أمسِ…/ ماجدة داري

أمسِ….
حينما ترنّمَ المطرُ بأصابعي
لم أكنْ آلفُ الصلاةَ
لم أتقنِ التضرُّعَ
كنتُ أتعطّرُ لذكرى العشاءِ الأخيرِ
حجلٌ يشاركني تراتيلي المنفردةَ
ولأني عندَ كأسِ التكويِن لم أولدْ
انتظرتُ منذُ الشمسِ ليلاً أشمُّ فيهِ القمرَ
أمسِ….
ترنّمَ المطرُ بيديَّ
خواطري يتيمةٌ أمامَ معبدٍ يحوّلُ البشرَ إلى آلهة
تحتَ خاصرةِ المطرِ
أيقظتُ الشفاهَ من مراقدها
الصوامعُ فتحتْ أبوابها
فتعرّي أيتها الكلماتُ
ثملنا ملحاً
اهطلي…. اهطلي …. اهطلي
أو انتحري في جرحٍ تحتَ جلدي
اخترقي جنوني
فالروحُ مصدوعةُ الزوايا
والصرخةُ تنزفُ الحجرَ
يا شمعةَ المسيحِ
ألمُّ ذوبانَ الطريقِ المفقودِ
والأصنامُ ترقصُ في معابدها
أمامَ النافذةِ أرتشفُ القطراتِ التائهةَ من الغيومِ
تتعرى المواسمُ بلا سباتٍ
أضرب فرشاتي في لوحة الخيالِ
أعلنُ ولادتي من رقائقِ المطرِ
حتى أتلاشى في أحلامٍ تتسامى في ظلكَ
تنبتُ أعشابٌ تغطي قامتي
والقاماتُ تفرضُ لونها
فتندلقُ من الشفاهِ ضحايا الارتشافِ
منذُ ألفِ عدمٍ
أجلسُ على رخامكَ
وعندما أتيتَ من زاويةٍ سهلةٍ
كانتْ قامتُكَ أضعفَ من اختراقِ ظلّي.