الرئيسية / خواطر ونصوص شعرية / مليكتي السمراءُ شبعادُ/ بقلم: مرام عطية

مليكتي السمراءُ شبعادُ/ بقلم: مرام عطية

 

 

 

 

 

 

 

مليكتي السمراءُ شبعادُ/ بقلم: مرام عطية

________________

بغدادُ يا سوارَ الشَّمسِ يكحِّلُ رمشي بالبهاءِ ، يسكبُ عقيقهُ على حروفي، ويتوِّجها بأكاليلِ الألقِ ، كلَّ صباحٍ يسطعُ فيكِ نجمٌ يقلُّكِ إلى سماواتِ العلمِ مدينةً ناصعةَ النُّهى ترفلُ بأثوابِ الروعةِ والرقي ،  من مثلُكَ يا عصيَّةً على الغزاةِ ، وجمرةً في صدرِ الحاسدين ، كلَّما نبتَ فيكِ ليلٌ اجتثَته معاولكِِ من الأعماقِ ، و كلَّما رماكِ حاقدٌ علمتهُ دروسَ الوطنيةِ و الوفاءِ، كلما أظلمَ نهارٌ انبثقَ فيكِ ألفُ فجرٍ ، تخلعُ عَنكِ الريحُ وشاحَ الألقِ ، فتبارككِ السَّماءُ، تأطرك بسدرِ الجمالِ وكريستالِ الخلقِ ، و تتأزَّركِ النجومُ لترتقي أدراجَ المجدِ ، من مثلُكِ  تكتحلُين بمعلقاتِ بابلَ الوثيرةَ ، تفيضينَ  حضارةً على أقاليم الشِّمالِ و تتناسلينَ  أصالةً و إبداعاً

فراتكَ المُترعُ بسومرَ يثورُ على الظلمِ الْيَوْمَ، يصفعُ المارقينَ وسارقي الخبزَ والماءِ والضياءِ من ممالك الطفولةِ والكادحين، يغرقُ فتاوى الظلامِ، يلفُّ الكونَ عذوبةً، ويزرعُ مدائنَ الفكرِ وخرائطَ البحوثِ العلميةَ شمالاً وجنوباً، ما أحيلاهُ يضمُّ خصرَ العروبةِ من المحيطِ إلى الخليجِ بالرطبِّ !! يجمعُ في دوحةٍ واحدة تشرذم أمةِ العربِ على قلبٍ واحدٍ !! ويلبسُ حلةَ الأدبِ وناصعَ العلمِ.

مازالَ نهرُ الجمالِ ينبعُ من هضابكَ الثَّرةِ،

ويعانقُ النيلَ الأردن والشآمَ، ومازالتْ جامعاتكِ ومتاحفكِ مراقي الفنِّ الشرقيِّ ومنابرَ للشعراءِ

وما زالَ المتنبي بين مراقيكِ فارسَ الكلمةِ كليمَ الجمالِ طموحاً، يسرجُ جوادهُ نحو الأممِ يستقبلُ في دارتكِ مشاهيرَ الأدباءِ والعلماءِ يحتفي بالشعرِ والأدبِ، وينطلقُ إلى الدُّنا حاملاً لواءَ الإنسانيةِ ورايةَ الثقافةِ والإخاءِ، يطرِّزُ الكلمةَ الحقَّ على سجلاتِ الأممِ الشَّاحبةَ، يسحقُ موائدَ التَّجني والخيانةِ، يوزِّعُ ضياءهُ الباهرَ قناديل ( منظمةِ الكلمة الرائدةِ ) ( منبر العراق الحر ) و (مؤسسة صدى الفصولِ ) إلى نادي السرد اتحاد الدولي للأدباء العالمي فرع العراق ( والمستقبل العراقي) ، ( مركز النور )
) إلى ( مؤسسة دار العرب ) إلى مجلة ( الوطن ) إلى ( الأرشيف الإعلامي في الدانمارك ) إلى مجلة ( الناقدً العراقي) ، (والحوارِ المتمدِّنِ ) إلى الجريدة العراقية الأسترالية .. الخ.

يا ملكةَ الشَّرقِ، ياسميني الدمشقيُّ موشومٌ بالشًّغفِ، ووجهكَ الملكيُّ لا تنفع معهُ لغةُ الثَّلجِ والمحيطاتِ البعيدةِ، ولا يكفيهُ نصفُ العناقِ، فدعيني أغمرُ جمالكِ السرمديُّ بأمطارِ من سماءِ الأزلِ.

مليكتي السَّمراءَ شبعادَ، سأوصي الشَّمسَ الغافيةَ على رمشي ألا تغادرَ أقاليمكَ الوارفةِ الخصوبةِ، وأوصي النجومَ أن تمدَّ شالَ الَّلهفةِ من أنفاسِ نخيلكَ إلى جيدِ دمشقَ العاجيِّ، وتكحِّلَ عينيها بأقمارِ الشَّوقِ للأبدِ.

____

مرام عطية

عن Xalid Derik

x

‎قد يُعجبك أيضاً

الكتابُ … / بقلم: أحمد بريري

  الكتابُ خيْرُ صحْبي فيهِ تلقَى المعْلوماتِ منْ علومٍ وقرِيضٍ وتاريخِ الموجوداتِ ...

أحلم بعيون ذكية / بقلم: سامح أدور سعدالله

أحلم بعيون ذكية أتغمض عيناي الغبية  ذكائي؟ تلك هي المعادلة التي تحتاج ...

قصيدة”سكارى بالكرة” للشاعر مصطفى معروفي/ بقلم: عبد الرحمن منصور

1ـ القصيدة: سكارى بالكرة شعر:مصطفى معروفي نظـلُّ بهـا علـى وهْــمٍ سـكـارى***و قد ...

الفصام / بقلم: عــبــدالناصر  عــلــيوي الــعــبيدي

  ———- الــصدقُ فــي الإنــسانِ خيرُ فضيلةٍ فــــعــلامَ تــكــذبُ أيــهــا الــكــذابُ – ...

أشياؤها الخمس / بقلم: فراس حج محمد

  [محاولة رثاءِ امرأةٍ ضاعت في جنون الحرب]   أشياؤها الخمسُ التي ...

الأخلاق في رواية عشيق السيدة تشاترلي للكاتب دي إتش لورانس / بقلم:محمد عبد الكريم يوسف

  أثارت رواية دي إتش لورانس “عشيق السيدة تشاتيرلي” الجدل والنقاش منذ ...

السياسة في أنتوني وكليوباترا / بقلم: محمد عبد الكريم يوسف

    في مسرحية ويليام شكسبير “أنتوني وكليوباترا”، تلعب السياسة دورا مركزيا ...

نزل المطر/ بقلم: آمنة بريري

نزل المطر   فاصطبغ الكون بالصفاء والسموّ   وسرت نسمات شذيّة تلامس ...

واحة الفكر Mêrga raman