الرئيسية / إبداعات / أنتَ مسودّةُ قصيدةٍ على ورق/ بقلم: فاتن عبد السلام بلان

أنتَ مسودّةُ قصيدةٍ على ورق/ بقلم: فاتن عبد السلام بلان

أنتَ مسودّةُ قصيدةٍ على ورق

بقلم: فاتن عبد السلام بلان

مدخل

/ الألف أنتَ بـ عمودك الفقري
والقاف قلبكَ، والراء روحكَ
كيف لـ حاء حبري هذا التمادي؟

أين فاء فكري وعين عقلي
لّأحرّمَ عليهما دخول متاهة الوهم؟ /

__________________________

تُشيرُ بـ سبابتكَ (تعالي )

أغازلُكَ بـ ملءِ تنهيدتي
ويُومئُ لكَ حاجباي
” لا لا _ تعالَ _ أنتَ ”
من سـ يجمعُ رمادَ الطريق
في جرّةِ المسافات؟

وأشواقنا نيرانٌ تأكلُ
خطاوينا وخطاياه!

*

هاتِ أصابعكَ وأخطفني
تعالَ لـ نشربَ نخبَ الهروبِ
في حانةِ الضوء
ونطيرَ شُعاعين في المدى
يمامةٌ شرقيةٌ تداعبُ
نوارسَ ضحكاتكَ
بـ تغنّجِ عينيها
تتمدّدُ في شرايينكَ
وتُزقرقُ بـ شفتيها
تُصفّرُ في دُرفِ رئتيكَ
الغاباتُ في تقمّزها
والأعشاشُ بين جناحيها

*

الحقني … وراوغني

تعالَ بـ كمشةِ حُريّةٍ
في زحامِ الطيف
من بؤرةِ شتوةٍ
إلى بلّورِ صحوةٍ
من بابِ كوكبٍ
إلى ديرِ نجمةٍ
أتدلّى من شُبَّاكِ غيمةٍ
على شُرفتكَ
المُزنّرةِ بـ المُستحيل
أمسحُ تثاؤبَ جفنيكَ
بـ قهوةِ الأرق
أمسحُ الجدرانَ
بـ خيالاتِ الشمع
أزعجُ الجيران بـ أغنيةِ
ويتني هيوستن
I will always love you
وأنوّسُ القناديلَ
تحتَ كرمةِ الرصيف
بـ رشفةٍ منكَ ورشفةِ نبيذ

*

هكذا أدوّنُ تنفُّسي معكَ

بـ (اللا مُنتمية)
إلا لـ أُكسجينكَ

أمحو بـ ريقِ فرحي
شعوذةَ العاداتِ والتقاليد
أنكشُ شعري
في حاراتِ (لا يخصّ أحد)

لا يهمني الدانتيل
أو الخيش أو البيجامات
في المقاهي الخارجةِ
عن المألوفِ والسيطرة
لا يانس يسترُ
عورةَ السماء
ولا مصلوة تشفعُ
لـ سوءةِ الأرض
هكذا أوشمُ تاريخَ
تحرّري وتشعّبي فيكَ
بـ رقصةٍ لولبيةٍ مُثيرة
على موسيقى وثنية

أوزّعُ على جماهيرِ نبضكَ
شفاهًا وقُبلات
ودفوفَ غانيات
وخجلَ مُراهقات

وشيطنةَ طفلات

وأرمي ودعي الحالم
أمامَ زواريبِ حظوظنا
أمامَ مصائدِ التساؤلات ..

الحاضرُ أنا .. لن أغيب
ربيعكَ سيبقى فتيًّا
حقائبي مزادُها الغُبار
غُربتي مواويلُ وطنٍ
ذكرياتنا كومةُ حطبٍ
وأحلامنا حبّاتُ كستناء
شالي الفيروزي
وأحضانكَ الأولى
جنيّاتُ لمساتي
وغمّازاتكَ الشقيّة
_ كم عمركَ (  ياريفَ العين  ) ؟
_ أنتِ وظلّكِ وشقاوتكِ
تربيع لا حدود معك لـ السعادة
_ من أنتَ (  يا صغيري  ) ؟
_ حارسكِ وفارسكِ
أوديسة أحبكِ
قبلَ الطوفانِ بـ أزلين
وإلياذة أعشقكِ
بعد القيامةِ بـ أبدين
إيقاعُ قهقاتي فوقَ كتفيك
بردُ فبراير في مفاصلِ مشاويرنا
معطفكَ وتسلّلي تحتَ دفئك
سجائرنا والضبابُ المجاني
قرصكَ لـ خديَّ
واحتجاجي و تمرّدي

