24 مارس، 2025

واحة الفكر Mêrga raman

أدبية ثقافية عامة

ذاتَ نهارِ موحش قصيدة سردية تعبيرية*/ كريم عبد الله

 


متعددة الأصوات انظروا كيفَ تستفزُّ ذاكرتي أطناناً مِنَ الشظايا تمطرها السماءَ !

يالهُ مِنْ نهارٍ موحشٍ !

خلفَ السواترِ تنامُ الأحلام ,

هلْ رأيتمْ كيفَ تنزوي صورُ العشيقاتِ في الجيوبِ المثقوبةِ !

أقدامُ المتمسّكينَ بــ الأرضِ يتملّكها الرعب في حقولِ الألغام ,

كانتْ هناكَ راجماتٌ كثيرةٌ تأتيكَ بــ الموتِ ما أقسى قذائفها َ تجهلُ سرّهُ حينَ تتساقطُ بــ وحشيّةٍ على الملاجىءِ الترابيّةِ ,

وتتساءلُ في نفسكَ علامَ كلَّ هذا الخراب …. ؟! .

أكادُ أسمعُ أدعيةِ الأمهاتِ خلفَ تلكَ الأبوابِ الموصدة ,

ويغلّفُ قلوبهنَّ الرقيقةِ حزنٌ عميقٌ كلّما تغيبُ الشمس ,

كلَّ شيٍ يئنُّ فوقَ هذهِ الأرضَ …

الحشائشُ الخضراءَ الفتيّةِ تحتَ صفائحِ الماء المثقوبةِ لمْ تعدْ تتنفس , العرباتُ المعطوبةِ لا تعرفُ طريقَ العودةِ وهيَ تتكىءُ على هشيمِ الأمتعةِ المحترقةِ ,

حتى العصفور في غرفةِ ( الضابط ) راحَ يرفرفُ بجناحيهِ يغرّدُ مِنَ الخوفِ ويحتمي خلفَ القضبان !

كانَ الدكتاتور متورّدَ الخدّينِ يشعلُ المدينةَ كما يشعلُ تبغَ غليونهِ الباهضَ الثمنِ , الكثيرَ مِنَ الجنودِ تخلّوا عنِ إجازاتهم وراحوا يتدافعونَ خلفَ السياراتِ الذاهبةِ بهم الى الجحيم ,

كمْ هي قاسيّةٌ ( النهضة )* منحتهم أوسمةِ الشهادةِ والمدنَ المنكوبةِ لافتاتٌ سوداءَ تزيّنُ واجهةَ البيوت الحالمةِ بــ الخلاصَ شوارعها المهجورة ….ـ

الضابط : رتبة عسكريّة .

النهضة : اكبر مرآب لنقل المسافرين في بغداد , أيام الحرب كان الجنود يتسابقون كي يركبوا السيارت الذاهبة بهم الحرب . الكثير منهم خرج من ( النهضة ) ولم يعدْ للآن ….

الشاعر كريم عبد الله

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Copyright © All rights reserved. | Newsphere by AF themes.