة إلا أن كثيرا من الأطباء لجأوا حتى الآن إلى فرضيات علاجية منها تدخين المرضى للتصدي لأعراض الإرهاق والأزمات المتعلقة بالمرض أو الآثار الجانبية لعقاقير العلاج.
وخلال الدراسة الحديثة قام مكابي وفريقه البحثي بتحليل معدلات التدخين لدى من يصابون بالمرض لأول مرة ووجدوا أن 57 في المئة منهم من المدخنين. وكان من يصابون بالمرض لأول مرة أكثر احتمالا بواقع ثلاث مرات أن يكونوا من المدخنين بالمقارنة بمجموعات المقارنة.
وقال روبين موراي، أستاذ أبحاث الطب النفسي بكينغز كوليدج، الذي شارك مكابي في البحث، إن نشاط منظومة مادة الدوبامين في المخ قد يمثل أحد التفسيرات لعلاقة السببية المحتملة بين التدخين وانفصام الشخصية، وقال: “زيادة الدوبامين أفضل تفسير بيولوجي لدينا بالنسبة لمرض الذهان. من الممكن أن يكون التعرض للنيكوتين -وزيادة إفراز الدوبامين- قد تسبَّب في ظهور المرض”.
وربطت دراسات سابقة أجرى موراي بعضها بين المخدرات وانفصام الشخصية لكن الجدل لا يزال يثور بشأن وجود علاقة سببية أو احتمال وجود جينات مشتركة تجعل الناس عرضة لكل من تعاطي المخدرات والإصابة بالذهان، وقال مكابي إن النتائج الجديدة عن التدخين تشير إلى أنه “قد يكون الجاني الحقيقي هو التبغ” لأن مدمني المخدرات غالبا ما يقرنون بينها وبين التبغ.
أسباب سرطان الرئة والجلطات
بينما يعتقد البعض أن التهوية المستمرة، كفيلة بالحد من مشكلة وجود مدخن بالبيت وهو اعتقاد خاطئ، فالجزيئات الضارة المنبعثة من السجائر تستقر على قطع الأثاث طويلا، وتتسبب هذه الجزيئات في انتشار سرطان الرئة بين المدخنين السلبيين، الجلوس مع شخص مدخن ليست مسألة مزعجة فحسب، لكنها شديدة الخطورة على الصحة أيضا، وقد تؤدي إلى سرطان الرئة ومعظم الأمراض التي يعاني منها المدخنون. بحسب دويتشه فيله.
وتزيد مخاطر الاقتراب من المدخن (التدخين السلبي) عما يعتقد البعض، إذ يحتل المركز الثالث في قائمة أهم أسباب الوفاة التي يمكن تفاديها. ويحتل التدخين الإيجابي المركز الأول في هذه القائمة، ولبحث مخاطر التدخين السلبي، حاول الباحثون رصد التغير الذي يحدث في الهواء عند التدخين.
وأظهرت أجهزة القياس أن نسبة الجزيئات الضارة في الهواء في مكان لا يوجد به تدخين محدودة جدا، ولكن عند إشعال السيجارة يمتلئ الهواء بالجزيئات الضارة، المشكلة الأكبر تكمن في أن هذه المواد الضارة تبقى لفترة طويلة في المنازل وتستقر على السجاد وقطع الأثاث ولا تنفع معها حتى التهوية الدائمة للمنزل.
مخاطر لايمكن حسابها، ويتصدر سرطان الرئة قائمة الأمراض الأكثر انتشارا في أوساط المدخنين السلبيين، كما يقول طبيب القلب والأمراض الباطنية الألماني، توبياس راوباخ لـDW، ويعاني “المدخن السلبي” من كافة الأمراض التي يتعرض لها المدخن من أمراض الدورة الدموية ومشاكل القلب كما تزيد مخاطر الإصابة بالجلطات.
ويحصل المدخن السلبي على 15% من الدخان الذي ينفثه المدخن و85% من الدخان المنبعث من السيجارة مباشرة والذي تتركز فيه المواد الضارة بشكل أكبر بكثير من الهواء الخارج من أنف المدخن. وتصل كل هذه الجزيئات الضارة إلى الرئة وتتسبب في إثارة المجاري التنفسية والتهاب جدران الشعب الهوائية، ما يتسبب في ضيق المجاري التنفسية وبالتالي السعال الحاد والبلغم، المشكلة الأكبر في التدخين السلبي هي أنه لا يمكن تحديد فترة معينة من الجلوس مع المدخنين، تبدأ منها الخطورة، فالتعرض للقليل من دخان السجائر قد يتسبب في أمراض شديدة الخطورة.
