16 مارس، 2025

واحة الفكر Mêrga raman

أدبية ثقافية عامة

طائرٌ …. وحصاةْ / سعدي عبد الكريم

طائرٌ .. وحصاةْ

 

 

يستعيرُ الصبح من مآقيكِ

النَّدَى! …

ومن محاجركِ يستجدي الليل

النَّجْوَى! …

البداياتُ واهيةٌ

والنهاياتُ معتمةٌ

وأنا طائرٌ يَحملُ حصاةً

يرميها وسطَ البركةِ

لِيُحركَ رُكُوْدَها!

الملائكةُ لَمْ تَعُدْ تهبطُ الى الأرضِ

فزمنِ المعجزاتِ، والنبوءاتِ

اِنْتَهَى! …

والأساطيرُ، والبطولاتُ، والزعاماتُ

انكسر على حدودِ الرصيفِ بريقها

وَهَوى! …

اَعْتَكَفْتُ: مُنْذُ الليلةِ الماضيةِ

في حُجرةِ باردةٍ كالقبرِ

يَتحجرُ فيها الرملُ

ويصمتُ الليلُ

ويموتُ النخلُ

وتَتَواردُ فيها ذكرياتُ العشقِ

والنَّوَى! …

باردةٌ صومعتي كالثلجِ

وخازنُ نارها

تستهويهُ اللعبة

يُمارسُ كلَّ طقوسِ التعذيبِ

والتهويلِ، والتقتيلِ، والتهجيرِ

في ذاكرتي!

والحجرةُ باردةٌ كالقبرِ

المدينةُ مرعوبةٌ

المدينةُ أسيــــرةٌ

المدينة نازفـــــةٌ

بعدما كانتْ جميلة

والفرقُ واضحٌ في مدينتي

بين الثرى

والثريا! …

صَعَدتْ فكرةُ الاعتراض إلى رأسي

وأطلقتُ كل عصافير الغبشةِ

نحو (ساحة التحرير) للاحتجاجِ

لكن (الحكومة) ارتأتْ

أن تقطعْ طريقَ المشاةِ

من الجسرِ …

الى الجسرِ …

حتى حدودَ الرصيفِ

القصوى! …

ودجلةَ لم يَعُدْ يَفيضُ كالسابقِ

هادئ كالنجمِ هو الفراتُ

لأنه! …

من ألفِ عامٍ ونَيفٍ

أَرتكبَ جريمته النكراءْ

في قلبِ الرمضاءْ

ونجا! ..

 

 

بقلم: سعدي عبد الكريم

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Copyright © All rights reserved. | Newsphere by AF themes.