*

أنا سُلطانةٌ كتبني القدرُ
في الزاويةِ الفارغةِ
بين خطوطِ كفّكَ
وأنتَ ( صنيعُ فكري )
أغصانكَ مشاعري
وأرضكَ من الورقِ   !!
كيف ترتدي الحبرَ بنطالًا
والورقةَ قميصًا
وتزورني كُلّما
تميّعَ كازُ المساءِ
و شحَّ الوقتُ
من وجوهِ العابرين ؟
كيف لكَ أن تدروشَ حولي
( أحبكِ أحبكِ أحبكِ )
وتُشعلَ رغبةَ الإنعتاق
من الحُلمِ إلى الحقيقةِ ؟
وتطفئَ فوانيسَ أخريات
لـ تُضيءَ زُمرةَ إحساسكَ
بـ ( إلّاني) على عرشها
ما تسيّدت !!
كيف تحوّل المدينةَ
إلى مهرجانٍ
والبيوتَ إلى خيامٍ
وتدعوني لـ أفكَّ
تيبّسَ خصري بـ رقصةٍ معك ؟
كيفَ لكَ أن تعقدَ قراننا
بـ ضحكةٍ / وغمزةٍ / وحضنة ؟
تكتبُ مَهري
ما تيسّر لكَ
من هوسكَ بي
وما أوتيتَ من تحمّلٍ
لـ وخزِ الشوكِ

في قطفِ الوردِ لي
وترجو الربَّ توائمًا توائما
دزينةَ عنادلٍ
و دزينةَ فراشات !!

*

كيف لـ خيالي
أن يؤنسنَ الحروف ؟
يجعلُ من حبرِها المجنون
إنسانًا بـ مشاعرٍ نارية
أتطارحُ معهُ حرائقَ الحبِّ
ونتقشعرُ بـ حُمّى ( كُنّا )
في قُرنةٍ بـ مجرّةٍ أخرى ؟
كيف لهُ أن يُدخلكَ
العنايةَ الحثيثة
ويقطعَ أجهزةَ التنفّسِ عنك ؟
كيف لهُ أن يُفلّفلني بـ ذكرياتك
ويؤلمني بـ وضعِ نقطةً

نهايةَ السطر / الخاتمة /
ويخيطَ تشدّقَ خيالي بـ كفى؟

يُوجعني على نوبةِ آهٍ
في ليلِ المنافي وحيدة!
_ استيقظي استيقظي
أيتها السلطانةُ
أتعلمين من حبيبكِ ؟
ويا ليتني ما كتبتُ وما صحوت !
أنتَ مسودّةُ قصيدةٍ على ورق !!

*

مخرج

/ من أنتَ ؟ من أنتَ؟

كي يفورَ بكَ إحساسي
في كلِّ هستيريةِ حرف
وارسمكَ بـ ما لذَّ وطابَ من الخيال
بـ حجمِ هذي الوحدة في عروقي !
كيف لي أن أنصهرَ وأرتعشَ وأتجمّدَ
بعد كلّ فُسحةِ حرفٍ آيلةٍ لـ البكاء؟ /

فاتن عبد السلام بلان

عن Xalid Derik

x

‎قد يُعجبك أيضاً

الكتابُ … / بقلم: أحمد بريري

  الكتابُ خيْرُ صحْبي فيهِ تلقَى المعْلوماتِ منْ علومٍ وقرِيضٍ وتاريخِ الموجوداتِ ...

أحلم بعيون ذكية / بقلم: سامح أدور سعدالله

أحلم بعيون ذكية أتغمض عيناي الغبية  ذكائي؟ تلك هي المعادلة التي تحتاج ...

قصيدة”سكارى بالكرة” للشاعر مصطفى معروفي/ بقلم: عبد الرحمن منصور

1ـ القصيدة: سكارى بالكرة شعر:مصطفى معروفي نظـلُّ بهـا علـى وهْــمٍ سـكـارى***و قد ...

الفصام / بقلم: عــبــدالناصر  عــلــيوي الــعــبيدي

  ———- الــصدقُ فــي الإنــسانِ خيرُ فضيلةٍ فــــعــلامَ تــكــذبُ أيــهــا الــكــذابُ – ...

أشياؤها الخمس / بقلم: فراس حج محمد

  [محاولة رثاءِ امرأةٍ ضاعت في جنون الحرب]   أشياؤها الخمسُ التي ...

الأخلاق في رواية عشيق السيدة تشاترلي للكاتب دي إتش لورانس / بقلم:محمد عبد الكريم يوسف

  أثارت رواية دي إتش لورانس “عشيق السيدة تشاتيرلي” الجدل والنقاش منذ ...

السياسة في أنتوني وكليوباترا / بقلم: محمد عبد الكريم يوسف

    في مسرحية ويليام شكسبير “أنتوني وكليوباترا”، تلعب السياسة دورا مركزيا ...

نزل المطر/ بقلم: آمنة بريري

نزل المطر   فاصطبغ الكون بالصفاء والسموّ   وسرت نسمات شذيّة تلامس ...

واحة الفكر Mêrga raman