أوْراقٌ مُسافِرةٌ
الوَرَقَةُ الصِّفْر
تراءَى الطّيفُ ذاويَ الْخُطى
يَقْرَع أبْوابَ الضّبابِ
يَشُدُّ ذِراعَ الأغْنِياتْ
عودٌ طوتْهُ حَسْرةُ الْلَحْنِ
وَوَتَرٌ دَقَّ رأسَهُ هَزيعُ الْهوَى
فَهوَى ثَمِلَ الأمْنِياتْ
سُكُونٌ عَبِثَتْ فِيْهِ رياحُ الضّياعِ
وجومٌ هدوءٌ دَمْدَمَ أجْراسَ الْمكانِ
صَقيْعُ أنْفاسٍ وَفَوْضى حواسٍّ
تَاهَ الرّبيعُ بَيْنَ أصابعِ العَدّ
شريْدَ الْفِكْرِ شَاحِبَ النَّظَراتِ
أبْصَرَتْهُ الرّؤى يَتَتَبّعُ الظِّلَّ
خارِجَ الأسْرَابِ
يُؤْمِن بالْدَّفْتَرِ والقَصِيْدَةِ
وتِلْكَ الْحَيَاةِ البَعيْدةِ
يرقبُ الغيْمةَ فيْ اللَامَكانْ
يَكْفُرُ بِالعَجْزِ وَالْعَثَراتِ
يَصْرُخُ فيْ حَضْرَةِ الصّمْتِ
يُفَجّرُ نَهْرَ الْكَلِمَاتِ
مُطْلقًا أجْنِحَةَ الْحُلْمِ
تُرَفْرِفُ فَوْقَ حَنايا الرّوْحِ
يا امْرَأَة مِنْ بَرْزَخْ
تَعاليْ فُكِّي لِجَامَ الشَّمْسِ
وانثُريْ جَدائلَكِ فَوْقَ صَدْرِي
كيْما تُوقديْ فيْ مهجتيْ
نَارَ شَوْقٍ وبَعْضَ غِواياتٍ
واقْلبيْ مَوازِينَ ارْتيَابيْ
ورَتِبِيْ ثَوْرَةَ ياسَمينٍ بقلبٍ
رحَّبَ بانتهاكِ حُرمةِ الدَّمْعِ
واكتبينيْ عَلى فَاهِكِ
وَطَنًا حُرًّا زاخِرَ الْحَضاراتِ
تَعالَ إِليَّ يا بَدْرَ الإلْهامِ
واضْرِبْ عُنُقَ الْمَسافَةِ
خَيالكَ هَيَّجَ الأسَاوِرَ فَشَرَّعْتُ النّوافِذَ
لأعَانقَ نوْرًا جَاءَ مِنْ وراءِ الْسَّحابِ
بعْضيْ يُخاصمُنِيْ فارًّا إلَيْكَ
حَبْوًا مُنْذُ بدءِ الكَلام وسَيْلِ اللُّغَاتِ
امْسح بِسبّابَتِكَ حُمْقَ العَتَمَاتِ
شَيِّدْ الوَلَهَ مِنْ صُبْحِ مَدائِني
لِتَحْتَّلَ نداءاتِيْ وكُل مَساءاتِيْ
فأنْشُرُ عِطْرَ حِكاياتِيْ
وأُسْرِجُ خَيل بداياتِيْ
بقلم: خديجة بن عادل