التدخين .. مضرة للفرد ومنفعة للمجتمع!
يضر التدخين بالرئة ويسبب أمراض الجهاز التنفسي وينتهي بصاحبه بسرطان الرئة، لكن أعباء المدخن على صناديق التقاعد تبقى شبه منعدمة لمفارقته الحياة أيضاً وعدم تمتعه بأيام التقاعد بعد سنوات من العمل المضني، يثقل المدخنون كاهل صناديق التأمين الصحي لما يحتاجونه من عناية صحية وزيارات طبية متعددة، لكن إصابتهم بالسرطان وموتهم المبكر يخفف من أعباء صناديق التقاعد، حسب ما توصل إليه عالمان ألمانيان في التقرير الذي نشره موقع “شبيغل أونلاين” الألماني. بحسب دويتشه فيله.
وقد قام العالمان فلوريان زايدل وبيرتولد فيغر من معهد التكنولوجيا بمدينة كالسروه بتقييم بيانات الكلفة الصحية لمستهلكي السجائر من جهة، وعائدات السجائر على الاقتصاد الألماني ومداخيل الدولة من الضرائب المفروضة عليها من جهة أخرى، في تقرير نشره موقع “شبيغل أونلاين”، واستنتج العالمان من هذه الدراسة بأن ما ستوفره صناديق التقاعد عند مفارقة المدخن الحياة نتيجة السرطان أكثر مما ستكلفه رعايته الصحية.
وذكر العالمان الألمانيان في تقريرهما أيضاً أن قطاع السجائر يعود على خزينة الدولة الألمانية بعائدات ضريبية تصل إلى حوالي 14 مليار يورو سنوياً، وهي تفوق تكاليف الرعاية الصحية الناتجة عن مرض السرطان، وخلصت الدراسة، التي قارن فيها العالمان بين مجتمع دون مدخنين ومجتمع يدخن جزء من أفراده، إلى أن المدخنين يعيشون عشر سنوات أقل من نظرائهم غير المدخنين ومفارقتهم المبكرة للحياة نتيجة السرطان تخفف من أعباء صناديق التقاعد وتخفف الأعباء عن دافعي الضرائب أيضاً.
زيادة ضرائب التبغ للتغلب على التدخين
من جانبها قالت منظمة الصحة العالمية يوم الثلاثاء إنه يجب على الحكومات حول العالم ان تزيد الضرائب على السجائر وغيرها من منتجات التبغ لانقاذ الارواح وتوفير اموال لخدمات صحية أكثر فعالية، وفي تقرير تحت عنوان “وباء التبغ العالمي 2015” قالت المنظمة التابعة للامم المتحدة إن عددا قليلا جدا من الحكومات هي التي تستخدم بشكل كامل ضرائب التبغ لإثناء الناس عن التدخين أو مساعدتهم على تقليل تلك العادة والإقلاع عنها، وتوصي بأن الضريبة يجب ألا تقل عن 75 بالمئة من سعر علبة السجائر. بحسب رويترز.
وحسب تقديرات المنظمة فان شخصا يموت بمرض مرتبط بالتبغ كل ست ثوان تقريبا أو ما يعادل حوالي 6 ملايين شخص سنويا. ومن المتوقع ان يرتفع العدد الي اكثر من 8 ملايين شخص سنويا بحلول عام 2030 ما لم تتخذ اجراءات قوية للسيطرة على ما تسميه المنظمة “وباء التبغ”.
وقالت المنظمة انه يوجد مليار مدخن حول العالم لكن دولا كثيرة لديها معدلات منخفضة جدا لضريبة التبغ والبعض ليس لديها ضرائب خاصة للتبغ على الاطلاق، وقالت مارجريت تشان المدير العام لمنظمة الصحة العالمية في التقرير “زيادة الضرائب على منتجات التبغ هي احدى الوسائل الاكثر فعالية والعالية المردود لتقليل استهلاك منتجات قاتلة مع الحفاظ ايضا على دخل كبير.”
