نشيد العزلة / عباس باني المالكي
(نشيد العزلة)
عزلتي أني تائب من الشعر
السنين قاموس يكذب كل من أتى متأخرا
عن الأنهار التي لا تعرف لون النوارس
أنا هنا دون صوت في مملكة الماء….
الزحام صار رقعة الشطرنج في خسارة اللاعب الوحيد
وجوه القرى غادرت تمائم مطر البياض
فلاح المدى رجع بلا معول يشذب أشجار اليقين
عند مساء مقاهي الثرثرة ..
الأصدقاء يترجلون من الموت ببطاقة البريد المعلقة
على صندوق المدن المنسية من المحبة
الرسائل لم تعد تأتي بابتسامة الغرانيق …
الحياة تغرق بدقائق الساعة الرملية ..
ما به يوسف قد تأخر كثيرا …
الصبر لم يعد يكفكف دموع روحي في دولة الشعراء
فمن قال أن أفلاطون نقي وهو يذبح كلمات الشعر بأخر خناجر الجمهوريات.
ألوح إلى بساط الريح كي أبعد عني الرماد المتسرب في شراييني
أبحث عن مصباح علاء الدين كي أصنع إلى قلبي تاجا أخر من الأسرار
كي لا تحفر الدروب في روحي نفقا أخر من الوجع
لأني أدركت أن الحياة بنوراما أخرى من ضحكة موناليزا
قد نسيت لون المرايا التي حتمت علي زيارة مقابر الروح
حين يطرق النهار أبواب الهلال وأنا في ظلمة الصمت
لم تعد تأتني قوافل العشق في زمن التوبة
والوجوه انفصلت عن ملامحها حين جاء الضوء دون قبعة الانتماء
وتاه بمنقار رخ الحقيقة المتسخة بالحكايات
ما عادت تعلق الأماني على ستائر الحجيج
وكل هؤلاء تعلموا لغة الأفاعي
في زمن يلتوي كالبالون حين يفقد الهواء
ليخرج من تقرحات الاختناق
أنا والسرير نعد أرجل الكراسي
من أجل أن نصرخ ( أن الزمان ما عاد يحمل الأمنيات الذابلة من الأغاني)
وكل هؤلاء يدعون أن السماء تفضل الصمت
حتى وأن اختنقت الأرض بقتل الغجر
لأنهم همسوا للريح أن تأتي قبل مغيب الطريق إلى القمر
هم في النهار يلبسون طاقية الآلهة
وفي الليل يمارسون طقوس السحر والتعاويذ
كي يكبروا كروشهم عندما تضعف الدروب
إلى السماء ,,,
إلا يعلموا أن السماء غادرتهم
وما هم إلا أصحاب الأعور الدجال …
تبا .. تبا لهم …
الزمن قريب …!!!
عباس باني المالكي