كيف أخرجوكِ من محاجرِ عيوني/ بقلم: مرام عطية

كيف أخرجوكِ من محاجرِ عيوني!
بقلم: مرام عطية
________________________
السويداءُ يا حديقةَ أحلامي، يا حبِّي الأولَ، يا مدينةَ عشقي البهيَّةَ، خبأتكِ بين القلبِ والشغافِ زمردةً، سمفونيةَ عشقٍ رغمَ المسافاتِ، كيفَ أخرجوكِ من محاجرِ عينيَّ وذبحوكِ، فتناثرتْ حمائمكِ البيضاءُ شهيدةً على مذبحِ السَّلامِ ؟!
كيفَ تساقطتْ عصافيرُكِ الشَّجيةُ على بركة قلبي نائحةً كسيرةً، فما استطعتُ ردَّ غدرهم عن شدوكِ ؟! كيفَ فجروا حقدهم في صدركِ، وأدموا جفوني؟ كيفَ صبوا كراهيتهم بنادقَ غدرٍ لتصطادَ فراشاتِ الحبورِ من ضفافي ؟!
أعلموا أنَّكِ أيقونةٌ صاغتها السَّماءِ من ماسٍ وياقوتٍ، وزرعها الشَّممُ جمانةً على جيدِ بلادي العاجي ؟! أَمْ أنَّ جزيرتكِ الفيروزيةَ الزاخرةَ بالسكينةِ الطافحةَ بالحبِّ أثارتْ أطماعهم، وكرومَكِ النَّديَّةَ أججتْ نارَ الغيرةِ في نفوسهم المريضةِ ؟!
أَعْلَمُ يا سمرائي الجميلةَ أنَّ زيتونكِ البتولَ ألهبَ شهواتهم الدنيئةَ، وأنَّ ضفائرَ تفاحكِ الضاحكةَ حرَّكَتْ جحافلهم الوحشيةَ، فتهافتوا أسراباً أسراباً، يتضوَّرونَ جوعاً للإجرامِ والفتكِ
يا لوحشيتهمْ !! برابرةٌ لم تتسعْ مراجلُ حقدهم لسنابلِ جمالكِ الوارفةِ الخصبِ، وجسدكِ النخيلِ الواقفِ بين الأَرْضِ والسماء فأحرقوكِ، يا أرزتي الشامخةَ جهلوا من أنتِ، ومن أيِّ وطنٍ انحدرتِ، وما علموا أنَّ في جيناتكِ روحُ التجددِ والحياةِ، وأنَّ طائرَ الفينيقِ من سلالتكِ سينتفضُ فارساً، ويلبسونَ الْخِزْي والعارَ يجرونَ أذيالَ العزيمةِ، يطلبونَ النجاةَ ولات من مفرٍ أمامَ سنديانكِ.
______
مرام عطية