والتبغ هو احد عوامل الخطر الاربعة الرئيسية وراء الامراض التي لا تنتقل بالعدوى وِأغلبها السرطانات وامراض اوعية القلب والرئتين والسكري، وفي عام 2012 قتلت هذه الامراض 16 مليون شخص ممن تقل اعمارهم عن 70 عاما وحدثت اكثر من 80 بالمئة من تلك الوفيات في الدول الفقيرة أو المتوسطة الدخل، وقال دوجلاس بيتشر وهو خبير بالمنظمة في الوقاية من الأمراض غير المعدية إن الضرائب الأعلى على التبغ اثبتت انها تقلل الاستهلاك وتساعد الناس في الاقلاع عن التدخين.
واضاف قائلا “الادلة من دول مثل الصين وفرنسا تظهر ان ارتفاع اسعار منتجات التبغ المرتبط بزيادة الضرائب يؤدي إلي انخفاضات في انتشار التدخين والاضرار المرتبطة بالتبغ”، ومع هذا قالت المنظمة إنه منذ عام 2008 عندما كانت هناك 22 دولة لديها ضريبة على التبغ تبلغ أكثر من 75 بالمئة من سعر علبة السجائر فان 11 دولة اخرى فقط اتخذت اجراءات لزيادة الضرائب الي مستويات مناسبة.
هاواي تحدد “سن الرشد للتدخين” بـ21 عاما
ولاية هاواي الأمريكية، أول ولاية في الدولة تصدر قراراً بمنع التدخين لمن هم تحت سن 21، بهذا القلم، وقع حاكم هاواي الأمريكية، إيغ، ورقة التصريح التي جعلت من الجزيرة الأمريكية أول ولاية في الدولة تمنع من هم دون سن 21 عما من تدخين سجائر التبغ أو السجائر الإلكترونية، بعدما كان الحد الأدنى السابق 18 عاما فقط. بحسب السي ان ان.
الحاكم :” هذه خطوة لمحاولة الحد من الآثار السلبية للتدخين على مجتمعنا”، فبداية من يناير/كانون الثاني القادم، سيضطر المدخنون الذين لا تزيد سنهم عن 18 سنة إلى توديع السجائر، دارين أكيتا: “معظم الناس يبدؤون بالتدخين تحت سن 21 عاما، وبهذه الطريقة إننا نؤجل استخدامهم المبكر للسجائر“.
هذا العامل، ريغي ديلا كروز، لا يؤيد القرار الجديد، قائلاً إن السجائر الإليكترونية أفضل من السجائر العادية لصحة المراهقين، ستضطر المحلات التي تبيع التبغ إلى استبدال اللوحات التي تشير لحظر بيع السجائر لمن هم تحت سن الـ18 عاما. كما ستستمر السلطات بمراقبة المحلات، كما أصدرت الولاية قرارا يحدد غرامة تصل إلى 500 دولار للمحل الذي يخالف القانون الجديد، على أن ترتفع الغرامة لتصل إلى ألفي دولار بحالة التكرار.
تزايد مخيف للمدخنين
هناك دراسة تثبت أنه الإمارات تخسر 24 ضحية أسبوعياً جراء الأضرار الناتجة عن التدخين، إلا أن الدولة تحاول أن تحد من ذلك، بحيث منعت الدخين في الأماكن العامة، وفرضتالضرائب على التبغ، كما أنها أصدرت سابقاً قرارا بمنع التدخين خلال يوم كامل، كما يمنع في هذا اليوم بيع السجائر والتبغ، لكن السجائر ليست المشكلة الأكبر، بما أن تدخين الشيشة يعتبر من العادات والتقاليد في دولة الإمارات والدول المجاورة. بحسب السي ان ان.
كما أن مستويات الرقابة على الخراطيم التي تستخدم عند تدخين الشيشة ليست بالمستوى الكافي، و من المعتقد أنها تحمل سموماً ومخاطر تفوق ما لدى السجائر, بما أنها تنشر المعادن السامة في الجو، ورغم تقدم الإجراءات التي تتخذها الإمارات للحد من التدخين، إلا أن المطلوب تحقيق المزيد من أجل الوصول إلى الهدف المطلوب من وزارة الصحة العالمية، وهو خفض معدل استخدام التبغ بنسبة 30 في المائة عالمياً، بحلول عام 2025.
منقول عن شبكة النبأ المعلوماتية
http://annabaa.org/arabic/health/3398