12 فبراير، 2025

واحة الفكر Mêrga raman

أدبية ثقافية عامة

غزالةُ الرجاءِ …… تحرسُ المؤمنين/ بقلم: مرام عطية

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

غزالةُ الرجاءِ …… تحرسُ المؤمنين/ بقلم: مرام عطية

_____________________________

تلوحُ صورُ الأمسِ ترتسمُ في صفحاتِ البالِ بألوانٍ قويةٍ، وتعزفُ سمفونيتها الحزينةَ على أوتارِ روحي، في أعلى اللوحةِ نوارسُ بيضاءُ، طفلةٌ تبتسمُ للقمرُ وثلاثُ أغنياتٍ

يتأرجُ النهارُ بعطرِ الحبِّ، السماءُ تلبسُ ثوبها الأزرقَ الموشى بساتانٍ فضيٍّ كأنَّها مزهوةٌ بعقدِ ماسٍ يقلُّهُ أبناؤها على نهرِ الشمالِ لشقيقتهم الحبيبةِ على نهرِ العاصي، غيومُ الشَّوقُ في حدائقِ جوليا تسبقُ خطاها المتعثرةَ، فتحملها إلى ديارِ الأهل نحلةً رشيقةً، لكنَّ الليلَ الأحمقَ يرميها وحيدةً في ركنٍ قصيٍّ كنبتةٍ بريَّةِ تصارعُ جنونَ الريحِ

القدرُ شيخٌ أعمى يصدرُ أحكامه ويقود جوليا إلى بئرٍ مخيفةٍ بعيداً عن الأهل والأحبةِ، الليلُ يغيرُ طقوسَ سمرهِ الليلكيةَ، يسدلُ ستائره السوداءَ على نوافذِ غرفتها، يتسربلُ بالقسوةِ ويتقاسمُ مع ذئابِ الخوفِ قميصَ طمأنينتها، ومفاتيح الأمانِ من قلبها، يتصارعان على نهش مقدراتها

يا إلهي ماذا أرى! انضمَّ سربُ الكلابِ الوفيُّ إلى جوقتهُ بلا قصدٍ، كان يريد إخباري عن لصوصٍ سطوا على سطحُ بيتي لأجندَ ملائكتي، وأرتدي درعَ الشجاعةِ استعداداً للمواجهةُ

يدخلني ذاك الشيخُ إلى قاعة امتحانٍ معتمةٍ مراقبوها من رهابِ القلقِ وغاباتِ الصقيعِ ليسبرَ إيماني ويقيسَ صبري ورجائي

امتحانٌ قاسٍ بين جنودِ إيماني وعصاباتِ الخوفِ

أيها الليلُ لاتطننَّ أني وحيدةٌ، فصلاة أمِّي أيقونةٌ تحرسني، ونقاءُ أخوتي شريانُ حبِّ ينجيني، وحربكُ الغاشمةُ على بياراتِ رجائي خاسرةٌ، فهيا انجلِ.

هاهي غزالةُ الصباحُ تتهادى، تعقدُ على جيدها شالا أصفرَ، بيديها مصابيحُ الفرحِ تضحكُ، لقد تفوَّقتُ أيها القدرُ بتقديرٍ عالٍ، فهلا تكافئني بجائزة سنيةٍ، بغدٍ أجملَ.

————-

مرام عطية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Copyright © All rights reserved. | Newsphere by AF themes.